«ما حدث الشتاء الماضي لن يتكرر هذا العام».. جملة أكدها في أكثر من حوار، هاني المسيري، محافظ الإسكندرية، عقب أزمة الأمطار، التي سادت المحافظة في شتاء العام الماضي، مشددا على أن الأمر لن يتكرر ثانية.
منذ الصباح كانت الصور التي يتداولها الجميع وتنقلها الفضائيات، الرد الأهم والأقوى على المحافظ، الذي يطال البعض باستقالته بعد وفاة 5 أشخاص نتيجة الطقس السيئ الذي ضرب المحافظة باكرًا في ظل تعامل ضعيف من المحافظة.
ولم تكن تلك الأزمة الأولى من نوعها التي تواجه المحافظ، الذي تقلد منصبه مطلع هذا العام، خلفًا للواء طارق المهدي، إذ شهدت فترة ولايته العديد من الأزمات.
زوجته
في اجتماع رسمي حضره «المسيري» مع ليلى إسكندر، وزيرة التطوير الحضري والعشوائيات في ذلك الوقت، فوجئ الجميع بحضور الدكتور أميرة أبوطالب، زوجة المحافظ، الاجتماع وتجلس إلى جنب زوجها، وتمسك ورقة تدون بها ملاحظات على حديث الوزيرة.
كان الأمر مثيرًا للجدل بالنسبة لكثيرين، خاصة أنها لم تكن المرة الأولى التي يصطحب فيها «المسيري» زوجته في مناسبة رسمية، وأرجع المحافظ الأمر بأن زوجته حضرت الاجتماع بصفتها، وليس لأنها زوجته، إذ أنها خبيرة في مجال البيئة، ورئيس جمعية «رواد البيئة» بالمعادي، موضحًا أنه أحضرها لـ«الاستفادة من خبرتها في مجال القمامة».
نال المحافظ هجومًا واسعًا بسبب زوجته، والصور التي كانت تنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي برفقة زوجها، والتي تداولها البعض، متهمين إياه بالإفصاح عن الكثير من حياته الشخصية.
زوجة المحافظ حضرت معه افتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ46 بمحافظة الإسكندرية، وكان ضمن الحضور، جابر عصفور، وزير الثقافة آنذاك، والتقطت عدسات الكاميرا صورًا رسمية للوزير والمحافظ، وبرفقته زوجته.
كما رافقته في العديد من زياراته الرسمية لنوادي الإسكندرية، إضافة إلى وجودها معه أثناء زيارته المركز الإقليمي لصحة وتنمية المرأة بالإسكندرية، وتفقدا معا القاعات المختلفة للمركز، وزارا العيادات المتنقلة للكشف المبكر عن أورام الثدي ومعمل كيميائي الدم والمعمل الباثولوجي وأجهزة هشاشة العظام وغيرها من الأقسام.
الأمر برره المحافظ بأنه «عادي، قائلًا: «هي شخص في المجتمع بيحاول يساعد».
القمامة
«هي أول وآخر ما ستشاهده في الإسكندرية عند زيارتها».. تعليق لأحد «الإسكندرانية» بعد انتشار القمامة في المحافظة، في الأشهر الماضية.
كانت أزمة القمامة ضربت ثاني أكبر محافظة في مصر لشهور عدة، وتداول البعض صورًا لأكوام القمامة في مناطق هامة في الإسكندرية، وعلى رأسها محطات الترام، والسكك الحديدية، والأحياء الراقية هناك.
وأرجع المحافظ الأمر إلى الدولة والمواطن، والإخوان، وقال يوسف الحسيني إن «المسيري» قال لإعداد برنامج «السادة المحترمون» إن السبب في أزمة القمامة هم جماعة الإخوان، لكنه رفض أن يقوم بمداخلة.
وأثاء حضوره ورشة العمل الخامسة لمشروع «استدامة المدن القديمة»، قال إن تلك المشكلة تعد من المشاكل القومية المتفاقمة الموروثة منذ زمن طويل، و70% من أسباب انتشارها تعود لضعف إمكانيات الدولة والشركات العاملة في هذا المجال، والـ30% المتبقية لسلوكيات المواطن وإنتاج الشركات لمواد غير قابلة للتدوير في معظم الوقت»، وفقًا لما نقلته «الأهرام».
وأضاف: «الإسكندرية ترفع 5 آلاف طن قمامة في اليوم مما يجعلنا غير قادرين على جمعها بالكامل في اليوم لضعف الإمكانيات، بالإضافة إلى عدم التزام المواطن بالمواعيد المحددة لرمي القمامة وبالتالي تتناثر القمامة في الشوارع وتظهر بشكل غير لائق».
الصرف الصحي في شاطئ أبوقير
في أغسطس 2015، تداولت المواقع صورًا لمياه الصرف الصحي التي غطت على مياه شاطئ أبوقير بشرق الإسكندرية، مما هدد بكارثة بيئية نال بسببها المحافظ هجومًا واسعًا.
وكانت عدد من مواسير الصرف الصحي تقوم بصب مخالفاتها في مياه البحر بشاطئ أبوقير، بينما يقوم المئات من المواطنين والمصطافين بالاستحمام بتلك المياه، وبعد انتشار الأمر هجر المصطافون الشاطئ نتيجة اختلاطه بمياه الصرف.
وقال «المسيري» تعقيبًا على الأمر إن السبب في تلك الأزمة هو «انعدام الضمير»، موضحًا أن هناك تنسيق مع شركة الصرف الصحي وحي المنتزه ثاني، من أجل إنهاء أزمة الشاطئ.
أمريكي الجنسية
يحمل «المسيري» جنسية أمريكية بخلاف المصرية، ما جعل ذلك مثار أزمة كبيرة وحقيقية من قبل البعض، إذ رأوا أنه لا يليق بالمحافظ أن يحمل جنسية أخرى غير المصرية، ووصل الأمر إلى مطالبات بالإقالة أو التخلي عن الجنسية.
«المسيري» بدوره دافع عن جنسيته الأمريكية، وتمسك بها، وقال إن الأمر يخص من اختاره، مؤكدًا أن الأمن والمخابرات وأصحاب القرار يعرفون جيدًا من هو، وأنه لا مجال لاتهامه بأي شيء أو تخوينه.
وذكر «المسيري» أنه لا يستطع التخلي عن جنسيته الأمريكية، لأن الأمر يرتبط بأسرته وتعليم أبنائه، موضحًا أن الدستور لا يمنع المحافظ من الحصول على جنسية أخرى.
غرق الإسكندرية
وفاة 5 أشخاص، والسيول تغطي أجزاء من البيوت، والصرف الصحي يملأ شوارع المدينة، وغيرها من النتائج «الكارثية» في ساعات قليلة أعقبت هطول أمطار غزيرة في الإسكندرية، الاثنين.
«ربنا ينتقم منك».. صوت سيدة تصرخ في وجه محافظ الإسكندرية، هاني المسير، معترضة موكبه، الاثنين، اعتراضًا على ما يحدث في الإسكندرية منذ الصباح.
وقال «المسيري» في بيان رسمي إنه أبلغ من قبل شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، بأزمة الصرف الصحي في الإسكندرية، وأخبره أنها «تحتاج إلى مبلغ 75 مليون جنيه لإصلاح المحطات المختلفة والمعدات وإدخال شبكة جديدة تتناسب مع حجم الزيادة السكانية للمحافظة، ووعد رئيس الوزراء بتوفير المبالغ المطلوبة وحل المشكلة الشتاء القادم 2016».