مش إنت نور عينينا؟!

محمد أمين الإثنين 19-10-2015 21:14

أطرف نكتة: راكب يسأل سائق تاكسى: فاضى يا أسطى؟.. رد عليه فوراً: ليه.. هو أنا لجنة انتخابية؟.. وطلبنى صديق عزيز، وعندما قلت ألو، قال: مش إنت نور عينينا برضه؟.. رحت أسأل: يعنى إيه؟.. هل ما جرى موقف شعبى؟.. وممن؟.. هل هو موقف من الرئيس نفسه؟.. أم موقف من المرشحين؟.. بمعنى هل حجب الجمهور جائزته عن المتقدمين للمجلس؟.. هل قال: لا أحد يصلح عريساً لابنتى؟!

كثير من المراقبين يبحث عن سر ضعف الإقبال.. هؤلاء يتحدثون عن ملف حقوق الإنسان، وعزوف الشباب عن المشاركة، وعودة رجال مبارك، ونجاح دعوة المقاطعة، وهى رسالة للرئيس شخصياً.. وهات يا تفسيرات.. وخرجت مانشيتات الصحف تقول: حضرت الدولة والجيش والشرطة والقضاة و«غاب الجمهور».. بعض الظرفاء قال: ما دامت بلا جمهور، فلماذا لم نلعب الانتخابات فى الإمارات وخلاص؟!

ما هى الحكاية؟.. الحكاية أن التصويت حدث، ولكن خارج الصندوق!.. قل ما شئت فى تفسير ذلك.. إنه قرار مصرى خالص.. لم يجد الجمهور من يمنحه صوته.. بعضهم راح ينتخب الرئيس ثانية.. ناخبون بسطاء فعلوا هذا.. قالوا سننتخب السيسى.. طيب السيسى عاوز برلمان؟.. مش مهم بقى البركة فيه.. أحياناً لجنة التحكيم تحجب الجائزة لعدم وجود كفاءة، وهكذا كان رأى الناخب فى المرشحين الآن!

المقاطعة لم تنجح لأن الإخوان دعوا لها، أو لأن مشايخ الإرهاب قالوا حياتك أهم، أو هددوا القضاة.. لالا بالعكس.. المقاطعة نجحت لأن الكفاءات امتنعت.. أصبح أمامنا من جديد متنافسون من عهد مبارك والتيار الإسلامى.. يعنى لف وارجع تانى.. إذن هو برلمان لا يعبر عن الثورة.. برلمان يشبه برلمان 2010، وربما يشبه برلمان 2005 إلى حد كبير.. نواب وطنى وإخوان، ورموز فقط للتيارات الأخرى!

من هنا آثر الناخب أن يرتاح هذه المرة.. ينتظر المرة القادمة.. لم يعمل بنصيحة الرئيس.. لم يستجب للمناشدة الرئاسية.. لا يمنع أن يكون نور عينيهم.. ولا يمنع أن يكونوا نور عينيه.. معلش يا ريس فرصة تانية.. الذين ربطوا قائمتهم باسم الرئيس أضروا بالعملية الانتخابية، وأضروا أيضاً بالرئيس.. سمعة الانتخابات عندنا وحشة.. نعترف أنه لا يوجد تزوير هذه المرة.. لكن لا يوجد «جمهور» أصلاً!

هذه الانتخابات تشبه انتخابات مبارك من جهة، وتختلف عنها من جهة أخرى.. تشبه عصر مبارك، إنها بلا جمهور، وتختلف عنها، أنها بلا تزوير.. حالة غريبة تشبه حالة العصيان المدنى «المبكر جداً».. خطورتها أنها بعد ثورتين، وبعد تجدد روح الأمل.. وبالتالى تصبح حالة صعبة للغاية فى تفسيرها.. وحين كتبت عن الاختبار الحقيقى للثورة، وتوقعت التراجع، قال البعض: انت مكشوف عنك الحجاب؟!

فمن يتحمل المسؤولية فى المشهد الحالى؟.. هل مؤسسة الرئاسة، أم بهلونات السياسة؟.. هل لأن المؤسسة الرئاسية قفلت على نفسها تماماً وتجاهلت الشباب، فقاطعها الشباب وامتنعت الكفاءات؟.. أم ماذا حدث؟.. ولماذا أخفقت الفضائيات فى حشد الجماهير، مع أنها كانت تتوهم أنها تصنع الثورات، وتقود المظاهرات؟!