مع احتدام المواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلى والمستوطنين، يستخدم الفلسطينيون كل أنواع السكاكين المتوافرة لديهم، من سكين المطبخ إلى الخنجر فى هجماتهم المتصاعدة على الإسرائيليين، لمواجهة رصاص الاحتلال وقنابله، ما يجعل هذا السلاح الأبيض ذا تأثير نفسى قوى جدًا، فضلاً عن إسقاط قتلى وجرحى بين الإسرائيليين باستخدام وسيلة بسيطة وسهل توافرها.
وتنتشر صور الأدوات التى استخدمها فلسطينيون فى هجمات الطعن، من سكين مطبخ ومفك ومقشرة الخضار، عبر وسائل التواصل الاجتماعى لدى الفلسطينيين والإسرائيليين. إذ يُسارع رجال الشرطة والشهود الموجودون فى موقع الهجمات إلى التقاط صور بهواتفهم المحمولة ثم ينشرون صورة «الأداة» المستعملة فى الهجوم.
ويقول المحلل الإسرائيلى، شاؤول كيمحى، إن السكين «أداة تستعمل كل يوم ومتوفرة لدى الجميع ولا تتطلب تدريبًا ويمكن إخفاؤها بسهولة». وأضاف أستاذ علم النفس أن «الهجوم بالسكين لا يهدف مبدئيًا إلى القتل بل للتخويف وتم تحقيق الهدف.. الإسرائيليون يشعرون بالخطر حتى لو لم يكن متناسبًا مع مستوى التهديد».
وبينما يطور الإسرائيليون وسائل لصد الهجمات، مثل منظومة القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ، كانت عمليات الطعن مفاجئة لهم، وعلى الرغم من أن هذه الهجمات ليست بجديدة، إلا أن وتيرتها متسارعة.
ونفذ فلسطينيون أكثر من 20 عملية طعن ضد إسرائيليين منذ الثالث من أكتوبر الماضى. وقالت ميرى أيسين، وهى كولونيل سابق فى الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: «إننا نتعامل مع أفراد يستخدمون أبسط أسلحة الإرهاب، ولا يمكننا مطاردة حاملى السكاكين، ولذلك ليس هناك رد أمنى على هذه الأزمة»، على حد قولها.
بينما تمتلئ شاشات التليفزيون الإسرائيلى بخبراء القتال للدفاع عن النفس الذين يأتون لتعليم المشاهدين الإسرائيليين بعض الحركات، كما أصدر جهاز الإسعاف الإسرائيلى شريط فيديو تثقيفيًا لتعليم الإسرائيليين كيف يتصدون لمن يهاجمهم، ويحذرهم من محاولة نزع السكين من جسد المطعون تجنبًا لزيادة النزيف لديه.
وعبر شبكات التواصل الاجتماعى، يتحدث الفلسطينيون عن «انتفاضة السكاكين»، بينما رحب نائب رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، إسماعيل هنية، «بأبطال السكين» فى خطبة الجمعة الأسبوع الماضى.
وكتب الشاب الفلسطينى مهند حلبى (19 عامًا) على صفحته على «فيس بوك» أنه مستعد للموت من أجل «انتفاضة ثالثة»، قبل أن يقتل إسرائيليين أحدهما جندى طعنًا بالسكين فى القدس المحتلة، بينما كتب مستخدم آخر: «أيها المحتلون، مع سكين لا يوجد صافرات إنذار لتحذيركم».