يستضيف فريق مانشستر يونايتد جاره مانشستر سيتي، يوم الأحد، في ديربي مدينة مانشستر الذي تحول في السنوات الأخيرة إلى صراع متبادل بين منافسين «معتادين» على لقب بطولة الدوري المحلي في إنجلترا، البريميرليج .
منذ بداية العقد الحالي، وألقاب بطولة البريميرليج لم تخرج من مدينة مانشستر بداية من موسم 2010/2011 وحتى نهاية موسم 13/14، قبل أن يكسر تشيلسي اللندني هذا الاحتكار ويفوز باللقب في الموسم الماضي، ووقتها حل مانشستر سيتي ثانيًا وجاء من بعده مانشستر يونايتد في المركز الرابع .
كلا الفريقين لم يدخرا أي أموال أو تدعيم لصفوف الفريق تمامًا في السنوات الأخيرة، فمانشستر يونايتد هو أحد القوى العظمى في عالم كرة القدم، قوة مالية وشرائية رهيبة، مدعومة بقاعدة جماهيرية عريضة في جميع أنحاء العالم، أما مانشستر سيتي فمنذ قدوم إدارته الجديدة الإماراتية بقيادة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان في نهاية العقد الماضي، شهد النادي تحت قيادته تطورًا رهيبًا في الموارد المادية مما جعل النادي أضخم الأندية صرفًا للأموال في السنوات الأخيرة على الصفقات وتطويرات البنية الداخلية .
لتوضيح الجوانب المادية بشكل أكبر، يكفي أن تعلم أن صافي الإنفاق على اللاعبين في آخر 4 مواسم للإنتقالات لكلا الفريقين تخطى حاجز الـ300 مليون جنيه إسترليني (150.3 مليون جنيه إسترليني لمانشستر يونايتد و158.3 مليون جنيه إسترليني لمانشستر سيتي)، وأن القيمة المادية المقدرة لقائمة اللاعبين الموجودة بكل فريق تخطت ال800 مليون جنيه إسترليني (386 مليون جنيه إسترليني لمانشستر يونايتد و441.6 مليون جنيه إسترليني لمانشستر سيتي).
الفوارق في البطولات كبيرة، مانشستر يونايتد حقق 20 لقب لبطولة الدوري، بينما مانشستر سيتي حقق 4 ألقاب لبطولة الدوري، 2 منهم جاءا في عهد إدارة النادي الحالية، أي 50% من انجازات النادي الذي تأسس في عام 1880 جاءوا في عهد إدارة النادي الجديدة (مجموعة أبوظبي الاتحاد للتنمية والاستثمار) التي قامت بشراء النادي في صيف عام 2008 .
مباراة يوم الأحد في ملعب الأولد ترافورد تجمع بين صاحب المركز الأول حاليًا بعد مرور 9 جولات من عمر بطولة الدوري (مانشستر سيتي) وصاحب المركز الثالث (مانشستر يونايتد)، ولا يفرق بين الفريقين سوى نقطتين .
مانشستر يونايتد يدخل المباراة وهو في حالة فنية أفضل وأجهز قياسًا بالجاهزية الفردية لأغلب النجوم والعناصر الهامة بداية بالقائد واين روني (الهداف التاريخي للديربي برصيد 8 أهداف)، مرورًا بالجناح الفرنسي أنتوني مارسيال مع الحارس دي خيا وباقي نجوم الفريق .
مانشستر سيتي يدخل المباراة وهو يفتقد لـ2 من أهم نجوم الفريق في السنوات الأخيرة وهما الأفضل في تاريخ النادي قياسًا باسهاماتها مع الفريق، سيرجيو أجويرو (هداف الفريق التاريخي، وأكثر مسجل في تاريخ النادي في مرمى مانشستر يونايتد برصيد 7 أهداف)، ودافيد سيلفا أفضل صانع ألعاب في تاريخ النادي، لكن الفريق سيعول على صفقات الأموال التي أجراها في الصيف الماضي والمتمثلة في كيفن دي بروين (ثاني أغلى لاعب تم شراءه في تاريخ البرميرليج) ورحيم سترلينج (أغلى لاعب إنجليزي في التاريخ) .
أسلوب الفريقين يتشابه إلى حد كبير، فكلا المدربين من مدرسة الاحتفاظ وامتلاك الكرة لفترات طويلة وتناقلها بشكل قصير بين لاعبي الفريق، وهذا ما وضع اسمي الفريقين على قمة ترتيب الفرق التي تمتلك عدد تمريرات وإستحواذ على الكرة بين باقي الفرق (مانشستر يونايتد في المركز الأول ومانشستر سيتي في المركز الثاني) .
لويس فان جال مدرب مانشستر يونايتد، نوع من أسلوبه الهجومي، ويبدو أنه وصل للنقطة التي يرغب بها عندما حقق الفريق إنتصار عريض على إيفرتون في الجولة الماضية على ملعب الجوديسون بارك الصعب بثلاثية نظيفة، وتوصل فان دال لتلك الطريقة بعد أن أقصى ممفيس ديباي من القوام الأساسي ووضعه على مقاعد البدلاء وقام بتوظيف أنتوني مارسيال في مركز الجناح الهجومي الأيسر، ووضع روني في دور المهاجم «الوهمي»، واللعب بأندير هيريرا في مركز رقم 10 (خلف المهاجم مباشرة) مستغلاً الطاقة والحيوية التي يعطيها اللاعب في الضغط العالي والاسهامات الهجومية مع الاعتماد على ثنائي وسط في خبرات ورؤية شفاينشتايجر مع وجود التأمين الدفاعي القوي المتمثل في شنايدرلين مع تثبيت الخط الخلفي للفريق بعودة فيل جونز للقلب بجوار سمولينج واحتلال روخو لمركز الظهير الأيسر ودارميان لمركز الظهير الأيمن مع وجود مصدر الأمان الأكبر للفريق والمتمثل في الحارس المتألق دي خيا، وتجلت هذه الصورة بوضوح في مباراة الفريق أمام إيفرتون، وحتى أمام سيسكا موسكو في دوري الأبطال، نجح الفريق من العودة من روسيا بنقطة بعد أن كان متأخرًا بهدف .
مانويل بيليجريني مدرب مانشستر سيتي هو رجل صاحب نظام وأسلوب واضح في الملعب توزيع الكرة للأطراف والاعتماد بشكل كبير على الاختراقات من الأطراف باستغلال سرعات الجناحين سترلينج ونافاس مع دعم ظهراء الجنب زاباليتا وكولاروف لهما، ووجود يايا تورية وفيرناندينيو في الوسط وأمامهم محرك الفريق الجديد والمتألق كيفين دي بروين (4 مباريات كأساسي وواحدة كبديل: 3 أهداف و3 تمريرات حاسمة) والذي يجيد التنقل على أي من الطرفين واللعب بكلتا القدمين مقدمًا العديد من الحلول الهجومية للفريق في غياب أجويرو وسيلفا، أما في المقدمة فيشغل فراغ الهداف الأرجنيتيني، المهاجم الإيفواري القوي ويلفريد بوني الذي سيمنح دفاع الخصوم معركة بدنية صعبة وقوية، وتبقى الشراكة الدفاعية هي أبرز عيوب مانشستر سيتي هذا الموسم بوجود اوتامندي ومانجالا في القلب الدفاعي مع جلوس اللاعب كومباني على مقاعد البدلاء بعد أن عاد من الإصابة بحجة عدم الجاهزية، وذلك بحسب ما صرح به المدير الفني التشيلي للفريق.
الفائز بمباراة الأحد بكل تأكيد سيصل إلى قمة الترتيب مع نهاية المباراة، مانشستر سيتي سيرجع للصدارة، ومانشستر يونايتد سيقفز للمركز الأول أو على الأقل سيتساوى في نقاط المركز الأول (وذلك في فوز أرسنال على إيفرتون في مباراة يوم السبت، لأن كلاً من أرسنال ومانشستر يتساويان في نفس عدد النقاط لكن أرسنال يمتلك فارق أهداف أفضل) .