(س)
بدر واحد لم يسعف أبوالعباس، فهل يسعفه «بدران»؟
(ج)
هذا سؤال شبابي يتلاعب باللغة، ويعتمد على التورية والغمز واللمز، إنما لا بأس، فنحن في قلب الحالة الشبابية، ومن الجائز أن نستعير شقاوتها وحركاتها. أعرف أن بدر الأول الذي تقصده، هو الشاب الذي انتهى مفعوله السياسي «محمود بدر» القيادي في حركة «تمرد»، أما «بدران» فهو مؤسس ورئيس حزب «مستقبل وطن»، وهو البديل الذي يتم إعداده في هذه المرحلة ليقوم بدور حركة «تمرد»، بل ويردد الخبثاء إنه الوعاء الذي يخفي فرسان الحزب الوطني القديم داخل حصان طروادة.!
(س)
هل يعني هذا أن هناك من يصنع البدور؟
(ج)
خليك كووول، بلاش «الغشم» والأسئلة المباشرة، قل مثلا: هل يعني هذا أن هناك من «يرعى» أو يستثمر«أو يفسح المجال» أو «يعطي الفرصة للشباب»، وفي هذه الحالة يمكنني أن أجيب مع غمزة عين غير مرئية من «العواجيز». نعم يا مان.. هناك من يفعل، وأذكر أنني ناقشت صديقا لي بوضوح عن ذلك في بداية ظهور «تمرد»، ومع ذلك كنت من المرحبين بالفكرة، لكن زملائي «العباسيين» لم ينتبهوا لذلك، وأنت تعرف أنهم كائنات منضبطة لا تجتهد من تلقاء نفسها، ولا تظن (لأن كل الظن عندهم إثم)، إنهم يعملون بضغطة زر، ويتحركون بالتعليمات وفقط، لذلك انطلقوا بعد أن رنت التليفونات للكتاب منهم: حلوة فكرة تمرد، لماذا لا تساعدهم بنشر الفكرة من أجل المصلحة الوطنية؟، كما رنت التليفونات لرجال الأعمال من العباسيين أيضا: حلوة فكرة تمرد، لماذا لا تساعدهم بدعم الفكرة من أجل المصلحة الوطنية؟، وفرح بقية المعارضون من غير تليفونات، وبدأوا حملة شعبية موسعة لدعم «تمرد»، لكن الظاهرة انتهت بمجرد انتهاء الغرض منها، ودخلنا مرحلة الانتخابات البرلمانية، والبحث عن ظهير حزبي للنظام، و«طرطشت» في الساحة أحزاب كثيرة على شاكلة تمرد: حراس العزبة، وحماة العزبة، وبناة العزبة، ومستقبل العزبة، والعزبة ذات نفسها، لكن أبوالعباس لايغير طريقته المفضلة، ويحفظ جيدا بيت عنترة العبسي الذي يقول فيه «سيذكرني قَومي إذا الخيلُ أقْبلت/ وفي الليلة ِ الظلماءِ يُفتقدُ البدر»، ولما كان بدر واحد لم يسعف أبوالعباس، فكان لابد من «بدران».!
(س)
وماحاجة الكبار لهذه الألاعيب الصغيرة؟
(ج)
تاني؟.. انت مستفز وعبيط ليه في أسئلتك؟، ما سمعتش عن الاختفاء القسري؟.. إذا لم تكن قد سمعت فلا شك أنك تعرف قسم المطرية، وربما تعرف أيضا إيهاب؟
(س)
مين إيهاب؟
(ج)
فاكر الراجل أبوعباية اللي دخل اجتماع قريش ونحت عبارة «خذوا من كل قبيلة رجل..»، وظلت قريش تمتدحه لأنه قدم لهم حلا عبقريا للحفاظ على دولتهم من الدين الجديد؟، لا يهم أنك عرفت من الفيلم إنه الشيطان، لأن قريش على استعداد دائم للتحالف مع الشيطان من أجل الحفاظ على ماوجدوا عليه آبائهم، لذلك ظلوا يسمعون نصائح إيهاب في إعداد القوائم الانتخابية وترتيب أوضاع الأحزاب والمرشحين، وقبلها قانون الانتخابات ببنوده وثغراته.
(س)
تقصد أن إيهاب هذا هو الشيطان؟
(ج)
يا لغباء العباسيين!، هل أصابوك بالعدوى؟، على بلاطة إيهاب هذا اسم كودي لرجل أربعيني من جهة أمنية «يحط» على الدايرة ويجمع العائلات وييلقي عليهم التعليمات، ويرش الأكياس فتجد «الصندوق الأسود» فوق كل راس.
(س)
وماعلاقة ذلك ببدر وبدران؟
(ج)
التوظيف السياسي يا خفيف، ولعلمك هناك شمس أيضا في الخلفية، فالبدور تستمد الضياء والتعليمات من شمس خفية.
(س)
مش فاهم.. شكلك خايف وبتتكلم بالرمز، عندك جرأة توضح؟
(ج)
غدا سأحكي الحدوتة، وأفرج عن الكلمات المكبوتة
tamahi@hotmail.com