لماذا يكرهونكم؟!

محمد أمين الجمعة 23-10-2015 20:03

الصدمة التى تلقاها حزب النور، جعلته يُفسّر الأزمة بطريقة غريبة وعجيبة ومستفزة، فلم يضع يده على التفسير الصحيح أصلاً.. ولم يسأل يونس مخيون نفسه مثلاً: لماذا يكرهوننا؟.. ما هو سبب هذه الكراهية الشديدة؟.. لماذا كانت النتيجة مُحبطة إلى هذا الحد؟.. كيف يمكن بناء جسور جديدة من الثقة؟.. هل الأفضل أن يعودوا للمساجد والدعوة؟.. هل كانت رسالة إلى حزب النور، أكثر منها للقيادة السياسية؟!

ما قاله يونس مخيون عن انسحاب حزبه، لا يعكس رؤية سياسية حقيقية.. ربما يعكس حالة من السذاجة، فطن إليها الثعلب ياسر برهامى.. قال إن الانسحاب يعنى الدخول فى حالة عداوة مع الدولة.. يعنى خسارة معنوية وأدبية بلا حدود مستقبلاً.. «مخيون» لم يفهم الحكاية.. قال إن الانتخابات سوف تبقى «نقطة سوداء» فى جبين هذا العهد.. «تصريحات هُواة».. فما دخل العهد الحالى؟.. هل كان يسوّد البطاقات لكم؟!

سألنى الإعلامى القدير إبراهيم حجازى عن تفسيرى لما جرى.. قلت إنها الصدمة الكبرى، التى لم تضرب النور وحده، ولكنها ضربت الأحزاب كلها.. وقلت إن المانشيت الرئيسى للجولة الأولى هو (الشعب «حلق» لحزب النور).. وقلت إن مصر أرادت أن تكون دولة مدنية.. تخلصت من الإخوان كمرحلة أولى.. وتسعى للتخلص من السلفيين هذه المرحلة.. أداء الإسلاميين سبب هذه الكراهية.. تجربة الإخوان مريرة!

مهم أن يبحث السلفيون عن التفسير المنطقى لما حدث، بعيداً عن العصبية.. مهم أيضاً أن يقرأوا الأشياء بهدوء غير متأثرين بالصدمة.. المكان الطبيعى للسلفيين بعيداً عن السياسة.. مكانهم الطبيعى ليس فى المساجد أيضاً.. هم يبثُون خطاب الكراهية.. يرفضون الآخر.. يرفضون السلام على الأقباط.. لا يشاطرونهم أى مناسبة سعيدة أو حزينة.. لا يعتبرونهم شركاء الوطن.. يتحدثون عن ضرورة دفع الجزية!

امتد النقاش إلى نقاط كثيرة منها «مستقبل الأحزاب المصرية فى ضوء نتائج الانتخابات البرلمانية».. وقلت إن أحزاباً كثيرة «شخصية» وسوف تنتهى.. هناك أحزاب قبلها ارتبطت بأشخاص، وانتهت بعد انتهاء المهمة.. بعضهم ترشّح فى زمن الإخوان ودخل البرلمان.. سيحدث الشىء نفسه هذه المرحلة.. ما تحتاجه مصر لا يزيد على خمسة أحزاب فقط، منها حزبان كبيران.. غير منطقى وجود أكثر من مائة حزب!

كان الأستاذ إبراهيم حجازى يرى أن نسبة الحضور عادية، فلا يوجد عزوف من الناس ولا يحزنون، واستشهد بعدة أرقام.. قلت قد تكون طبيعية وعادية فعلاً، إذا قورنت بانتخابات عهد مبارك.. أما بعد ثورتين، فالمنطق يقتضى أن تكون المشاركة عالية جداً، وأن يتحرك الناس استشعاراً للأمل، وليس استشعاراً للخطر.. كما حدث فى 30 يونيو و26 يوليو والاستفتاء والانتخابات الرئاسية.. هكذا نحلم بمصر الجديدة!

ليس صحيحاً أن ما جرى، استفتاء على شخص الرئيس، فهى مقولة إخوانية مرفوضة.. وأتوقع أن تكون البداية الحقيقية للسيسى بعد البرلمان.. فقد انتهى من مرحلة الهدم، وإسقاط نظام الإخوان، وسيبدأ مرحلة بناء الوطن، كما كنا نحلم به.. وكل ما سبق كان فى «مرحلة التسخين».. على طريقة الرياضيين قبل المباريات!