فن اللعب فى الكهرباء!

غادة شريف الإثنين 19-10-2015 21:17

رغم أن التصويت على مقعد مجلس الأمن كان سريا لكن لأننا بنعرف نجيب التايهة استطعنا الوصول لأسماء من صوت ضدنا وفقسناهم.. المكسيك طلعت قلبها أسود يا حمادة.. رغم أن السيسى اعتذر لهم شخصيا عن حادثة مقتل السواح بالخطأ لكن النفسنة ليس لها دواء.. عموما ملحوقة، من هنا ورايح يا حمادة لا تذهب للسياحة فى المكسيك ولا لسانك يخاطب لسانها.. أنا باقولك أهو.. لكن بذمتك يا شيخ، هل تعجبت من تصويت بعض الدول الأفريقية ضدنا رغم ما يبدو من عودة المياه لمجاريها بيننا وبين أفريقيا؟.. مشكلتك يا حمادة أنك غشيم فى فن اللعب فى الكهرباء، بينما إسرائيل قاعدة من زمان فى أفريقيا وهاتك يا لعب فى الكهرباء.. ألم تسأل نفسك لماذا تستكمل إثيوبيا بناء السد دون مراعاة مخاوف القاهرة من تأثيره على حصتها المائية، ودون انتظار للدراسات الفنية للمكاتب الاستشارية التى ننتظرها نحن مثل الأرامل والمطلقات.. كلمة السر عند إسرائيل من زمان قوى.. منذ بداية الحركة الصهيونية نشطت الجماعات اليهودية فى جنوب أفريقيا للعمل على إقامة دولة «إسرائيل» فى فلسطين، ورغم أن يهود الجنوب لا يقبلون على الهجرة إلى إسرائيل، لكنهم يساعدون المهاجرين اليهود من البلاد الأخرى بجمع الأموال الطائلة، وفعلوا ذلك مع يهود العراق عند هجرتهم إلى إسرائيل، وساعدت أموالهم فى بناء العديد من المستوطنات، ومع الاعتراف المتكرر من قادة اتحاد جنوب أفريقيا البيض بأحقية اليهود فى إقامة دولة خاصة ومستقلة لهم فى فلسطين فقد تشجع الصهيونيون فى الجنوب الأفريقى على ممارسة نشاطهم عمليًا، وقد تكشف ذلك خلال حرب 1948.. بالتدريج ظهرت أفريقيا بوصفها النموذج المناسب أمام صانع القرار الإسرائيلى، حيث مثّل مؤتمر باندونج فى 1955م البداية الحقيقية للتحوّل الإسرائيلى نحو أفريقيا، فعملت بعد المؤتمر بمدة قصيرة على وضع استراتيجية شاملة وطويلة المدى للتغلغل فى القارة الأفريقية.. من تلك البنود الاستراتيجية كان التركيز فى دعم العلاقات مع جماعات أفريقية بعينها إذ كانت خارج السلطة السياسية لإشاعة الفوضى وعدم الاستقرار السياسى، كما حدث فى السودان، حيث طوّرت علاقات مع بعض الجماعات، مثل «الدينكا» فى جنوب السودان، بالإضافة لدعم حركات التمرد بأنجولا فى بداية الثمانينيات.. إوعى تكون نمت منى يا حمادة.. عموما اللى يخصنا فى كل هذا اللت والعجن أن إسرائيل وطدت صلاتها بجماعة «الأمهرا» التى كانت حاكمة فى إثيوبيا، وقت «هيلاسلاسى» و«منجستو»، تعزيزاً للوجود الإسرائيلى فى منطقة حوض النيل ومدخل البحر الأحمر.. كما أنها اهتمت بتطوير العلاقات مع الحركات العمالية الأفريقية، والتى كانت نشأتها قد سبقت استقلال الدول الأفريقية، بتوسيع شبكات الاتصالات معها، وقد تمكّنت إسرائيل من استخدام هذه العلاقات للتغلغل فى الكثير من الاتحادات والنقابات الأفريقية، ومنها اتحادات عمال كينيا، وغانا، وإثيوبيا ومن ثم التغلغل فى قلب تلك الشعوب.. إحنا فين بقى من كل هذا اللعب؟..إحنا مفيش.. لم نلعب معهم حتى أستغماية.. أما لعب إسرائيل فقد وصل لحد أن تقرير المخابرات الفرنسية فى عام 1996م أكد أن إسرائيل تتحمل الجانب الأكبر من تدهور الأوضاع فى منطقة البحيرات العظمى، وأوضح التقرير أن إسرائيل قامت بتسليح جيشى رواندا وبورندى، واستطاعت أن تضع أقدامها فى المنطقة، ثم تطرق التقرير إلى أن إسرائيل قامت ببيع الأسلحة للمتمردين بأسعار زهيدة بناء على أوامر الموساد لإشعال الأوضاع فى المنطقة، وضمان استمرار حاجة حكومات دول المنطقة للمساعدات الإسرائيلية.. أيضاً يتغلغل الخبراء الإسرائيليون فى المجالات العسكرية والأمنية والاستخبارية داخل المؤسسات الوطنية، حيث تسعى إسرائيل إلى استغلال الدول الأفريقية للتجسس على مصر والسودان والصومال وجيبوتى وشمال أفريقيا، حيث توجد مكاتب للموساد الإسرائيلى فى العديد من الدول الأفريقية، فى أوغندا وإريتريا وإثيوبيا والكونغو وكينيا ورواندا، وفق اتفاقيات مبرمة بين الجانبين، هذا بالإضافة للوجود الاستخباراتى غير المباشر من خلال الخبراء والمستشارين الفنيين.. الجدير بالذكر أيضا أن إسرائيل قد استكملت مشروعها للتجسس فى أفريقيا بوضع القمر «عاموس 1» فوق مدار القمر العربى «عرب سات 2» فوق أجواء كينيا، وهو ما يساعد إسرائيل على التجسس على الاتصالات العربية والأفريقية.. شايف يا حمادة اللعب اللى على أصوله؟.. إذا كانت جت سليمة فى مقعد مجلس الأمن فتأكد أن الضربة الكبرى ستهزمنا فى ملف السد!.. مش عارف تلعب إنت كمان وتشد ماسورة صرف صحى على هناك وتلوث لهم النيل من المنبع؟.. ألا يهمك ألا تنقطع المياه أم أنك عندك خزان كبير فوق السطوح؟!.. إلعب يا أخى.. إلعب بقى!!

www.facebook.com/ghada sherif