مانشستر يونايتد 0-0 مانشستر سيتي: أنت تخسر

كتب: لؤي فوزي الأحد 25-10-2015 23:14

بعد فوز أرسنال السبت على إيفرتون، إنتشرت النكتة التقليدية بين صفوف مشجعي الجانرز بتمنيهم الخسارة لغريمي مانشستر في مباراة الأحد ليتمكن المدفعجية من الاحتفاظ بالصدارة، أو اقتسامها مع السيتي بمعنى أدق.. يبدو أن القدر استجاب لدعوات مشجعي أرسنال وبطريقة ما خسر الفريقان بالفعل، وخسر المشاهدون أيضًا بعد مباراة متوسطة أغلقها دفاع الفريقين بكفاءة، لتنتهي بالتعادل السلبي، أسوأ نتائج كرة القدم.

أجواء ما قبل المباراة كانت تشير لمعركة ممتعة بين إثنين من جنرالات الاستحواذ والسيطرة في البريمييرليج، دبابة بيلليجريني أمام مارينز فان جال، الأول افتقدت ترسانته لأكبر مدافعها أجويرو وقائدها ديفيد سيلفا بداعي الإصابة، والثاني بدا وكأنه وصل للتنظيم الأمثل لكتيبته في مباراة إيفرتون الأخيرة، والتي فاز بها بثلاثية بعد سنوات إحترق فيها الشياطين كلما لامست أقدامهم عشب الجوديسون بارك.

السؤال يتكرر مجددًا، لماذا ينخفض أداء الفرق الكبيرة تأثرًا بغياب نجم أو اثنين في وجود نجوم آخرين كستيرلينج ودي بروين ويايا توريه؟ لماذا تتهدد حظوظ برشلونة أمام الكبار كلما غاب ميسي؟ ما الذي قد يسببه غياب سانشيز وأوزيل عن أرسنال؟ الإجابة بسيطة.. الغيابات الطارئة لا تسمح بابتكار خطط جديدة تعتمد على الموجودين، فتكون النتيجة هي أن «البازل» يفقد أهم قطعه التي تكمله وتمنحه معناه، تكوين «بازل» آخر جديد بمعني جديد يحتاج إلى الوقت.

وبينما كان بيلليجريني يحاول حل بازل السيتي، كان فان جال انتهى لتوه من الخاص باليونايتد، ووجد تركيبته الأفضل – وليست الأمثل – منذ بداية الموسم، دفاع صلب بدخول جونز وروخو بدلاً من بليند ويونج، خط وسط متماسك يقوده شفاينشتايجر وشنيدرلين ، هيريرا كرقم 10 وجناح متطور هو مارسيال، أنسى الجميع لاعبًا إسمه ممفيس ديباي، توقع له الجميع النجاح لكنه فاجأهم بعروض فردية مخيبة للآمال.

متأثرًا بخسارة أقوى أسلحته، اكتفى بيلليجريني بالتغيير في مراكز لاعبيه لتعويض الخلل والنقص، وبدا وكأن الشيلي قد حسم أمره منذ علم بإصابة أجويرو وسيلفا، خاصة أن مخازنه قد امتلأت عن آخرها بأسلحة صدئة وأخرى معطوبة بسبب الإصابة.

الظروف الاضطرارية منحت دفاع الفريقين الفرصة للتألق وغلق المباراة تماماً، تخيل كلاسيكو برشلونة وريال مدريد ينتهي بتألق بيبي وبيكيه، الأمر أشبه بعقاب لا مباراة كرة قدم، لا تُلم أوتامندي أو جونز أو كومباني أو سمولينج بل لُم مهاجمي الفريقين، ربما يتوجب أن تستثني مارسيال الذي بدا وكأنه الوحيد في المباراة الذي يعلم جيدًا ما يريد فعله، والطريقة الأنسب لفعله، المهاجم الفرنسي الشاب كان أحد النقاط القليلة المضيئة في المباراة إلى جانب فيرناندينيو من السيتي.

الآن نحن أمام وضع معقد، الفارق بين الأول والعاشر ثمانى نقاط، والفارق بين الأول والرابع أربع نقاط، ويستهام هو ثالث البريمييرليج بعد خروج ليفربول وحلول تشيلسي في المركز الخامس عشر بسلسلة عروض كارثية لم يتوقعها أسوأ المتشائمين، فهل حان الوقت لتقييم حظوظ الأربعة الكبار في اللقب لهذا الموسم؟ أم ربما علينا تحليل فرص الأربعة الأوائل؟ الصدارة اشتعلت بالفعل، وكذا ظمأ محبي البريمييرليج لمزيد من المتعة بعد مباراة مملة مخيبة للآمال، مزيد من المباريات سيجيب عن أسئلة الجميع.