كشفت نتيجة تصويت المصريين في الخارج بالجولة الأولى من المرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب، عن مشاركة ضعيفة جدا بلغت 30.531 ألف ناخب وفق ما أعلنته اللجنة العليا للانتخابات، وبنسبة 0،11% من إجمالي عدد ناخبي المرحلة الأولى البالغين 27 مليونا و402 ألف ناخب تقريبًا، مقارنةً بنسبة تصويت المصريين في الخارج في انتخابات مجلس الشعب 2011، والتي اقتربت من 35% من إجمالي أعداد الأصوات في المرحلة الأولى.
وأعلن السفير حمدى لوزا، مساعد وزير الخارجية لشؤون المصريين بالخارج، حصول بعض الدول المتواجد بها مصريين على صفر من الأصوات، وهو ما رفضت وزارة الخارجية واللجنة العليا للانتخابات الإفصاح عنه أو الإجابة عن أي أسئلة تخص أسماء الدول التي جاء التصويت بها صفر، الأمر الذي يعكس عزوفًا واضحًا من بعض المصريين في الخارج عن المشاركة.
وكشفت النتائج التي أعلنتها اللجنة العليا عن انخفاض تصويت المصريين في دول أوروبا والأمريكتين، وارتفاعها في دول الخليج حيث بلغت نسبة أصوات المصريين بالخليج حوالى 35% من أصوات المصريين بالخارج وجاءت الكويت الاعلى تصويتا بنسبة 40% من إجمالى الأصوات بالخارج، وهو ما أرجعه الدكتور يسرى العزباوى رئيس منتدى الانتخابات بمركز الأهرام للدراسات السياسية إلى وجود كتلة من أبناء الصعيد في الخليج خاصة الكويت وأشار إلى أن سبب مشاركتهم العصبية القبلية والعائلية ورغبتهم في انتخاب أبناء العمومة.
وجاءت نسبة أبناء الصعيد في الجولة الأولى بحوالى 78% من الأصوات. وكشفت الأرقام عن انخفاض ملحوظ في تصويت أبناء دول الخليج عن الانتخابات الماضية ففى الوقت الذي سجلت السعودية 142 ألف ناخب في 2011 جاءت أصوات المصريين بها في 2015 حوالى 4900 صوت. وجاءت الكويت في 2015 بحوالى 12 ألفا و600 صوت بينما في 2011 بلغت 73 ألف صوت.
وأوضح «العزباوى» أن المصريين في الخليج كانوا الأكثر تصويتا في 2015 رغم أن من أقام الدعوى الخاصة بأحقية المصريين في الخارج في التصويت عقب ثورة يناير هم المقيمون في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية ومع ذلك أحجموا عن المشاركة. وقال العزباوى إن المشاركة بنسبة 0.11% تدق ناقوس الخطر وتدفعنا إلى أن نعيد تقييم تصويت المصريين بالخارج لانه ضعيف جدا مقارنة بالتكلفة الكبيرة التي تتحملها الدولة للإنفاق على انتخابات الخارج. وأضاف أن طريقة التصويت نفسها يجب إعادة تقييمها وهل نلجأ إلى التصويت الإلكتروني أو بالبريد من خلال ضوابط معينة، وتحديد نوعية الانتخابات التي يجب أن يشاركوا بها هل البرلمانية أم يتم الاكتفاء بالانتخابات الرئاسية والاستفتاءات العامة، أم يتم تخصيص دوائر خاصة للمصريين بالخارج يتم انتخاب أبناء الجاليات من خلالها لتمثيلهم في البرلمان.
وأوضح أن نسبة المشاركة الضعيفة دليل على فشل الأحزاب وأنهم ليسوا متواصلين مع المصريين بالخارج أو حتى بالداخل. كما أن الاتحادات والجاليات المصرية والسفارات بالخارج تتحمل جزء من المسؤولية لأن العلاقة بين المصريين وسفاراتهم ليست جيدة وبها فججوة واضحة. وتابع العزياوى ان هناك مشكلات اقتصادية وبعض القوانين التي صدرت مؤخرا قد يكون لها تاثير على احجام المصريين بالخارج عن التصويت.
ومن أدلة إحجام المصريين بالخارج ما كشفت عنه نتائج «العليا للانتخابات» من أن المحافظات التي يتركز بها مؤيدو حزب النور في البحيرة وأسوان ومرسى مطروح والاسكندرية منخفضة على المقاعد الفردية خاصة في «مطروح» التي جاءت دائرة الحمام بصفر أصوات ودائرة مرسى مطروح بـ11 صوتًا فقط رغم تركز الكتل السلفية المؤيدة لـ«النور» في عدد من دول الخليج.