«الجثة دي رقم كام؟ شوفوا كده هي اللي اتشرحت؟»، يسأل عامل مشرحة زينهم بصوت عال أحد المسعفين الذين يحملون جثث ضحايا حادث الطائرة الروسية، فيأته الجواب: «تمام»، فتحمل الجثة داخل سيارة مخصصة لحمل شخص واحد على الأكثر.
كانت الأوراق مبعثرة على المكاتب المدّون عليها بيانات الضحايا داخل المشرحة، كما كل شىء خارجها، هناك عناصر أمن مركزى ينشرون في أرجاء المكان، يفرضون كردونًا بـ4 اتجاهات تؤدى جميعها إلى المشرحة، وحركة المرور أيضًا متعطلة في الشوارع الرئيسية من منطقة السيدة زينب حتى سور مجرى العين، لتوافد عشرات سيارات الإسعاف.
يقول مصدر مسؤول في المشرحة، رفض ذكر اسمه، إن المشرحة استقبلت على مدار يومي الأحد والاثنين 120 جثمانًا جميعها تم الانتهاء من تشريحها بمعرفة خبراء الطب الشرعي، في الحادث الذي خلّف 224 قتيلًا، كانوا على متن الطائرة.
قبل وصول سيارات الإسعاف لنقل الجثث، غادر المشرحة المستشار شعبان الشامي، مساعد وزير العدل لشؤون مصلحة الطب الشرعي، بعد انتهاء عمليات التشريح، وفقًا للمصدر الذي أكد أن فريق بحث جنائيا روسيا شارك كبار الأطباء الشرعيين في عملهم.
أضاف المصدر أن المشرحة استقبلت 23 جثمانًا عبارة عن «أشلاء»، و6 حالات لأطفال، موضحًا أن الجثث الـ120 ظلت محفوظة في ثلاجات تبريد على مدار الساعات الماضية، وتحمل كل منها أرقام ببياناتهم، عقب أخذ عينات البصمة الوراثية الـ«DNA».
وأردف المصدر: «أثناء فحص الجثامين لاحظنا وجود حالتين نادرتين، جاءتا داخل أكياس بلاستيكية وهي تمسك بشعرها، وحالة أخرى لطفل عيناه منفتحتان أثناء الوفاة»، لافتًا إلى أن هذه الحالات «نادرة» في الظهور أثناء التشريح.
بدورها دفعت وزارة الصحة بـ120 سيارة إسعاف لنقل جثامين الضحايا، كل سيارة تحمل جثة شخص على الأكثر، عدا 5 سيارات تستوعب جثتين، حسبما أكد المسعفون في موقع المشرحة.
وشهدت المنطقة المحيط للمشرحة تكدسًا مروريًا، مع دخول سيارات الإسعاف إلى المشرحة وخروجها منها حاملة الجثث. وأكد العاملون لـ«المصري اليوم» أن 90 سيارة إسعاف نقلت 110 جثامين حتى الآن، في طريقها إلى مطار القاهرة الدولي.
وغادر المشرحة وفد من سفارة الجمهورية الروسية، حضر في وقت سابق لإنهاء بعض الإجراءات لتسليم الجثامين. وأشار مصدر قضائي إلى الانتهاء من استيفاء جميع الإجراءات اللازمة للتصريح باستلام مندوبي السفارة أو ذويهم للجثث.