«الشبكة العربية» تطالب بالتحقيق في إلغاء محاضرة «حجي» بجامعة الإسكندرية

كتب: وائل علي الأحد 25-10-2015 15:29

أعربت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، الأحد، عن استنكارها لإلغاء الأجهزة الأمنية محاضرة للدكتور عصام حجي، العالم المصري بوكالة «ناسا» الفضائية، والتي كان من المقرر انعقادها في 24 أكتوبر الجاري مع طلبة كلية الهندسة جامعة الإسكندرية حول اكتشاف المياه على كوكب المريخ، مطالبة بفتح تحقيق في الواقعة ومحاسبة من يقف وراءها، ووقف تدخل الأجهزة الأمنية بأي صورة من الصور في أعمال الجامعات وأنشطتها.

وذكرت «الشبكة العربية»، في بيان صادر عنها، أن الجهات الأمنية ألغت محاضرة «حجي» لدواعٍ أمنية باعتبار أن تواجد 1200 شخص بتلك المحاضرة هو «تجمع طلابي يشكل خطرًا على الأمن».

وتقدمت «حجي»، في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» باعتذاره للطلاب بعد قرار إلغاء المحاضرة، قائلاً «أعزائي الطلبة، حبكم ورغبتكم باللقاء تعدت التوقعات ولم تجد إدارة جامعة الإسكندرية المساحة الكافية لاحتضان حماسكم وحضوركم وقررت إلغاء المحاضرة قبل موعدها بيوم واحد وأنا في طريقي للإسكندرية لدواعٍ أمنية. أود أن أشكر المنظمين والأعداد الكبيرة التي سجلت لحضور الندوة وتحية تقدير لقيادات الجامعة على سعيها الحثيث للحفاظ على أمن الوطن من خلال منع محاضرة عن اكتشاف كوكب المريخ».

ورجح البيان أن تكون مواقف دكتور حجي الناقدة للحكومة المصرية هي سبب منع المحاضرة، حيث كتب قبل أيام من انعقاد المحاضرة في حسابه على «فيس بوك» تعليقًا على المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب الأخيرة «عدم مشاركة الناخبين هي رسالة قوية منهم للمرشحين والدولة بأن مصر ليست أمة مغيبة. نصيحة للمستخفين بعقولنا، لا تقايضونا على العيش في كابوس أو الموت من أجل حلم. فإذا اخترنا اليوم الأول، فغدًا لن يبقى سوى الخيار الثاني».
وأشار البيان الحقوقي إلى أنه سبق لـ«حجي» أن انتقد موقف الحكومة من الحرب على الإرهاب قائلا «البطل الحقيقي في الحرب على الإرهاب هو من سينهي هذه الحرب بكلمة حب ورحمة وليس من سينتصر في معركة تسيل فيها دماء العرب من كل الأطراف».

ولفت البيان إلى عمل «حجي» حاليا في معمل محركات الدفع الصاروخي بوكالة «ناسا» التي يشرف فيها على مشروع قمر صناعي يدرس المياه الجوفية وآثار التغير المناخي على المناطق الصحراوية، ومشاركته في أبحاث استكشاف الماء في المريخ، وتدريب رواد الفضاء وتصميم مركبات الفضاء المتجهة إلى أجزاء مختلفة من المجموعة الشمسية.

واعتبر البيان منع محاضرة علمية لعالم دولي بزعم الدواعي الأمنية هي «فضيحة دولية للحكومة المصرية التي تدعي الالتزام بحرية الرأي والتعبير»، مضيفًا «هذا المنع يوضح إلى أي حد يقف النقد السياسي حائلا أمام حرية التعبير والتطور العلمي والثقافي في مصر، فمنع المحاضرة لن يرسخ أمنًا أو يبني مستقبلا، وكما قال الدكتور حجي فإن منع المحاضرة لن يزيد مصر علمًا، ولن يزيد مصر أمنًا».

وحذّر البيان من أن تدخل أجهزة أمنية بالمنع أو غيره في فعالية علمية تقام داخل الجامعة، هو «انتهاك سافر للحريات الأكاديمية، بخلاف أنه بصفة عامة انتهاك لحرية التعبير. ويعد تكرار مثل هذه الانتهاكات والتواطؤ بالصمت أو التبرير وأحيانا بالقبول العلني من إدارات الجامعات وهيئات التدريس بها، تهديدا بالغ الخطورة لما ينبغي أن تتمتع به الجامعات من حريات أساسية لا يمكن لمهامها البحثية والتعليمية أن تستمر دونها».

وذكر البيان أن جامعة القاهرة قامت بفصل العالم المصري في سنة ٢٠٠٤ بسبب نقده للفساد في إدارة الجامعة في ذلك الوقت واحتجاجه على اكتمال الإجراءات الإدارية.