وقفة رمضان صبحي فنية أم جزء من لعبة كرة القدم؟ (تقرير)

كتب: عمر ناصف الجمعة 16-10-2015 20:45

وقف على الكرة مرة أخرى، في لقطة استعراضية أثارت غضب جمهور الزمالك ولاعبيه بداية من قائدهم الذي اندفع من الخارج نحو أرضية الملعب من أجل الاعتداء على رمضان صبحي وبعض من لاعبي النادي الأهلي لإثارتهم لغضبه بتلك الحركة التي تستفزه بشكل مبالغ فيه.

لقطة استعراضية لم ينتبه لها أحد من المشاهدين سوى في الإعادة البطيئة والقريبة لأنها لم تستمر سوى لثانية أو اثنتين، ولكنها أشعلت أرضية الملعب بمعركة كانت لتكبر لولا وجود بعض العقلاء داخل أرضية الملعب وعدم وجود أي رد فعل من مرتكب الفعلة رمضان صبحي.

«السافل» و«الحاوي» و«الحراق».. هي ألقاب للاعبين في نادي الزمالك اشتهروا بها لأنهم يقدمون فواصل من العروض المهارية في أرضية الملعب ضد لاعبي الخصم من مراوغات وتحكم بالكرة بين أقدامهم بطريقة تخطف الآهات وتضيفها جماهير الزمالك إلى تاريخها دائما ويتذكرونها كما يتذكرون بطولاتهم.

بل إن جماهير الزمالك نفسها التي هاجمت رمضان صبحي، هي نفسها من احتفت ومازالت تحتفي بلقطة رقص شيكابالا على الكرة في مواجهة أمام طلائع الجيش عندما كان لاعبًا بالفريق ولم يتم اعتبارها استفزازية، ولكن التعليق كان عليها «شاهد مهارات رائعة لشيكابالا».

ولكن نفس هذه الجماهير خرجت غاضبة ومستثارة من حركة رمضان صبحي رغم أنها نفس الجماهير التي تحتفي بعد كل خسارة لفريقها في الديربي بـ«كوبري» من بين أقدام أحد لاعبي الأهلي وقد يستمر الحديث حوله لأيام معتبرينه انتصارًا لهم.

وخرجت الجماهير لتعلن الحرب على رمضان صبحي بسبب استفزازه لأعصابهم، رغم أن ما فعله رمضان طبيعي جدًا عندما تكون فائزا في الديربي أو في مباراة أمام خصم كبير وتحدث في كل الديربيات.

ففي قانون كرة القدم، تلك الحركة هي حركة فنية بحتة تنم عن مهارات اللاعب، فليس من السهل الوقوف على كرة والثبات فوقها دون أن تقع «كالشوال» على أرضية الملعب، بينما قانون كرة القدم ينص على عقاب أي لاعب يبدي استهتارا بالخصم وهنا الاستهتار لا يقصد به فنيات كرة القدم، وإلا لتم إنذار كل لاعب يراوغ الخصم بتهمه استفزازه ولتم طرد كل لاعب يرسل الكرة من بين أقدام الخصم ولتم إلغاء كل هدف يهز الشباك لأن حارس الخصم يستفز من ذلك.

والاستفزاز جزء من كرة القدم، وهو أحد الخطط الناجحة جدا في إخراج الخصم عن تركيزه وجزء لا يتجزأ من ثقافة فرق شمال أفريقيا تحديدا، التي تعتمد على استفزاز الخصم فإن كان ضعيفا انفجر فيك غاضبا ليتحمل هو مسؤولية غضبه من إنذارات أو اللعب ناقصا لبقية المباراة، وضبط النفس ضد الاستفزاز هو النجاح والقوة وليس إيقاف ومهاجمة فعل الاستفزاز نفسه.

فإن كان رمضان قد وقف على الكرة مرة أخرى إظهارًا للقطة فنية يجيدها، فهو بالتأكيد لم يجرم وأما إن كان يقصد استفزاز الخصم، فالخطأ هنا ليس عليه بل على لاعبي الخصم والذين تركوا الغضب والاستفزاز يسيطر عليهم لينطلقوا مطالبين برأس اللاعب ما أعطى للقطة حجما أكبر.

ولكن العتاب على رمضان صبحي أنه تسبب في إخراج لاعبي فريقه أنفسهم عن تركيزهم في الدقائق المتبقية من المباراة، فيما استطاع لاعبو نادي الزمالك العودة مرة أخرى إلى أجواء المباراة في محاولة باءت بالفشل لتعديل النتيجة.