في مدينة (اكس آن بروفانس) القريبة من مارسيليا، وفي ١٣ يناير ١٨٣٩، ولد الفنان التشكيلي الفرنسي الرائد بول سيزان لوالد ثرى ثم التحق بمعهد البلدة (البوربون) وهو من الأعلام المجددين ورائداً لمعظم الاتجاهات المعاصرة في الفن التشكيلي.
التحق «سيزان» بمعهد الحقوق، وكان يتلقى دورات خاصة في الرسم وفى ١٨٦١ فاز بمنحة لباريس ليدرس الرسم وهناك انتسب إلى الأكاديمية السويسرية صور سيزان العناصر الطبيعية بمعايير هندسية، ثم تحرر من التأثيرية مما مهد لظهور المذهبين التكعيبى والتجريدي.
و«زي النهاردة» في ٢٢ أكتوبر ١٩٠٦توفى سيزان، حين كان يرسم منظراً طبيعياً في الهواء الطلق.
وينظر البعض لبول سيزان باعتباره الرسام الذي حطم الشكل الطبيعى وأعاد صياغته فمهد بذلك للفن التجريدى الذي ظهرفى القرن العشرين.
وينتمى بول سيزان لمدرسة الانطباعية واستقى مواضيع أعماله الشهيرة من الطبيعة التي كان يخرج إليها ويصورها ولا يعرف من الفنانين التشكيليين من تعرض للنقد والتهكم بل والتجريح والسخرية مثلما حدث لهذا الفنان حتى إن صديقه الروائى الفرنسى الشهير إميل زولا لم يجامله كما أن زوجته كانت تقول له عليك أن تتعلم كيف ترسم أولاً ولكنه ظل صامداً هادئاً مقتنعاً بما يريد التعبير عنه فنياً.
وأمام إصراره وبعد نضال مرير اعتبره محبو الفن التشكيلى مطوراً كبيراً للفن الحديث بل والمطلق لبعض الاتجاهات الجديدة في الفن.
ويقول الناقد والفنان التشكيلى والأديب عزالدين نجيب إن بول سيزان يعد أبوالفن الحديث في أوروبا وتمثل أعماله ومدرسته واتجاهه الفنى نقلة أسلوبية بين المدرسة الانطباعية والمدارس الحديثة ويمثل نقلة من الانطباعية للتكعيبية حيث نظر للطبيعة بمنظور البناء الهندسى للأشكال مابين الدائرة والمربع والمثلث، حيث يعتمد العمل على رؤية بصرية أكثر منها موضوعية كما أنه أسس للاتجاه الحديث، ورغم ذلك فإن كل الاتجاهات الفنية السابقة على مدرسته لم تغب عن أعماله فكانت حاضرة بشكل أو بآخر بنسب متفاوتة في أعماله، وقد حقق هذا وفق رؤية ذات طابع هندسى، الأمر الذي أفاد التكعبيين بعد ذلك.