أول أمس كنت أجلس على مقعدى الأثير أمام التليفزيون أتابع أول يوم انتخابات، مشغولة البال بالغلاء الذي سيترتب على تخفيض سعر الجنيه أمام الدولار، وما سيتبع ذلك من ارتفاع أسعار السلع الغذائية، فلقد تعودنا على استغلال التجار وجشعهم مع كل ارتفاع لسعر الدولار تزداد الأسعار أضعاف هذا الأرتفاع .
الاقبال على اللجان الانتخابية كان ضعيفا، أين ذهب الناخبون؟؟ هل بالهم مشغول مثلى فنسوا موعد الانتخابات ؟؟!! استمعت لتعليقات وتبريرات، ثم دعوات ترهيب وترغيب ،وأخيرا محاولات جادة ومستميتة لدفع الناخبين للوقوف أمام صناديق الاقتراع،ولكن لم ينتبه أحد للسبب الحقيقى لعزوف الناخبين عن الإدلاء بأصواتهم وهوببساطة «انشغال البال»،هذه الفكرة تسيطر على تفكيرى منذ عدة أسابيع ولاتترك مجالا لأسباب أخرى قد تبدو أكثر منطقية.
تركت مقعدى أمام التليفزيون واستبدلته بآخر أمام جهاز الكمبيوترلعلى أجد فيه شىء مختلف، وأنا اتصفح المواقع وقعت عينى على خبر شعرت بعد قراءته بالغبطة تجاه أهل دبى، الخبر مفاده أن حاكم دبى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم طرح على أهلها سؤالا وطلب منهم ان يجيبوا عليه، السؤال ادهشنى جدا ،لأننى مصرية وتعودت على السؤال التقليدى: ماذا ستعطى لمصر؟ والذى يقابله اجابة محفوظة :مالى وعيالى فداء لمصر أم الدنيا والتى ستصبح اد الدنيا،سؤال الشيخ محمد لأهل بلده كان :هل انتم سعداء ؟، أي والله، السؤال تحول لاستبيان ،أسرعت شرطة دبي بارسال رابطه عبر الموبايل لكل الأرقام الموجودة لديها برسالة حملت عنوان «Happy City”، تدعو الناس للمشاركة في مبادرة الحاكم لمعرفة مدى رضاء السكان عن حياتهم في المدينة.ونشرت شرطة دبي عبر حسابها الرسمي على تويتر تغريدة تحمل رابط الاستبيان، مطالبة المواطنين والمقيمين بالمدينة المشاركة فيه.
وددت لوكنت في زيارة لدبى للمشاركة في هذا الاستبيان ومعرفة نتيجته وماذا ستفعل حكومة دبى حياله ،وتحسرت على حالنا، فلم ُنسأل مرة هل نحن سعداء؟ ولم يكلف رئيس مصر أو حتى رئيس حكومته نفسه في أن يعرف على الأقل ماذا يكدرنا ويحاول أن يخفف هذه الأعباء عنا على سبيل المثال لا الحصر أن يحسن الخدمات المقدمة للمواطن ليخفف من تعاسته في المصالح الحكومية أو يجد حلا لطول فترة التقاضى والتي تصل لسنوات أو القضاء على ظاهرة التحرش .
فكرت في الشيخ محمد بن راشد ،وسألت نفسى: هل هذا الرجل لايقدر حجم المؤامرات التي تحاك لبلاده والأمة العربية كلها؟ الايقلق حاكم دبى على أمن بلده واستقرارها وهى إمارة صغيرة في منطقة أصبحت بؤرة احتقان ملتهبة وبحر من العنف والإرهاب .
دولة الإمارات تشارك في حرب اليمن ضمن التحالف الدولى الذي تقوده السعودية، وقُتل عدد من جنودها هناك ،ولها دور وموقف إزاء الملف السورى والوضع في لبييا ،فدبى لاتعيش الدعة مثل مونت كارلو، فما الذي يجعل حاكمها في ظل هذه الظروف يفكر في أن يطمأن أن شعبه سعيد؟؟ يكفيهم ماهم فيه من تطور ونمو وتحديث يشهد به الدانى والقاصى، وعلى طريقة المصريين «يبوسوا ايديهم وش وضهر»ولكن الرجل على ما اعتقد يريد ان يجعل من دبى الإمارة الأكثر سعادة في السبع إمارات التي تضمهم دولة الإمارات العربية المتحدة التي تتصدر قائمة أكثر الدول سعادة في العالم العربى ويأتى ترتيبها عالميا ال14 طبقا لمؤشرات السعادة التي وضعتها المبادرة العالمية للأمم المتحدة.
العام الماضى أطلقت بلدية دبي مبادرة «دبي..السعادة» وذلك لمنح الفرصة أمام المقيمين في المدينة، للتعبير عن سعادتهم ورضاهم عن كافة المرافق والخدمات التي تقدمها البلدية، فهذه الإمارة الصغيرة لديها طموح في أن تكون واحدة من بين العشر مدن الأكثر سعادة في العالم، وليس فقط إمارة في الدولة الأكثر سعادة في العالم العربى.
بالنسبة لمصر، جاء ترتيبنا بين الدول العربية رقم 19، تقريبا في ذيل القائمة، نسبق اليمن وسوريا وجزر القمر....الحمدلله على كل حال .
أرجو لكم السعادة مع نتائج انتخابات المرحلة الأولى ....ومزيد من السعادة مع المرحلة الثانية ...وكل انتخابات وأنتم في خير وسعادة.
ektebly@hotmail.com