قال الدكتور مجدي علام، أمين اتحاد خبراء البيئة العرب، إن بعض المناطق الساحلية خاصة الدلتا، مهددة بالغمر أو التأثر بالمياه المالحة بسبب الآثار السلبية للتغيرات المناخية على مصر، وهو ما ستتعرض له الكثير من مناطق شمال الدلتا والساحل الشمالي في المنطقة المحصورة من الإسكندرية إلى السلوم.
وشدد علام، في تصريحات لـ«المصري اليوم» على أن القرار رقم 4 لسنة 1994، حدد مسافة 120 مترا أو أكثر خالية من المنشآت Setback distance، وإذا اتبعنا القانون والتخطيط الاستباقي فستكون السياحة في مأمن، لافتا إلى أن نحر الشواطئ ظاهرة طبيعية، نتيجة حدوث التيارات ولكن معدلاتها تزداد مع ارتفاع سطح البحر.
وحذر علام من تعرض البحر المتوسط لهزات أرضية قد تنتج عنها موجات «تسونامي»، مطالبا مصر بالإنضمام إلى الجهود التي تنظمها المؤسسات الإقليمية للحد من مخاطر ذلك، موضحا أنه توجد علاقة بين هطول الأمطار الغزيرة التي تشهدها مصر الآن وبعض البلدان العربية والعالمية والتغيرات المناخية، خاصة أن جميع الدراسات رسمت خريطة واضحة للمناطق المهددة بالتأثيرات المناخية وشاهدنا خلال الفترة الماضية إعصار «تسونامي» باليابان وإعصار جدة في المملكة العربية السعودية والإعصار البني في عمان، وتكررت هذه الظاهرة في مصر عام 2013 بإعصار جمصة الذي استمر لمدة 22 دقيقة وأخيرا الإسكندرية.
وأوضح علام أن هناك الكثير من الأبحاث العلمية حول تلك المناطق المهددة داخل مصر، مشيرا إلى أن زيادة متوسط درجات الحرارة يصاحبها زيادة في شدة ومعدلات حدوث الكوارث المناخية كالعواصف والسيول.
وأشار الخبير البيئي إلى خطورة تأثير التغيرات المناخية على المنطقة العربية خاصة مصر، موضحا أن خبراء بيئة عرب يطالبون بالحد من مخاطر الكوارث، باعتباره هدفا يسعى العالم أجمع إلى تحقيقه، خاصة مع زيادة توقع المخاطر الناجمة عن التغيرات المناخية، والتي تهدد العديد من النقاط الساخنة في المنطقة العربية بصفة عامة ودلتا نهر النيل في مصر بصفة خاصة.
وأكد علام أن الحد من مخاطر الكوارث يستهدف الحد من النزوح الداخلي من منظور المجتمع المدني، علاوة على عرض حول آثار الجفاف وتدهور الأراضي وأثرها على استقرار المجتمعات في المنطقة العربية، ومناقشة تأثيرات عملية التشاور العالمية والإقليمية بشأن الحد من مخاطر الكوارث على المستويين الوطني والمحلي، وطبيعة الأدوات والمؤشرات المستخدمة.
وأضاف أن هذه الاستراتيجيات تستهدف تمكين الحكومات من قياس ورصد عمليات النزوح، والتي بدورها ستساهم في وضع سياسات أكثر فاعلية للحد من مخاطر الكوارث، ومواجهة ظاهرة النزوح والهجرة الداخلية الناجمة عن الكوارث.
وأشار علام إلى أنه من المتوقع أن تحتل عملية التكيف للنازحين من المناطق المتأثر بالآثار السلبية للتغيرات المناخية مساحة هامة من الحوار، وأثر مخاطر الكوارث في زيادة هجرة السكان والنزوح في مصر، مطالبا ببحث المجالات التي يمكن إجراء دراسات تحليلية عليها أكثر عمقا تتيح تطوير السياسات، بناء على الأدوات والتوصيات الناتجة عن هذه الدراسات.