اقتصاد بخيال

نيوتن الجمعة 16-10-2015 21:39

تابعت عن بعد ما دار فى مؤتمر أخبار اليوم. بشأن الاقتصاد. فى يومه الأول كان هناك جلستان عامتان. نقل التليفزيون بعض الوقائع المهمة. الأولى تميزت بما طرحه أحمد الوكيل. تكلم عما يجب أن يكون عليه الاقتصاد. من ضوابط. من تسهيلات. من أهداف. سرد تقريراً مخيفاً. مخيفاً فعلاً. ذكر فيه أن مصر تحتل المكانة رقم 149 من 150 فى مجال التعليم. وشىء قريب فى مجال الصحة. وحتى لا يستمر طرحه محبطاً. قال إن مصر تحتل رقم 20 فى الدول الجاذبة للاستثمار. ثم عاد حازماً وهو يقول إن اتحاد الغرف التجارية هو الوحيد المخول للحديث عن الاستثمار. وقوانينه. كنص الدستور. بما يعنى أنه ليس اتحاد الصناعات أو جمعيات رجال الأعمال. أعتقد أن المهندس شريف إسماعيل عليه أن يستأنس بما ساقه هذا الرجل المحترم.

فى الجلسة العامة الثانية. أدارها الدكتور هانى سرى الدين بسيطرة واقتدار. شرح الفريق مهاب مميش ماذا سيكون عليه حال الموانئ المصرية القائمة حول القناة. وما يمكن أن تتشابه فيه مع موانئ سنغافورة وأخريات. شاهد فيها أعلى درجات الأداء. خصوصاً فى زيارته الأخيرة مع الرئيس. ثم قال شبه معتذر إنه سيستعين بخبرات من هناك. كدت أقول وأنا أسمعه: بل عليك أن تعتذر لو لم تأت بخبرات من هناك. بل علينا أن ننقل نصاً القوانين التى تحكم العمل فى هذه المناطق. بدلاً من الارتجال. أو محاولة اختراع العجلة من جديد. والأخذ بنظام التجربة والخطأ.

ثم تكلم وزير الإسكان. كان عرضه رائعاً أيضاً. قال بوضوح إن العاصمة الجديدة هى امتداد للقاهرة كنص الدستور. أوضح أن المشروع لم يأت عفواً. بل إن دراسته بدأت منذ عام 2012.

جاء تعليق المهندس صلاح دياب. كان أحد المدعوين للتحدث. قال إن الرئيس مهتم للغاية. مهتم بسرعة إنجاز أى مشروع قومى. إلى درجة أنه لو استطاع لحدد أمس ليكون موعداً للتنفيذ. والمشروع القومى هو ما يؤثر على سواد المواطنين. ومشروع العاصمة الجديدة يختلف عن القاهرة الخديوية التى أقامها الخديو إسماعيل. فباتت أثراً معمارياً محترماً. الخديو قام بإنشائها وتحديث العاصمة على الطراز الأوروبى. كان تعداد القاهرة حينئذ 500 ألف مواطن. اليوم تتجاوز العشرة ملايين أيام العمل.

إذاً لو عرضنا على الرئيس حلماً ووجده قابلاً للتحقيق لدعمه فوراً. نريد من هذه القاهرة الجديدة ثلاثا. واحدة حيث سيتم تنفيذها. أخرى فى طريق حلوان. ثالثة امتداد للقرية الذكية. ثم نطبق القانون القائم. المبانى السكنية هى فقط للإسكان. على مَن يشغلونها لغرض آخر مغادرتها لإحدى المدن الإدارية الثلاث. هنا سنرى سحراً. القاهرة خالية من الإشغال الإدارى تقريباً. القاهرة ستكون كما نراها أيام الجمعة. ثم ثلاث فرص عمل جبارة حول القاهرة. استكمال الحلم عندما نطبق ذلك على الإسكندرية ودمنهور والزقازيق وطنطا. عواصم ستتجدد شكلاً ومضمونا. فرص عمل للملايين. لن نخسر من الأراضى الزراعية أكثر من 2% مما أصابها من التعديات العشوائية عليها. أوجدنا فرصا للعمل لملايين من 1 إلى 3 ملايين عاطل لدينا. المؤتمر كان مجالاً لحوار الأفكار. لا سيما عندما تطرق لموضوع الرى.

«غداً موعدنا».