انسحاب مرشح «النور» من انتخابات «6 أكتوبر» اعتراضًا على تعد قاضٍ على شقيقته

كتب: محمد القماش الأربعاء 28-10-2015 18:43

«الحياة الكريمة»، تجيب الحاجة فاطمة محمد، إحدى الناخبات بمدينة السادس من أكتوبر، التابعة لمحافظة الجيزة، عند سؤالها عن إصرارها للمشاركة في جولة الإعادة في انتخابات مجلس النواب، قبل أن تؤكد :«الانتخابات ليست عرس ديمقراطى، ولا صورة جمالية مرسومة بالبسمة ولون الحبر الفسفورى على إصبع باليد، لكنها مسؤولية وعماد الدولة».

أمام نفس اللجنة بمدرسة جيل 2000 بالحى الثانى، وعن نفس السؤال قدمتا نحمدة بدوى، وشقيقتها منى، ذات الإجابة:«الحياة الكريمة».

وتقام جولة الإعادة بين 4 مرشحين للحصول على مقعدين الفردى بدائرة 6 أكتوبر والشيخ زايد والواحات.

رصدت «المصرى اليوم»، في جولتها بالمدينة، نداء سائقى سيارات «ميكروباص» على المواطنين، لتوصيلهم إلى اللجان الانتخابية خاصة في الأحياء النائية «ليلة القدر» بالحى الثانى عشر..لم يعرف هوية السائقين ولا تبعيتهم لأى من المرشحين من حزبى «النور» و«المصريين الأحرار»، أو المستقلين.

لكنّ محمد عبدالحليم، الشاب الجامعىّ، الذي رفض الاستجابة لسائقى «الميكروباص»، قال لـ«المصرى اليوم»: لا أريد الذهاب إلى الانتخابات. الأحزاب في مصر ماتت. والحياة السياسية انتهت. على حد تعبيره.

العنصر النسائى الأغلب هنا في مدينة 6 أكتوبر، ممن نزلن للتصويت في الانتخابات، وتتفقن السيدات الثلاث:«فاطمة»، و«نحمدة»، و«منى»، على مصلح واحد للمشاركة في الاستحقاق الثلاث ضمن خارطة الطريق:«الحياة الكريمة..والبلد حالها يمشى».

الحديث عن الأمور السياسية يغيب عن السيدات الثلاث، إذ تمر دوريات أمنية للتأكد من سير العملية الانتخابية على ما يرام، فيكتفين:«نزلنا نصوت علشان ربنا يصلح حال البلد».

تجلس فاطمة محمد، ذات الـ 70 ربيعًا، على كرسى متحرك. يدفعها مجندان إلى اللجنة 11 للإدلاء بصوتها. تقول:إنها لا تعرف الناخب المفترض إعطائه صوتها. إذًا لماذا قررت المشاركة في الانتخابات، فتجيب:«نريد إصلاح حال البلد، ونعرف نلاقى لقمة عيش وعلاج، فالمعيشة أصبحت صعبة للغاية، ولابد للحكومة أنها تنظر إلى المواطن، والشباب الجديد ليس لدية عمل».

نحمدة بدوى، 55 عامًا، أكثرت من دعائها لضباط الجيش، قبل دخولها لجنتها الانتخابية:«ربنا معاكم يحميكم وينصركم على أعدائكم»..مؤكدة أنها قرّرت النزول إلى الانتخابات:«نريد إصلاح حال البلد..ونرى خيرًا لأولادنا».

«بدوى» التي تعمل بأحد المصانع في المدينة، لا تجيد القراءة والكتابة، لكنها اختارت اسمى مرشحين مفترض التصويت لهما:«طالمّا هناك ديمقراطية يبقى كل واحد حرّ في صوته يعطيه لمين».

أما «منى» شقيقة «نحمدة»، والتى أخذت تنادى على حفيدها «نور»، 4 سنوات، فقالت:إنها تنتخب لأجل مستقبل هذا الطفل.

فنادى الصغير على جدته باللجنة:«تيتا جاية تنتخب»، فداعبه القاضى:«هىّ فين إحنا مستينها».

وفى ظل الأجواء الهادئة، شهدت اللجنة الانتخابية بمدرسة جيل 2000، مشاداة بين شقيقة مرشح حزب النور «السلفى»، ياسر القاضى، وأعضاء بإحدى اللجان الانتخابية، وقال بيان للمرشح، نشر على حسابه بموقع «فيس بوك»:«إنه قرر الانسحاب من الانتخابات، بعد تعد قاضٍ باللجنة على شقيقته بالضرب وخنقها».

وذكر «القاضى»، في بيانه، أنه واجه انتهاكات خلال العملية الانتخابية، ومنها تجاوزات قسم ثانٍ 6 أكتوبر وانحيازه تجاه بعض المرشحين بعينهم، بقيادة رئيس المباحث، وتهديد العائلات المؤيدة لـ«القاضى» في حالة تصويته له، وشراء الأصوات على مرأى ومسمع من الجهات المعنية، وخاصة اللجنة العليا للانتخابات ولم يتخذ أي إجراء لوقف هذا الأمر.

وقال «القاضي»: إنه قد تم بالفعل تحرير محاضر ضد مرشحين بعينهم لشراء الأصوات ولكن تم فبركة هذه المحاضر والتغطية عليها لحساب هؤلاء المرشحين، بالإضافة إلى توجيه الناخبين من داخل وخارج اللجان بعدم التصويت للمرشح من بعض القضاة وأغلب ضباط الشرطة وطرد موكلين عمومين وفرعين له من داخل أغلب لجان الدائرة الانتخابية عن طريق بعض القضاة وأغلب ضباط الشرطة».

وأضاف: «الأمر تعدى كل الخطوط الحمراء ووصل إلى تعدى أحد المستشارين في مدرسة جيل 2000 الخاصة بالحى الثانى بالضرب على شقيقتى وخنقها».