شهدت القاهرة، أمس، أول لقاء تشاورى فلسطينى، يجمع قيادات «حماس» و«فتح» منذ انقلاب حماس وسيطرتها على قطاع غزة فى يونيو 2007، وذلك على هامش لقاءات الوزير عمر سليمان بقيادات الفصائل الفلسطينية، لبحث تثبيت وقف إطلاق النار، والتوصل إلى اتفاق تهدئة.. على أن يلتقى «سليمان» اليوم وفد «الجهاد الإسلامى» و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين».
قال عزام الأحمد، رئيس كتلة فتح فى البرلمان التشريعى الفلسطينى، فى مؤتمر صحفى، إنه وقيادات «فتح» اجتمعوا مع وفد «حماس» بالقاهرة، بهدف تسهيل عملية التوافق الوطنى والإسراع فى اتخاذ قرار بدء الحوار الفلسطينى.
وأشار الأحمد إلى أن وفد «حماس» غادر القاهرة متوجهًا إلى دمشق، لعرض نتائج اللقاء على خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى للحركة، وسيعود بعدها بالرد، موضحًا أن الجهود المصرية اقتربت من تحقيق الالتئام للحوار الفلسطينى الشامل، وأن وفد المنظمة أكد ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطينى وتشكيل حكومة توافق وطنى.
ودعا نايف حواتمة، الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، إلى حكومة وحدة وطنية، على غرار الحكومة اللبنانية الحالية. فى سياق متصل، قال عمرو موسى، الأمين العام للجامعة العربية، وعقب انتهاء اجتماع المندوبين الدائمين بالجامعة العربية، أمس، إن التبرعات لن تذهب إلى غزة كـ«شنط فلوس»،
وإنما ستتكفل الصناديق العربية، وهى: الصندوق العربى للتنمية، والبنك الإسلامى فى جدة، والهيئة العربية للإعمار، بتنفيذ المشروعات التى دمرتها الحرب، وأهمها المستشفيات والمدارس.
وأضاف: «لن نتدخل فى خلافات صغيرة» حول مصير أموال التبرعات، وهل ستذهب إلى (حماس) أو (السلطة)، وإنما سنتعامل مع الواقع»، وقرر مجلس الجامعة العربية إنشاء هيئة عليا لإعمار غزة، كما طالب بتحقيق دولى حول جرائم الحرب الإسرائيلية فى القطاع.
وفى بروكسل، قال أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، على هامش مؤتمر مشترك مع نظرائه فى الاتحاد الأوروبى، إنه ثبتت صحة وجهة النظر المصرية بأن إيران كانت وراء الكثير مما حدث مؤخرًا، فى إشارة إلى دفع طهران «حماس» للتشدد تجاه مبادرات التهدئة فى غزة،
وأضاف: «جميع الخيوط فى يد مصر بعد إنهاء الحرب على غزة». ميدانيًا، نفت «حماس» ما رددته تقارير إسرائيلية عن إصابة القيادى محمود الزهار، خلال الهجوم البرى.
ورغم انتهاء الحرب، فإن القطاع لايزال يعانى بسبب الحصار الإسرائيلى، وعدم فتح المعابر، أزمة إنسانية خطيرة، وقلة الأغذية والمواد التموينية، ولاتزال عشرات العائلات مشردة بعد قصف منازلها ومزارعها، وتنتظر وعود حكومة «حماس» المقالة بمساعدتهم.
وقال محمد عبدربه، «60 عامًا»، الذى حولت «حماس» مزرعته إلى حصن وقت الحرب، وهو يعيش الآن فى غرفة وحيدة تبقت له من منزل مكون من 3 أدوار: «مضت 4 أيام وهم يحدثوننا عن مساعدة، ولم نلمس شيئًا حتى الآن»، متسائلاً: «هل يشبه مثل هذا الوضع انتصارا كما قالت حماس؟».
كانت الحكومة المقالة أعلنت أنها ستدفع 1000 يورو لكل عائلة، استشهد أحد أفرادها، و4 آلاف لكل أسرة دمر منزلها خلال الحرب.