نظمت مصلحة السجون بوزارة الداخلية، الخميس، احتفالا بسجن طرة، بمناسبة الإفراج 21 من الدفعة الثانية من نزلاء السجون الغارمين، بمناسبة الاحتفال برأس السنة الهجرية، وأعلن حسن السوهاجى، رئيس المصلحة، أن الأسبوع المقبل سيشهد الإفراج عن الدفعة الثالثة.
بدأت الاحتفالية التي حضرها النقيب محمد جمال، صاحب مبادرة الإفراج عن الغارمين، ولفيف من قيادات الوزارة، بالوقوف دقيقتين لتحية للسلام الجمهورى، وحدادا على أرواح شهداء الوطن.
ورفض اللواء حسن السوهاجي، تلاوة كلمته من أوراق كانت بيده، قائلا: «لا أحب الحديث من الأوراق التي جهزوها لىّ، هتكلم معاكم من القلب».
وصفق المُفرج عنهم، بينهم رجال وسيدات، وحضر أطفالهم، فنظر «السوهاجى» إلى فتاتين، وقالا لهما: «أنا محضر لكم مكافأة، هتأخذوهما بعد الاحتفال»، ما أثار فرح والداتهما فاطمة صبري عوض، من محافظة الدقهلية.
وقال «السوهاجى»: «السجن سجن ويغور السجن لو في جنينه، كما تردد الأمثال الشعبية، والمسجون بيسجن معاه أهله ويعذبهم، خاصة لو كان عائلا لهم، ونفاجأ بتوقيع عقوبات على أناس اقترضوا مبلغ 500 جنيه».
وأضاف: «أنصح كل الناس بعدم كتابة إيصالات أمانة على أنفسهم، فلا يعقل أن يقترض شخص 700 جنيه لشراء كاوتش سيارة، فيوقع على إيصالات بـ7 آلاف جنيه، وهذا نموذج موجود بين الحاضرين في الاحتفال».
واستكمل: «النهاردة الدولة وليس رئيس السجون فقط، من أول رئيس الجمهورية لأصغر عسكري، بيسعوا للإفراج عنكم الغارمين، والأوضاع تبدلت في الوقت الحالي عن ذي قبل، ودلوقتي إحنا اللي بنجري وراكم لإخراجكم من السجن مش نسجنكم، ولكم أن تتخيلوا المجهود المبذول لأجل هذا الغرض».
ووجه «السوهاجى» حديثه للمُفرج عنهم، قائلا: «إنتوا أهالينا ولن نترككم أبدا»، ومازحهم قائلا: «اليوم موسم، وأكيد هتخرجوا وتعملوا الأكل الشعبي المعروف عن المواسم، ولو احتجتم إلى شئ باب السجن مفتوح لكم، ليس لحبسكم لكن لتقديم العون، وكثيرين يريدون تقديم فعل الخير».
وأشاد مدير قطاع السجون بالنقيب «جمال»، صاحب المبادرة، والذي قال: «رسالتي لكل الأبناء الحاضرين مع ذويهم، إن أبناءكم وأمهاتكم يكرمون اليوم معنا، لأنهم اقترضوا الأموال لتوفير عيشة كريمة لكم، عليكم أن تفخروا بهم»، فقاطعه «السوهاجى»:هناك دفعة ثالثة سيُفرج عنها الأسبوع المقبل.
وقاطعت نادية الريدي أحمد، الاحتفال، بطلبها الحديث إلى مدير قطاع السجون، وقالت: «أنا عاوزة أشوف عيّالي، ومعرفش عنهم حاجة خالص منذ دخولي السجن»، فسألها السوهاجي: «من أي محافظة يا حاجة؟»، فأجابت بأنها من سوهاج، فكلف مسؤول السجون ضابط بتوصيلها إلى المحافظة، وتوفير اللازم لها.
وبدموع حارة، قالت «نادية» لـ«المصري اليوم»:أنا كان محكوم علىّ بالسجن 11 عامًا، قضيت منها 7 سنوات حتى الآن، بسبب ضماني لابن شقيق زوجي لشراء مستلزمات منزلية، وتوقيعي على إيصالات بمبالغ مالية كبيرة، وخلال فترة سجني مات ابنى الأكبر، وكان زوجي متوفيًا هو الآخر، ولم أتمكن من تشييع جنازته، وغاب أولادي الـ6 الباقين عن زيارتي طيلة السنوات الماضية».
وطالبت «نادية» الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتوفير مسكنّ لها، بعد أن باعت منزلها قبل دخولها السجن لسداد جزء من الأموال التي وقعت عليها، كما أنها تريد حضور أولادها إليها، لأنها انقطعت صلتها بهم ولا تعرف عنهم شيئا.
وأبدى محمد إسماعيل، عامل، من محافظة كفر الشيخ، سعادته بالإفراج عنه بعد أن قضى عامًا في سجن وادي النطرون، لتوقيعه على إيصالات أمانة، وقال: «أول حاجة عملها هحضنّ ابني وبنتي قوي، لأنهم وحشوني».
وهلل مجدي عاطف، من محافظة الغربية، فرحا بالإفراج عنه بعد قضائه 14 عاما بسجن زفتى العام، بعد أن كان محكوما عليه بالسجن 50 عامًا، لشرائه تلفيزيون وبوتوجاز وثلاجة من إحدى الشركات الدولية بقرية فاقوس، مضيفا: «بشكر رئيس الجمهورية، وعاوزه يقعد رئيس 30 سنة».
وفرحت فاطمة صبري عوض، من مدينة المنصورة، بمكافأة مدير قطاع السجون لنجلتيها أمل السيد، طالبة جامعية، وشقيقتها رحمة، بالصف السادس الابتدائي، وقالت: «أنا دخلت السجن، لأنني اشتريت جهاز لابنتي الكبرى، واضطرت لبيعه، وفشلت في تسديد قيمة إيصالات الأمانة».