صناعة الأمل!

يسري الفخراني الأربعاء 28-10-2015 21:20

الأمل أفيون الشعوب، الأمل هو الذى يجعل للحياة معنى، وللحلم معنى، وللتعب معنى، وللصبر معنى.

بدون أمل.. لماذا ننتظر غدا؟

بدون الأمل.. كيف يمكن أن يتصور إنسان أن البذرة التى توضع فى الأرض يمكن أن تطرح شجرة؟

بدون الأمل.. لن تدور ماكينة فى مصنع، ولن يكون هناك صنايعى ماهر فى عمله، ولن يكون هناك حركة فى ماء راكد ولو ألقينا ألف حجر.

بدون الأمل لن يتحرك الشباب من (قعدة القهاوى)، لن ينجح المعلم فى تربية أجيال جديدة، لن تكف انفجارات المشاكل العائلية التى تنتهى بالطلاق.

نفتقد الأمل، هناك حالة إحباط يجب أن نراها وأن نعترف بها، لا أحد معه أمل يكفيه جرعة صباحية.. فماذا عن الغد؟

هل تعتقد أى حكومة أن هناك شعبا يمكن أن يعيش بدون أمل؟ هل يمكن أن نخفى الشمس ونتخيل الدفء والنور؟

أعطنى أملا أعطيك شعبا صاحيا مستعدا لأن يضحى بحياته من أجل هدف، أعطنى أملا أعطيك مستقبلا يمكن للأطفال فيه أن يعزفوا أغنية سعيدة. أعطنى أملا أعطيك إنجازا وتقدما وحرية وأمانا.

أصبحنا شعبا منزوع الأمل، لا أتكلم عن نصف شعب أو بعض شعب.. أتكلم عن شعب حائر بين حالة من الانتظار وحالة اللامبالاة.

لا يعيش الأمل فى الظل، لا يعيش بدون وضوح فى الرؤية والمعلومة، أوروبا بعد أن خرجت مهدودة من حروب طويلة بائسة.. لم يجد حكامها طريقة لبنائها سوى أن يمنحوا الشعوب الأمل فى أن يكونوا أفضل.. ومنحوهم مع الأمل معلومات حقيقية عن السياسة والاقتصاد. يمكننا أن نصبر- على أمل- أن نصل إلى حياة أفضل. الكذب هو عدو الأمل.. وهو صديق الإحباط والفشل والخوف والقلق.

ليس من حق مسؤول أن يحجب الحقيقة، لأننا شركاء فى وطن، سوف نبنيه معا، نحتمل على الحلوة وعلى المرة سويا، نقسم لقمة الهم ولقمة الهنا.

من زمان، كانت أمنياتى أن يكون هناك وزير للأمل، لكن يبدو أن قدر الشعب المصرى أن نعيش بدونه من زمن إلى زمن وجيل إلى جيل.. ويصبح الأمل مجرد حدوتة خيالية قبل النوم.

نحن نريد الحقيقة، لا نصفها، نريد ما لنا وما علينا، لا حلول وسط، نريد أن نعلن أننا فى حالة حرب لبناء بلدنا، فندخل فى الجد، نريد قوانين تجعل إيقاع الإنجاز أكثر سرعة، نريد العدل.. وهو أهم جزء من حركة البناء، نريد حسابا بالثواب والعقاب، نريد حرية للإبداع والخيال لكى نخرج من صندوق الحزن وصندوق الدمى البلاستيك الذى جعلنا نتحرك ببطء داخل أنفسنا.

نريد رجالاً يعملون 24 ساعة، ونساء تعتنى بصناعة عائلة، مجتمعا سويا ينظر للأمام لا للخلف، يحب بلده ويؤمن أن ليس لديه وطن بديل.

آسف للإزعاج أيها الأمل.