يمكن على أية حال، ومادامت كلمة القومى أصبحت فى مصر تعنى العربى، وكأنه لا توجد قومية مصرية، أو أمة مصرية، أن يسمى المهرجان القومى للسينما المصرية مهرجان الأفلام المصرية، أو المهرجان الوطنى للأفلام المصرية، كما هو اسم مهرجان المغرب.
ومثل الأوسكار، وهى مسابقة قومية أمريكية، وكل مسابقات الأفلام من الإنتاج المحلى فى دول العالم المختلفة، يجب أن تكون كل الأفلام التى أنتجت فى العام السابق موضوع المسابقة، سواء تقدم بها أصحابها أم لم يتقدموا، ليكون اختيار الأحسن موضوعياً، من وجهة نظر لجان التحكيم بالطبع. وأن تكون اللجنة من 7 شخصيات للأفلام الطويلة لكل أجناس السينما (روائى ــ تسجيلى ــ تشكيلى)، و7 شخصيات للأفلام القصيرة لكل الأجناس أيضاً، و7 شخصيات لأفلام الطلبة لكل الأجناس ثالثاً.
لم يعد مناسباً مع تطور الأفلام التسجيلية والتشكيلية الفصل بينهما وبين الأفلام الروائية، ولم يعد مقبولاً الاستمرار فى الجمع بين الأفلام القصيرة وأفلام الطلبة، وهو خطأ كبير من الناحية العلمية البحتة. ومن الضرورى أن تكون كل لجنة من أربعة مصريين وثلاثة من غير المصريين، وليس من الضرورى تكريم أربع شخصيات فى حفل الافتتاح، وإنما يكفى اثنتان إحداهما من الراحلين.
ومع الاحتفاظ بحق كل لجنة تحكيم فى الحجب، يجب أن تكون الجوائز بالنسبة للأفلام الطويلة بأسماء دقيقة واضحة، فليس من المفهوم مثلاً جائزة أحسن تصميم فنى التى أعلنت فى ختام الدورة الجديدة يوم الجمعة الماضى، ولا جائزة الصوت، فهل هى لتسجيل الصوت، أم مونتاج الصوت، وليس من المقبول استمرار القيم المالية للجوائز فى ظل ارتفاع ميزانيات إنتاج الأفلام.
كان لى شرف وضع لائحة المهرجان القومى الأول للأفلام التسجيلية والقصيرة عام 1970، والمهرجان القومی الأول للأفلام الروائية الطويلة عام 1971، وكذلك المهرجان القومى الأول للأفلام الروائية الطويلة عام 1991، وإن بدأ العدد من جديد، وأقترح أن الجوائز للأفلام الطويلة على النحو التالى:
1 ــ أحسن فيلم روائى طويل (750 ألف جنيه) مناصفة بين شركة الإنتاج والمخرج.
2 ــ أحسن فيلم تسجيلى طويل (250 ألف جنيه) مناصفة بين شركة الإنتاج والمخرج.
3 ــ أحسن سيناريو مكتوب للسينما (150 ألف جنيه).
4 ــ أحسن سيناريو عن أصل أدبى (100 ألف جنيه) مناصفة بين مؤلف العمل الأصلى وكاتب السيناريو.
5 ــ أحسن مدير تصوير (150 ألف جنيه).
6 ــ أحسن مونتاج صورة (100 ألف جنيه).
7 ــ أحسن مونتاج صوت (100 ألف جنيه).
وهذه هى فنون السينما الخالصة، أما الجوائز الأخرى لما يمكن أن نطلق عليها الفنون المشتركة، أى المشتركة مع فنون التشكيل والتمثيل والموسيقى، فهى تصميم الديكور وتصميم الأزياء، وتصميم الماكياج وتأليف الموسيقى، وأحسن تمثيل رجال ونساء، دور أول ودور مساعد، فكل منها 75 ألف جنيه، أى 15 جائزة مجموع جوائزها 2 مليون و200 ألف جنيه. وقد تبين من التجرية عدم ضرورة استمرار جائزة للفيلم الطويل الأول لمخرجه وجائزة باسم لجنة التحكيم، فهل هو الفيلم الطويل الأول التسجيلى أم الروائى، وغالباً ما تعتبر لجان التحكيم أن الأفلام الأولى تتسابق على هذه الجائزة فقط. أما جائزة لجنة التحكيم فكل الجوائز تقررها لجنة التحكيم، وغالباً ما تكون موضوعاً للمساومات.
أما جوائز الأفلام القصيرة فتبقى للفيلم الأول فى أجناس السينما الثلاثة، كما هى، وكل منها 25 ألف جنيه، وأحسن فيلم وكل منها 50 ألف جنيه، وجوائز أفلام الطلبة لأحسن فيلم من الأجناس الثلاثة أيضاً، وكل منها 25 ألف جنيه، وبذلك يكون مجموع الجوائز 24 جائزة، ومجموع القيم المالية لها ثلاثة ملايين جنيه.
وأقترح أن تكون عروض المهرجان للأفلام التى لم تعرض تجارياً، وتعرض الأفلام الأخرى على لجنة التحكيم فقط، وأتمنى عودة تمثال آدم حنين (الكرسى المجنح) ليكون رمز جوائز المهرجان، كما كان فى دورات المهرجان الأولى من عام 1991، فرموز الجوائز لا تتغير أبداً، ومن لديه آدم حنين يسجد لله شكراً. وأخيراً يجب أن يكون لكتب التكريم فى المهرجان القومى، وفى كل المهرجانات، رئيس تحرير مسؤول عن المراجعة والتدقيق، وأن يكون هناك منهج محدد للبحث يلتزم به مؤلف الكتاب، فليس من المعقول صدور كتاب عن الشخصية المكرمة من دون أن يتضمن تاريخ ميلاده وسيرته كاملة، وتعريفاً شامل بأعماله، ومن دون ذلك لا يصلح لاعتباره مرجعاً.