جيهان السادات وعلى سالم

صلاح منتصر الأحد 11-10-2015 21:19

رفع المهندس صلاح دياب، رجل الأعمال وناشر صحيفة «المصرى اليوم»، تليفونه ليسمع من يقول له: جيهان هانم السادات على التليفون. بعد ثوان جاءه صوتها يعبر عن أسفها الشديد لأنها لم تعرف إلا مؤخراً وفاة الكاتب على سالم، أحد أعمدة الفكر والكتابة فى صحيفة «المصرى اليوم»، وتطلب منه أن يساعدها لزيارة أسرته.

ارتجّ على صلاح فهو يعرف صعوبة الطريق إلى بيت على سالم فى منطقة اسمها «ميت عقبة» والأصعب البيت نفسه مكاناً وتواضعاً، فالشقة فى الدور الثالث ولكن المصعد لا يتوقف فى الدور وعلى من يقصده أن يأخذ المصعد للرابع وينزل دوراً ليجد شقة متواضعة تعكس نزاهة صاحبها الذى حرموه من راتبه ومعاشه لتمسكه بمبدئه وإصراره على رأيه، رغم أن جهة حرمانه من استحقاقاته أساسها الدفاع عن حرية الرأى!

بسرعة حاول صلاح دياب إثناء السيدة جيهان عن زيارة بيت على، ثم لما وجد حرجاً أحال الأمر إلى الفنان التشكيلى وجيه وهبة، صديق على سالم، ورفيقه فى السنوات الخمس الأخيرة، وقد حاول وجيه توضيح الموقف بصورة أكثر صراحة ليجد السيدة جيهان تقول له بحسم: لما يكون فى عشة فى آخر الدنيا لازم أزور أسرته.

فى الحادية عشرة صباح يوم الجمعة الماضى، كانت هناك ومعها بناتها الثلاث وقد قالت وهى تقدمهن إلى بنات على سالم «هانيا وإيمان ومنى» إنها أرادت أولاً أن تعرف بناتها قيمة الرجل الذى افتقدناه، وأن الإنسان ليس بثروته وإنما بفكره ومبادئه. وإنها أيضاً أرادت أن تقدم بناتها لبنات الفقيد باعتبارهن أخوات لهن.

وقالت السيدة جيهان إنها كانت تتابع كتابات على سالم وإنها تشعر اليوم بالندم لأنها لم تتعرف على الفقيد فى حياته ولم تتصل به، وقد كان نموذجاً للكاتب الذى يحترم مبادئه ولم يتخل عنها يوماً رغم أنه لو فعل لصنع ثروة مادية، وإنها ستحاول تعويض ذلك عن طريق بنات الفقيد اللاتى أعطتهن أرقامها الخاصة للاتصال فى أى وقت.

يقال إن سيرة الإنسان لا تنقطع بوفاته، وإنما فى بعض الأحيان تكون أعظم وأكثر أثراً!

نقلاً عن جريدة الأهرام