«زي النهارده».. إتمام صفقة الجندى الإسرائيلي جلعاد شاليط 18 أكتوبر 2011

عبد القادر ياسين: لم تف إسرائيل ببعض ما وعدت به في الصفقة
كتب: ماهر حسن الأحد 18-10-2015 03:05

في مدينة نهاريا وفى 28 أغسطس 1986، ثم انتقل مع عائلته إلى بلدة «متسبيه هيلاه» في الجليل الغربى جلعاد شاليط هو ابن نعوم وأفيفا شاليط وهما يهوديان من أصل فرنسى هاجرا لفلسطين قبل عقود وفى يوليو ٢٠٠٥ تم تجنيده في سلاح المدرعات وبعد أشهر من تجنيده وتحديدا في فجر في ٢٥ يونيو ٢٠٠٦ وقع جلعاد في قبضة المقاومة الفلسطينية حيث تم أسره على يد مقاتلين تابعين لثلاثة فصائل فلسطينية مسلحة هي كتائب عز الدين القسام التابعة لحماس وألوية الناصر صلاح الدين التابعة للجان المقاومة الشعبية وجيش الإسلام في عملية عسكرية نوعية أطلقت عليها الجهات المنفذة اسم عملية الوهم المتبدد.

وكانت هذه العملية استهدفت قوة إسرائيلية مدرعة ترابط ليلاً في موقع كيريم شالوم العسكرى الإسرائيلى على الحدود بين رفح وإسرائيل، ونجح المقاتلون الفلسطينيون في التسلل عبر نفق حفروه سابقاً تحت الحدود إلى الموقع الإسرائيلى وباغتوا القوة الإسرائيلية في هجوم قتل فيه جنديان وأصيب ٥ آخرون بجروح وأسر شاليط وتم نقله بسرعة فائقة إلى مكان آمن ومجهول في عمق قطاع غزة رغم التعزيزات الجوية الإسرائيلية الفورية في سماء رفح قرب مكان تنفيذ الهجوم.

وعقب هذه العملية لم تتوقف المحاولات المخابراتية والعسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة للتحري عن مصير شاليط ومكانه على مدار ٣ سنوات في مناطق متفرقة في القطاع لكن باءت هذه المحاولات بالفشل، وفي ذكرى مرور عام على أسر شاليط أرسلت كتائب القسام شريطا مسجلا بصوته بمناسبة مرور عام واحد على أسره قال فيه شاليط إنه محبط لعدم استجابة الحكومة الإسرائيلية لمطالب القسام.

وظلت حركة حماس نيابة عن الكتائب الفلسطينية تطالب بالإفراج عن أكثر من ١٠٠٠ سجين سياسى فلسطينى من ذوى الأحكام العالية ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة مقابل إطلاق سراح شاليط حياً وقد رفضت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة حتى اليوم شروط حماس وفى أكتوبر ٢٠٠٩ أصدرت كتائب القسام شريط فيديو يظهر فيه شاليط وبيده جريدة إخبارية فلسطينية بتاريخ ١٤ سبتمبر ٢٠٠٩ وهو يناشد رئيس الوزراء نتنياهو الموافقة على شروط حماس في أسرع وقت قبل فوات الأوان.

ومن خلال هذا الشريط نجح الجناح العسكري لحركة حماس في 2 أكتوبر 2009 بوساطة ألمانية مصرية في تأمين الإفراج عن 19 أسيرة فلسطينية من ذوات المحكوميات العالية مقابل إصدار دليل مادي يثبت بأن الجندي الأسير لا يزال على قيد الحياة. وتمت الصفقة وسلمت حماس شريطاً لإسرائيل يظهر فيه الجندي المختطف بصحة جيدة.

وفي «زي النهارده» في 18 أكتوبر 2011 تم إطلاق سراح جلعاد شاليط وتم تسليمه من حماس إلى السلطات المصرية مقابل 1027 أسير / أسيرة من الفلسطينيين، منهم 477 في 18 أكتوبر والبقية بعد شهرين.

وكان مهندس إدارة الصفقة من الجانب المصري رأفت شحاته وهو الذي تسلمه من حماس ويذكر أن إسرائيل لم تكف عن البحث عن شاليط حتي قبيل تسليمه لإسرائيل بسويعات ولم تنجح في الوصول لمكانه ويذكرأن شارون أثناء تلقيه العلاج في مستشفي هيداسا كان يتابع القضية وقال أن حياة حياة أي مواطن إسرائيلي تعلو على أي اعتبار وبعد عودة شاليط التقاه كبار رجال الدولة وكرموه وهو يعمل الآن في مكان غير معلوم لاعتبارات أمنية لأنه تحت الحماية منذ عودته ولمدة خمس سنوات كما أنه تلقي عروضا للتمثيل في السينما لكنه رفض وتحول إلى نجم في تاريخ إسرائيل وقد وضعت إسرائيل الجعبري على قائمة الاغتيالات وكان اغتياله مفتتحا للحرب على غزة.

ويقول الباحث الفلسطيني عبدالقادر ياسين أن أغلب الظن أن الجناح الذي عاض دخول حماس العملية السياسية هو الذي دبر هذه العملية وكان له ما أراد ومن المعروف أن حماس بأغلبية صوت واحد قرر دخول العملية السياسية والانتخابات التشريعية في يناير 2006 وهذا الجناح الذي عارض كان أغلبه من العسكريين وبعدما قام بعملية أسر شاليط شددت إسرائيل حصارها على غزة وقامت بعمليات تمشيط مكثفة وواسعة لم تسفر عن شئ واعتقلت أعضاء من المجلس التشريعي وبعد أتمام الصفقة لم تف بوعودها التي وعدت فيها بإطلاق مجموعات من الأسري تباعا.