شهدت عملية التصويت على الإعادة في الانتخابات البرلمانية إقبالا ضعيفا من أبناء الجالية المصرية بالمملكة السعودية في كل من السفارة المصرية بالرياض والقنصلية بجدة، حيث لم تتعدّ أعداد المصوتين الألف ناخب مصرى، أغلبهم من «الصعايدة».
ورصدت «المصرى اليوم»- ومنذ اليوم الأول لانتخابات المرحلة الأولى وفى الإعادة- أن أبناء الصعيد- وتحديدا الأقصر وسوهاج- هم الأكثر عددا من حيث الحضور للتصويت، ويتصدرون أعداد الحضور، الأمر الذي أكدته السفارة المصرية بالرياض والقنصلية بجدة. وزاد الإقبال نوعا ما في الساعات الأخيرة، وذلك مع انتهاء ساعات العمل بالمملكة.
وقال السفير عفيفى عبدالوهاب إن جولة الإعادة شملت كل محافظات المرحلة الأولى، وتبلغ 14 محافظة، بينها: الجيزة، والإسكندرية، وعدد من محافظات الصعيد، عدا أربع دوائر هي: أول الرمل بمحافظة الإسكندرية، ومركز ومدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، ودائرة بنى سويف، ودائرة الواسطى بمحافظة بنى سويف. وستقوم اللجنة العليا للانتخابات بإعادة الانتخابات في هذه الدوائر الأربع من جديد خلال 60 يوما. ومن المقرر أن يُستكمل في هذه الجولة حسم 222 مقعدا.
وأرجع مصطفى النفياوى، نائب رئيس الاتحاد العام للمصريين بالخارج- فرع السعودية، ضعف مشاركة المصريين بالخارج في انتخابات مجلس النواب إلى عدة أسباب، وهى ما دفعت أبناء مصر في الخارج إلى العزوف عن المشاركة الجدية في استكمال خارطة الطريق باختيار نواب البرلمان الجديد، وهى: الإعلام والمستوى المتدنى الذي يقدمه وانشغاله بقضايا تافهة، وعدم تخصيص فقرات تعريفية للمرشحين بجميع الدوائر، بهدف توعية أبناء الوطن في الخارج بوجوههم وبرامجهم الانتخابية، في وقت تنتظر فيه دولة بحجم مصر ميلاد برلمان من رحم ثورتين، على حد قوله.
كذلك من بين الأسباب من وجهة نظره أن الدولة استبدلت واجبها نحو المغتربين من الاهتمام إلى الاستغلال، وتتعامل معهم على أنهم مواطنون درجة ثانية مجبرون على دفع الجزية في الذهاب والإياب، وآخرها فرض ضريبة على تذاكر الطيران، في حين أن غالبية المغتربين لا يمثلون عبئا على ميزانية البلاد، علاوة على حرمانهم من الخدمات الصحية والتعليمية، بالإضافة إلى أن جميع المرشحين كانت لديهم الثقة في الفوز بالمقاعد دون مجهود، ولم يشغل أي منهم نفسه بكتابة خطاب موجه للجاليات في الخارج يحمل ملامح برنامجه الانتخابى والتعريف بنفسه، والتعامل باستعلاء مع صوت المواطن، في ظل امتلاك غالبية المرشحين شعورا زائفا بضمانة النجاح بمجرد إطلاق تصريحات تحمل نفاقا فجا للنظام، ناهيك عن أنه تولدت أزمة ثقة كبيرة بين الجاليات والحكومات المتعاقبة، بسبب كثرة الوعود الزائفة التي تتلقاها كل جالية، مع زيارة أي مسؤول وتتبخر قبل عودته إلى القاهرة، ما نتج عنه انسداد في الأفق وضبابية في رؤية مستقبل العلاقات بين الطرفين، على حد تعبيره.