وهى التسعيرة الجبرية حرام؟!

حمدي رزق الخميس 22-10-2015 21:57

عندما يتوحش الغلاء، ويستأسد الاحتكار، ويسيطر التجار، ويكتوى الغلبان بنار الأسعار، ويصبح المواطن ضحية، لماذا لا تفرض الحكومة التسعيرة الجبرية؟.. هى التسعيرة الجبرية حرام؟.. خايفين على سمعة الحكومة، ولا خايفين من سطوة الاحتكار، ولا المصالح تتصالح، وكل سلعة فيها مصلحة لجماعة، لوبيات الاحتكار، ترك كلابها على حملانها ميرضيش ربنا، الناس فاض بها، عيشتها مررت.. من المرار!

المحتكرون يتجبرون على الضعفاء، لا مناشدات رئاسية تنفع، ولا مقاطعات شعبية تشفع مع هؤلاء، سادرون فى غيهم، مصمصوا عضم المواطن بعد أن نهشوا لحمه، المحتكرون لا يرحمون، ومعروفون بالاسم، يمارسون الفحش السعرى بفجر، ولا يرتدعون، من ذا الذى يردع هؤلاء، من ذا الذى يوقف طوفان الأسعار، من يقول لهم كفاية كده حرام.. حرمت عليكم عيشتكم، والله عيشتكم بيننا حرام.

سيرد علينا وزير التموين خالد حنفى بأسطوانة ليس من أدوار الحكومات إجبار المنتجين والتجار على بيع السلع بالتسعيرة الجبرية، ونظام السوق الحرة فى مصر لا يسمح بالتسعيرة لخضوعها لنظام العرض والطلب، طيب نعمل إيه، لا الاحتكار بيرحم ولا الحكومة بترحم، ناكل طوب، حتى الطوب بسعر الجاتوه.

«ساكسو بنك»، المتخصص فى رصد توجهات الاستثمار فى العالم، يسجل أن أسعار المواد الغذائية عالمياً سجلت فى إبريل الماضى أدنى مستوياتها منذ يونيو 2010، بسبب انخفاض مؤشر 55 سلعة غذائية عالمية نتيجة وفرة المعروض من الإنتاج العالمى!!

عندنا يتاجروا فى الشح، بياكلوا سحت، عرض وطلب، فقط المواطن هو المعروض فى سوق النخاسة، والنخاسون يبدون نشاطاً لافتاً فى بيع المواطن، مواطن للبيع، ألا دونا ألا دوى ألا ترى.. وقررررب قرب، مواطن غلبان مطحون، مواطن لا يجد من يحنو عليه، سلموه بضاعة لتجار «الأورنص».

من يحدد سقف الأسعار فى مصر الآن وقبل الآن، من يعلن كل صباح الأسعار فى الأسواق، من يبيع ويشترى فينا؟.. لا تسألوا عن أشياء إن تُبدَ لكم تَسُؤْكم، حكومة تبارك جلد المواطن على قارعة الطريق، حكومة تخجل من فرض إرادتها على الأسواق، تخشى تجار الأقوات، هؤلاء صاروا أقوى من الحكومة، مراكز قوى على المواطن.

يقولون صدقاً نحن فى حالة حرب، معلوم فى حالات الحرب تحتاج إلى إجراءات استثنائية، ومنها التسعيرة الجبرية، والضرب بيد من حديد على تجار الأقوات، أثرياء الحرب يا سادة لا يشبعون، نهمون، يمصون دم الغلابة، مصاصو الدماء يغشون الأسواق، لمن يلجأ المواطن، الشكوى لغير الله مذلة.

المضطر يركب الصعب، وليس هناك من خيار إلا شراء الخيار، المواطن لم يعد أمامه خيار، أسير أمام سطوة وتجبر التجار، كيف تتركه الحكومة نهباً موزعاً فى الأسواق، حصوة ملح فى عين التجار لن تعميهم، واجتماعات الغرف المغلقة لن تردعهم، المواطن أصبح نهيبة، منهوب، بطل عصر ليمون، حد يعصر ليمون على نفسه بسعر التفاح.

عندما يتجبر التجار لازم تدخل حكومى، سيبك من حكاية سكر المجمعات، ولحوم القوات المسلحة، لن تطفئ لهيب الأسعار، لن يوقف هذا الجنون سوى أن تتكفل وزارة التموين باستيراد العشر سلع الرئيسية، وتحدد الأسعار، لو كانت التسعيرة الجبرية اشتراكية فنحن اشتراكيون، خدنا إيه من تحرير الأسواق، لو وزير التموين خالد حنفى منصف مع المواطن ينظر فى قائمة الأسعار، القضية مش عيش بخمسة قروش، وبطاقة تموين، خذها ولا تخف، التسعيرة الجبرية حلاً!!.

hamdy_rizk36@yahoo.com