الحجج لا تنتهى. يمكن أن تسوق منها ما تشاء. القائمة طويلة لمن يريد. وقتما يريد. صحيح أن عبدالناصر قام بتفتيت الملكية الزراعية. بقرار فوقى. صحيح أيضاً أن الملكية المفتتة زادت تفتيتاً. مع مرور الزمن وتتابع الأجيال. تم تقسيم الفدادين الخمسة إلى قراريط. والقراريط إلى أقل من ذلك. بالتالى لا يمكن تنفيذ فكرة الرى الحديث. هذه هى الحجة الجديدة. أحدث موضة لعرقلة مشروع كبير مهم. لتطوير منظومة الرى. شىء غريب ومذهل.
هل معنى ذلك أن الرى بالغمر لا تُوجد فيه مشكلة فى الملكية المفتتة. لا يستطيع أحد أن يجور على الآخر. لا يستطيع أحد أن يمنع الماء عن جار. ولكن فى حالة الرى الحديث. هذا يصعب تنفيذه. هل رأيتم تواكلاً واستسهالاً أكثر قسوة من هذا. خصوصاً لو قيل للرئيس. وجرى عرض الأمر عليه على هذا النحو. يعنى إنقاذ مياه المصريين. يتم رفضها وتصرف الفكرة بهذه السهولة. فوزير الرى عليه تصريف الرى كما هو. وزير التعليم. عليه إدارة التعليم كما هو. وزير الزراعة عليه تسيير الزراعة كما هى. واحد يقول لا للقطن. الآخر يقول أهلاً بزراعة القطن. الوزراء جمعياً لتصريف الأمور كما هى. لا تطوير حقيقياً من الجذور. لا ابتكار مسموح به. كل هذا مرفوض. ولا توجد جهة تقوم بالاقتراح فيما هو جديد. حتى مركز دعم واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء تحول إلى ديوان آخر من دواوين الدولة.
الصرخة التى ستنقذ مصر. «هاتوا لنا واحد عنده خيال». واحد ينبهر بفكرة. بمنظومة عمل. فيحاول تنفيذها. يحاول تقليدها. كل البلاد المتقدمة التى نجحت فى هذه الأمور وهى كثيرة. شرقاً وغرباً. من أوروبا والدول الإسكندنافية إلى أمريكا وكوريا. فى التعليم. الصحة. المرور. نظم البناء. كل هذا. ما علينا إلا الإعجاب والانبهار ثم تكرار التجارب الناجحة.
إيجاد الأعذار هو أسهل شىء فى الدنيا. يلجأ إليه الأطفال. كذلك إيجاد أشخاص يقبلون منصب وزير أمر سهل أيضاً. أما إيجاد أفراد يتم استقدامهم لمهمة. يرفضون الواقع. لديهم خطط لتغييره. المهمة لديهم محددة والهدف متفق عليه مسبقاً. هنا يأتى الرجل الوزيرالمطلوب. بتكليفه المعروف مسبقاً.