أين المجلس الاستشارى للرئيس؟.. أين موقع هذا المجلس العظيم من نظام الحكم؟.. سؤال كان يراودنى منذ فترة.. خاصة بعد التغيير الوزارى الأخير، وحتى عندما ضربت السيول مدينة الإسكندرية.. وبالأمس فوجئت بلقاء، وحوار صحفى.. الأول لقاء رئيس الوزراء مع المهندس العبقرى هانى عازر، والثانى حوار صحفى للدكتور أحمد عكاشة.. اطمأننت أن المجلس مازال فاعلاً، ولم يتم تسريحه بعد!
تابعت تصريحات السفير حسام القاويش، حول مقابلة هانى عازر.. قال القاويش إن اللقاء استعرض موضوعات تخص النقل والمواصلات والسكة الحديد.. خاصة مقترح تطوير السكة الحديد، وما يتعلق بهذا الملف من صيانة.. لكن عندما تطرق اللقاء إلى ملف التعليم الفنى أصبت بدهشة شديدة، لأن وزارة شريف إسماعيل، هى من ألغت وزارة التعليم الفنى.. وأظن أن «عازر» هو الذى كان وراء وجودها!
وأتساءل من جديد: هل الحكومة معنية بالتعليم الفنى أصلاً؟.. هل لديها رغبة فى رفع كفاءة العمالة المصرية؟.. ماذا قال هانى عازر عندما تحدث معه رئيس الوزراء، عن التعليم الفنى؟.. هل نظر إليه من تحت لفوق؟.. هل سأله مثلاً عن جدية الحكومة فى التعامل مع الملف؟.. هل عاتبه على إلغاء الوزارة، التى كان يمكن أن تقوم بهذه المهمة؟.. صراحة أريد أن أعرف.. ما أعرفه أن عازر «مؤدب» ومتواضع!
يا سيادة رئيس الوزراء: التعليم الفنى لا يعنى تدريب مهندسين فقط.. فلا يكفى مثلاً تدريب 600 مهندس فى شركة «سيمنس».. مهم جداً تدريب آلاف الأيدى العاملة.. ومهم جداً أن يتم تخريج طلاب تحتاجهم سوق العمل.. الأصل أن تكون هناك فلسفة للتعليم.. الأصل أن تكون هناك رؤية.. هذا هو الأهم.. ولذلك يبقى غريباً قرار شريف إسماعيل بإلغاء وزارة لم تدم أكثر من شهور، كانت مخصصة لهذا الغرض!
على أى حال، فقد شعرت بالراحة أن المهندس عازر لم ييأس، كما أن الدكتور عكاشة مازال يقاوم.. كان عنده مشروع متكامل قدمه للرئيس.. حصلت على نسخة منه.. أريد أن أرى ثماره.. يعتنى بأخلاق المصريين.. وكان المجلس الاستشارى العلمى ينعقد دورياً.. فماذا حدث؟.. هل انشغل الرئيس بالانتخابات؟.. هل استطلع رأيه كبار العلماء فى الحكومة الحالية؟.. هل أخذ رأيهم فى كارثة الإسكندرية مثلاً؟!
الدكتور عكاشة أجاب عن السؤال السابق.. ليس ذلك فحسب، ولكنه قدم شهادته أيضاً فى شخص الرئيس.. فقد قال نصاً: «بكل أمانة وصدق أرى أن الرئيس السيسى يقبل الانتقاد، ويستمع جيداً لآرائنا المخالفة له، وحدث كثيراً فى اجتماع مجلس كبار العلماء، إن كانت هناك انتقادات وتقبلها بصدر رحب، وهذا دليل كبير على الحرية».. ثم قال: السيسى ليس مؤهلاً ليكون «فرعوناً»، فى مقارنة مع الرئيس عبدالناصر! ظهور عكاشة وعازر يعطينا الأمل.. وجود كبار العلماء حول الرئيس يزيدنا اطمئناناً.. كثيرون يتساءلون عن مستشارى الرئيس.. هؤلاء يتمنون مشاركتهم فى خدمة الوطن بلا حساسيات.. يتمنون توسيع قاعدة المشاركة.. ولكن أهم من وجودهم، أن نستفيد باستشاراتهم فعلاً.. تلك هى المشكلة، كما قال شكسبير!