أرسنال 2-1 إيفرتون: صدارة المدفعجية

كتب: لؤي فوزي السبت 24-10-2015 23:42

اعتلى أرسنال الترتيب بعد فوزه على ضيفه إيفرتون بهدفين لهدف على ملعب الإمارات، في إنتظار ما تسفر عنه مباريات الأحد في ختام الجولة العاشرة من البريميرليج.

فقد فينجر جهود الجوكر التكتيكي آرون رامزي، والقاعدة تقتضي ميل لاعبين على الأقل من وسط الملعب والهجوم لتأدية الأدوار الدفاعية لتحقيق التوازن التكتيكي والخططي وتأمين ظهر الأجنحة وصناع اللعب، بعض المدربين يفضل المباشرة كروبرتو مارتينيز بالثنائي ماكارثي وباري، البعض الآخر يعمد إلى تفكيك الرقم 2، فيشرك محور إرتكاز دفاعي ويوزع مهام الآخر على باقي لاعبي الوسط فيشترك كل منهم على الثلاث جبهات: الطرفين والعمق، الخطة الأكثر إنتشارًا بين فرق أوروبا الكبيرة الآن هي اللعب بثلاثي محور، 1 في القلب يتحمل نصف الواجبات الدفاعية، وإثنان عن يمينه ويساره.



المشكلة أن خطة الجانرز عانت من ثغرة واضحة في المباريات السابقة هي الإعتماد على كازورلا رفقة كوكلين في المركزين رقم 5 و6 أمام الدفاع، صانع الألعاب الإسباني لا تؤهله إمكانياته البدنية والذهنية لتأدية هذا الدور وقد يكون أكثر مناسبة لتأدية الدور 6.5 كصانع لعب متاخر أو Deep Lying Playmaker، ولكن المدرب الفرنسي كان يعتمد على وجود رامزي على الجناح لتبادل التغطية في هذا الجانب ماكان يحجم من أثر الثغرة.

واجه أرسين فينجر مشكلة تكتيكية بغياب الجوكر رامزي بعد إلتقاطه لإصابة متأخرة أمام بايرن ميونخ بدوري الأبطال، فإشراك تشامبرلين لن يمنحه نفس الأمان الدفاعي في الجبهة اليمني، لذا كان أمامه حل من إثنين، إما تبديل أماكن كازورلا وكوكلين ليتولى الوحش الفرنسي غلق تلك الجبهة أمام هجمات التوفيز، أو تكملة الـ2 المطلوبة بفلاميني رفقة كوكلين وتقدم كازورلا للمركز الذي يفضله ويجيده كصانع لعب، بالطبع يتطلب ذلك الدفع بأوزيل على الجناح.

على مدار المباراة، قدم فينجر الحلين تباعًا، فبدأ بتبديل الأماكن ثم أشرك فلاميني في النهاية للحفاظ على النتيجة للوصول للصدارة.

فينجر واصل قراءاته الممتازة لخصومه بعد مباراتي بايرن ميونخ ومانشستر يونايتد، الفرنسي الذي لم يخسر من إيفرتون في الإمارت عبر ما يقارب العشرين عاماً، أدرك أن مارتينيز سيترك له الإستحواذ والسيطرة وسيلجأ للمرتدات، لذا أشرك أوليفييه جيرو الحل الأمثل في المساحات الضيقة بدلاً من وولكوت، وكافأه المهاجم الفرنسي بتسجيله الهدف الأول من رأسية قابلت عرضية أوزيل (الدقيقة 36) قبل أن يعيد كوسيلني الكرّة من ركلة حرة نفذها كازورلا (الدقيقة 38)، العرضيات التي كانت نقطة ضعف للجانرز صارت نقطة قوتهم، يسجلون منها ولا يقبلون، ولم يستغرق الجانرز أكثر من دقيقتين للإجهاز على آمال خصمهم تمامًأ، أو ربما هذا ما ظنه مشجعو الأحمر اللندني، قبل أن يقود باركلي ألمع نجوم التوفيز مع ديلوفو، مرتدة أخرى أنهاها بتسديدة ساقها الحظ للإرتطام بقدم جابرييل وخداع تشيك ليتلقى حارس تشيلسي السابق (الدقيقة 44) أول هدف في المباريات الأربع الأخيرة.


ورغم كون إيفرتون صاحب أقيم دكة بدلاء في البريمييرليج هذا الموسم حيث سجل أعضاؤها خمسة أهداف كاملة، ورغم أن نايسميث يمتلك ثلاثة أهداف وحده سجلها في تشيلسي، إلا أن مارتينيز لم يشركه، بل ولم تنجح لكمات فينجر المتتالية بالأهداف والفرص عبر جيرو وأوزيل وتشامبرلين في إفاقته من غيبوبته إلا في الدقيقة 70 عندما أشرك ميراليش بدلاً من لينون المتواضع، لينشط التوفيز قليلاً ويهددوا مرمى الجانرز في عدة لقطات ما بين الدقائق 79 و 86، الأولى من عرضية باري للوكاكو الذي إصطدمت رأسيته بالعارضة، الثانية من عرضية لوكاكو التي أطاح بها ستونز خارج المرمى الخالي، قبل ينقذ تشيك الثلاث نقاط بخروج رائع أمام ديلوفو في أخطر فرص التوفيز على الإطلاق.


فينجر، شاعرًا بالخطر على نقاط المباراة يخرج تشامبرلين الذي بدا غير راض عن التغيير، ليشرك فلاميني من أجل مزيد من التأمين الدفاعي، ويصعد كازورلا كصانع لعب صريح ويستعيد أرسنال السيطرة فيما تبقى من المباراة.

مدافع أرسنال المتطورة اللامعة كأوزيل وكازورلا وسانشيز منحته صدارة مؤقتة يرشحه الكثيرون للإحتفاظ بها هذا الموسم، ولكن المدافع وحدها لا تكسب الحرب، فبعد قصف المدافع يأتي دور المشاة عندما تهاجم الإصابات والإيقافات نجوم أرسنال، العنصر الذي تخلو منه قائمة إحتياط المدفعجية ويهدد فرصهم في المنافسة على لقب البريمييرليج بعد إنتظار دام لعقدٍ كامل.