الهجوم الفاشى على فاروق الفيشاوى!

حمدي رزق الثلاثاء 13-10-2015 21:42

مش معقول كده، كده كتير قوى، هو كل واحد يفتح بقه نحط عليه، ونكتم أنفاسه، ونتهمه بالباطل، الفنان الكبير فاروق الفيشاوى قال بما يعتقد، ومن حقه، إذ فجأة قامت القيامة، إلحق فاروق الفيشاوى.. إمسك يا جدع، فين الراجل بتاع البلاغات الكيدية.

«بقين» قال بهم الفيشاوى، وعينك ما تشوف، اتهام الرجل بما ليس فيه، ولا فكر فيه، ولا خطر على قلبه، والرجل لم يخطئ فى حق الرئيس، ولم يقلل من مكانته، وأثنى على جهده، ولكنه كان يفضل رئيسا مدنيا، هل أخطأ فى البخارى كما أخطأ إسلام بحيرى؟.. أخشى أن يرفع أحدهم قضية ازدراء سياسى على الفيشاوى!!.

الرئيس السيسى يفتخر بتاريخه العسكرى، ولم يتنكر لمشواره العسكرى، وارتدى البدلة العسكرية فى افتتاح قناة السويس تحية للجيش المصرى، وهو رئيس من أصول عسكرية، ونحن من طلبنا منه الترشح «وكمّل جميلك».. ولم يتأخر عن تلبية النداء، لا هو كذب علينا ولا نحن كذبنا على أنفسنا.

والحديث عن الوجه المدنى للسيسى فى طور الاكتمال، والفصل بين مؤسسة الرئاسة والقوات المسلحة يتشكل حثيثاً على الأرض، لماذا إذن هذا الهجوم الفاشى على الفيشاوى؟.. طريقة «إنت بتقول عز، يبقى انت اللى قتلت باباى» لا تستقيم، ومن يقول «بم» على قلبه و«زم» وطلع روحه، حاجة تطلع الروح.

لا الفيشاوى أهان الرئيس ولا قدح فى المؤسسة العسكرية، بالعكس أبدى احتراما، هو فيه عاقل يغمز فى جانب جيشه سوى الإخوان المجرمين والتابعين ومن لف لفهم، الفيشاوى ليس من جماعة «يسقط يسقط حكم العسكر»، لكنه مواطن مأزوم فى وطن مأزوم، مثلى ومثلك، ومثلنا كلنا، حتى الرئيس مأزوم، ومطحون بين الضغوط الدولية والضغوط المحلية، وإجرام الإخوان، وخبث السلفيين، وجشع التجار، وملاعيب رجال الأعمال، والفساد، قلب الشجرة سوّس.

من حق الفيشاوى أن يفضفض ويتحدث، ومن حقك تعقب وترفض، ولكن «روح للإخوان أحسن» صارت أسطوانة مشروخة، لا خير فينا إن التزمنا جميعا الصمت، ثم ماذا قال الفيشاوى أكثر مما يقوله طائفة من المحبين للرئيس ناهيك عن المعارضين، وما هى الأرضية التى ينطلق منها الفيشاوى ناقدا؟

الفيشاوى لم يعصر على نفسه ليمون، ولم يقف وراء مرسى فى فيرمونت، بالعكس وقف فى قلب 30 يونيو، وتأييده لحمدين صباحى لا يدينه، كما أنت وأنا نؤيد السيسى، من حق الفيشاوى أن يؤيد من يعتقد بصلاحه، ويتمناه رئيساً.

البحث فى خلفيات الفيشاوى، وضمه إلى القائمة السوداء فيسبوكياً، هذا لن يجدى نفعا، الوطن صدره أرحب ممن يضيقون، والرئيس ربما يسمع المعارضين على أرضية وطنية أكثر من المصفقين على طول الخط، ورب كلمة من معارض أبرك من عشرة من محب.

للأسف عين الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة ٌ وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدى المَسَاوِيَا.. دعك من عين السخط التى تبدى المساويا، عين إخوانية، صدق عين الرضا ألا تكل عن رصد كل عيب رغبة فى الإصلاح، الفيشاوى ينعى غيبة المستشارين المدنيين للرئيس، لم يأت بجديد، أليس هذا ما يقال كثيرا فى المقالات والفضائيات، لماذا الوقوف للفيشاوى ع الواحدة؟!

تهجير الكل كليلة من المجال العام، خوفا من التخوين، وطمعا وإيثارا للسلامة، وتغليب الصوت الواحد، ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة يعجزنا عن رؤية جادة الطريق، الرئيس فى حاجة إلى أن يسمع أصواتا مختلفة، لماذا يضيق صدر نفر من المؤيدين بما لا يضيق به صدر الرئيس، فاروق الفيشاوى دخل الاستديو مصريا خرج مشلوحا، هذا ضرب من الجنون الذى استولى على العقول!!.