مختار مختار يكتب:«الماكينات» الألمانية دهست «الكانجارو» الأسترالى بالكرة الشاملة

كتب: اخبار الثلاثاء 15-06-2010 13:07

* مباراة غانا وصربيا جاءت متوسطة المستوى بشكل عام، وكنا نتوقع أداءً جيداً من المنتخب الصربى الذى رشحه الكثيرون ليكون الحصان الأسود للبطولة بسبب أدائه المتميز خلال مشوار التصفيات لكن الأداء جاء مخيباً للآمال، ومن الواضح أنهم كانوا يظنون أنهم سيتجاوزون غانا بسهولة ولكنهم فوجئوا بفريق قوى ومنظم، فضلاً عن أن الفريق الصربى افتقد الجماعية، وكل لاعبيه كانوا يتعاملون مع الكرة عندما تصل إليهم فقط.
الشوط الأول من المباراة شهد تحفظاً كبيراً من الفريقين فجاء فقيراً من الفرص مع أفضلية نسبية لمنتخب غانا الذى كان لدى لاعبيه مردود جيد وإصرار كبير لكن دون تنظيم، فيما فشل المدير الفنى لمنتخب صربيا فى توظيف لاعبيه بشكل جيد، وانكمش الفريق الصربى واعتمد على رد الفعل فقط مما جعل غانا تتجرأ على منافسها بعد أن وجدته ليس الخصم المتوقع.
■ رأس حربة صربيا زيجيتش لم يقدم مستواه المعروف وفشل فى تشكيل خطورة على مرمى كينجستون حارس غانا، الذى قدم مباراة كبيرة، وانطلاقات ظهيرى الجنب كانت محدودة مما اضطر زيجيتش للخروج كثيراً على الأطراف، بالإضافة إلى أن لاعب وسط إنتر ميلان ستانكوفيتش فشل فى القيام بدوره فى وسط الملعب.
■ فى الشوط الثانى فتحت المباراة بعض الشىء، وبحث الفريقان عن النقاط الثلاث ولكن صربيا ارتكب خطأين كبيرين، الأول فى حالة طرد لوكوفيتش حيث كانت الكرة سهلة وليست بها خطورة ولم يكن هناك داع لشده لجيان، والثانى عندما لمس كوزمانوفيتش الكرة بيده بشكل ساذج ليحتسب الحكم ركلة جزاء على فريقه سجل منها أسامواه هدف المباراة الوحيد، والأخير كان أفضل لاعبى المنتخب الغانى وشكل خطورة كبيرة على مرمى صربيا فى الشوط الثانى، وعموماً منتخب غانا تميز بالأداء الجماعى والتفاهم الكبير بين لاعبيه، خصوصاً أسامواه وأيوا وبواتينج وبرنس.
■ المباراة الثانية فى المجموعة التى جمعت ألمانيا وأستراليا أراها البداية الحقيقية القوية لكأس العالم، حيث قدم المنتخب الألمانى واحدة من أجمل مبارياته منذ فترة طويلة بعد أن اكتسح الكانجارو الأسترالى برباعية نظيفة بأقدام بودولسكى وموللر وكاكاو ورأس كلوزه لتفتتح الماكينات الألمانية المتعة والجمال فى كأس العالم بعد أن سيطرت الرتابة والملل على المباريات الـ٧ التى سبقت هذه المباراة، والغريب أن الألمان ليس معروفاً عنهم الأداء المهارى والجماليات ولكنهم قدموا الكرة الجميلة بكل سلاسة أمام أستراليا ووجهوا إنذاراً مبكراً وشديد اللهجة إلى منافسيهم مفاده أنهم يتطلعون بقوة للفوز بالمونديال الأفريقى بعد غياب ٢٠ عاماً عن منصات التتويج منذ الفوز بمونديال إيطاليا ١٩٩٠.
■ الميزة المهمة فى المنتخب الألمانى أنه قدم الكرة الشاملة، وكان الفريق كله يتحرك بشكل متناغم ورائع، ولعب يواكيم لوف بخطة هجومية عبر أربعة لاعبين، حيث كان كلوزه فى الهجوم فى قلب دفاعات أستراليا وخلفه ثلاثة لاعبين توماس موللر من اليمين وبودولسكى من اليسار والموهوب الخطير مسعود أوزيل، ذو الأصول التركية، من القلب، بالإضافة للمساندة من القائد فيليب لام ولاعبى الوسط باستيان تشفاينشتيجر وسامى خضيرة، وهو ما وضع الفريق الأسترالى تحت ضغط رهيب طوال شوطى المباراة.
■ المتابع لإحصائيات الدور الأول يعرف أن خطورة المنتخب الألمانى تبدأ من خط دفاعه، فأكثر لاعبين قاما بتمريرات صحيحة هما قلبا الدفاع فريدرتش وميرتيساكر، حيث لاعب الأول ٤٨ تمريرة والثانى ٤٦، وهذا مدلوله أن الفريق يبدأ هجماته من قلب الدفاع بشكل سليم تكون خطورته أكبر ويساعد اللاعبين على التألق وتحقيق الفوز.
■ وبنهاية مباراتى الجولة الأولى للمجموعة نستطيع القول إن احتمالات وصول غانا لدور الـ١٦ باتت واردة وبقوة، والواقع أننى لم أتوقع خسارة الفريق الأسترالى بهذا الشكل المخزى لأنه كفريق لديه قدرات بدنية عالية جداً وأداؤه فى نهائيات ألمانيا ٢٠٠٦ كان جيداً جداً، وخرج بصعوبة أمام المنتخب الإيطالى بركلة جزاء، وألمانيا حالياً المرشح الأقوى لصدارة المجموعة ومعها غانا التى حققت فوزاً مهماً لكل الأفارقة لأن صربيا لن تستطيع أن تفجر مفاجأة كبيرة وتهزم ألمانيا، كما أن الفريق الأسترالى معنوياته فى الحضيض ويفتقد لرأس حربة مميز بدليل أنه فى مباراة ألمانيا لم يكن لديه رأس حربة صريح ولعب بلاعبى الوسط تيم كاهيل الذى طرد خلال اللقاء، وريتشارد جارسيا فى الهجوم.