(1- المدخل)
نجح «العباسيون» حكام جمهورية «نور عينينا» في اختراع أول انتخابات برلمانية بلا ناخبين، وصرح الفريق ظهير أيمن مقواح المبرراتي أن هذا الإنجاز يأتي ضمن خطة التحول من الميم إلى الدال (أي التحول من «أم الدنيا» إلى «أد الدنيا»)، وفي هذا الطريق سجلت الجمهورية سبقا دوليا يفوق ما حققته مصر الشقيقة في مشروع حفر قناة السويس الجديدة، حيث تمكن النظام العباسي من إجراء أول انتخابات برلمانية على الناشف.
(2- الطرقة اللي بعد المدخل)
هذا المدخل ليس سخرية من ضعف الإقبال الشعبي على الاقتراع في أول انتخابات برلمانية بعد ثورة 30 يونيو، لكنه قراءة واقعية في الأسباب التي أدت إلى عزوف الجماهير عن المشاركة السياسية، وكذلك قراءة ضاحكة للتبريرات والترميمات المنتظرة من أعضاء فرقة الطبلخانة في دولة بني العباس
(3- صوت شاب يعبر الطرقة اللي بعد المدخل)
السخرية لا تفسد للوطنية قضية، وإذا كان النظام القديم لسه بيحكم، القافية كمان بتحكم... والألش ما يزعلش
(4- لوحة بالخط الديواني على جدار الصالة)
من حفر 3.5% لأخيه، وقع فيها
(5- أصوات متقاطعة من التليفزيون الرسمي في نفس الصالة)
* مذيعة عباسية تفتتح برنامجها بتفاؤل:
- في حفل «عائلي» بهيج تمت خطبة الاستحقاق الثالث ونظام «نور عينينا»
- يذكر أن الاستحقاق الثالث هو آخر العنقود في أبناء خريطة المستقبل، وقد أدت «الضرورة» إلى عدم حضور المعازيم حتى من أهل العروسين
* خبر خبيث بصوت مذيع عباسي:
- نجح مركز البحوث السري الخاص بوزارة الغرامات الانتخابية في التوصل إلى وسيلة جديدة تأخذ بها الريح، كل شئ من البلاط... الممتنعون يتعظون
* إعلان بارك ثم تشارك:
- اعصرها، وطلع الناخب اللي جواك... (الإعلان يخاطب كائنات عصير الليمون)
* كابتن لجنة الانتخابات يكشف حقيقة ضعف الاقبال:
- الشعب لم يمتنع عن المشاركة في مباراة البرلمان.. الشعب أصلا موقوف
* مدرب التدليك في لجنة الانتخابات:
- مش مهم المرحلة الأولى.. العباسيين زي الأهلي هيكسبوا في الشوط الثاني
* رابطة الإعلام العباسي:
- اللجنة العليا هي التي طلبت إقامة الانتخابات بلا جمهور، حفاظا على أرواح اللاعبين
(تصريح مستقبلي على طريقة مفيش مشكلة ولا حاجة.. احنا قاصدين)
* خبير استراتيجي يحلل مشهد الانتخابات البرلمانية:
- ما حدث شئ طبيعي، ويتطابق مع الدستور، لأن الشعب كان يخرج للتصويت لما كان البرلمان اسمه «مجلس الشعب»، أما بعد تغيير الاسم في الدستور الجديد إلى «مجلس النواب» فلا حاجة إلى الشعب.. يكفي مشاركة النواب في الانتخابات
* وزير الزند العباسي:
- اللجنة المشرفة اشترطت عدم حضور الناخبين لأن «نزيهة» بتتكسف.
* وزير العسس العباسي:
- الانتخابات أثبتت اقتناع الشعب بكل طوائفه وفئاته بعظمة قانون منع التظاهر والتجمهر، وسوف نتعامل بحزم مع القلة المنحرفة التي حرجت للتصويت
* عاجل: خطاب تاريخي لأبي العباس نفسه:
- أيها الشباب.. يا نور عينينا/ لا تتسرعوا في انتقاد المرحلة، فكروا بالأمل وانظروا للمستقبل. غدا تعرفون أن نظام الحكم كان حريصا على إسعادكم وقدم لكم كل الفرص الممكنة لإشباع رغبتكم في الألش والسخرية... (نظام شبابي آخر حاجة)
(6- غلاف مجلة أجنبية على ترابيزة الأنتريه)
- الشعب يقاطع الدولة العباسية ويطلب تفويضا لمواجهة البرلمان المحتمل
(7- اتصال من اللواء سامح الطرابلسي بفضائية عباسية خاصة جدا)
- شعب جاحد... «رَفَعَ الدعم» عن النظام المنقذ... إن هذا الرئيس لم يجد من يحنو عليه.
(8- الشرفة الكبيرة)
فتاة في مقتبل تنظر إلى صورة شقيقها الشهيد اثناء ثورة يناير وتكتب على الفيس:
- تصحيح واجب: احنا الشعب اللي مايعرفش صعب، نعلن مسؤليتنا عن حادث الانتخابات البرلمانية، ونؤكد أنه تصعيد محسوب في عملية «حق الشهيد»
(9- الشوارع والميادين)
هذه المشاهد بصرف النظر عن الجدية والسخرية، لا تتعارض مع إصرارنا على تشكيل البرلمان (حتى لو كده وكده) واستكمال شرعية الدولة ولو من الناحية الشكلية، لأن الشرعية الحقيقية موالها طويل، وعاوزة كلام تاني.
* نخلص الرخصة الأول، وبعدين نشوف مشكلة السواق
...............................................................................................................
وغدا نعود لرواية «حواديت الكذابين»
tamahi@hotmail.com