لا شك أن الإصابة التي تعرض لها محمود حسن تريزيجيه، أثناء معسكر المنتخب المصري بالإمارات بخلع في الكتف، والتي من المقرر أن تُبعده عن الملاعب لمدة 6 أسابيع على الأقل، قد أتت في وقت غير مناسب على الإطلاق للاعب المعار من الأهلي منذ بداية الموسم الحالي، لمدة عام على سبيل الإعارة، لنادي أندرلخت البلجيكي، خاصة أن اللاعب يعاني بالفعل من عدد من المشاكل خلال الفترة الحالية مع فريقه الحالي.
ومنذ انتقاله إلى أندرلخت والمصائب تتوالى على تريزيجيه، حيث بدأ الأمر بنشر صورة قام فيها بحجب مشجعات للنادي البلجيكي، وهو ما اعتبرته جمعيات حقوق المرأة والإنسان في بلجيكا بمثابة نوع من أنواع العنصرية، وطالبت بفرض غرامة على اللاعب وقيام النادي بطرده على الفور، بل ووصل الأمر إلى قيام البعض بالدعوة إلى ضرورة حبس اللاعب لسنة على الأقل، ولم تكفِ اعتذارات اللاعب وتأكيده على حُسن نيته بإنهاء هذه الأقاويل.
ولكن أندرلخت سعى لإنهاء هذه الأزمة سريعًا، وقام بتكوين حملة «لا للتمييز بين الجنسين»، وقام بجعل تريزيجيه الواجهة الأساسية لهذه الحملة، على أمل القضاء على هذه المطالبات، كما قام بتسوية الأمر مع جمعيات حقوق المرأة في بلجيكا، لتنتهي هذه المسألة بشكل شبه نهائي.
ولكن ظهرت على الفور مشكلة أخرى، حيث لم يقم الألباني بيشنك هاسي، المدير الفني لأندرلخت، بالاستعانة بتريزيجيه في أي من مباريات الفريق خلال أي بطولة من البطولات، على الرغم من إشادته بمستواه أثناء مشاركته في إحدى المباريات الودية، حيث ظهرت العديد من الشائعات التي تدعي بأن «هاسي» لا يستعين بتريزيجيه بسبب المشكلة التي افتعلها مع جمعيات حقوق المرأة، وأنه ربما ينتظر اختفاء المشكلة وهدوء الأوضاع بشكل نهائي من أجل إشراك اللاعب مع الفريق، ولكن هذا أيضًا لم يحدث حتى الآن.
ولكن الأمر لم ينتهِ عند ذلك بالنسبة لتريزيجيه، فحينما قرر الأرجنتيني هيكتور كوبر، المدير الفني لمنتخب مصر، استدعاء اللاعب للمشاركة مع المنتخب في المباراتين الوديتين أمام السنغال وزامبيا، على الرغم من عدم مشاركته مع فريقه من الأساس، بدا هذا الأمر بمثابة بداية جديدة للاعب ومن أجل إثبات نفسه لـ«هاسي» وأحقيته بالمشاركة مع أندرلخت خلال الفترة المقبلة، ولكن عاودته الإصابة اللعينة من جديد، عندما تعرض لخلع في الكتف أثناء مرانه مع المنتخب، ليتم الإعلان عن غيابه لمدة 6 أسابيع على الأقل، ما يعني عودة اللاعب إلى فريقه البلجيكي في بداية ديسمبر المقبل على أقل تقدير.
تواصلت المشاكل بالنسبة لتريزيجيه، ولكن هذه المناسبة على مستوى عائلته، حيث سمع بنبأ مرض والدته بعدما سمعت بخبر إصابته، ليقرر اللاعب العودة إلى مصر سريعًا من أجل الاطمئنان عليها، ثم العودة إلى بلجيكا، السبت.
ولكن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن، حيث رفضت الجهات الأمنية سفر اللاعب نتيجة عدم ثبوت موقفه من التجنيد، وهو ما استدعى سفر شقيقه إلى بلجيكا من أجل توضيح الموقف لنادي أندرلخت، الذي طلب من تريزيجيه العودة فورًا إلى بلجيكا من أجل استكمال عملية علاجه مع فريقه.
ووفقًا لما ذكرته الجرائد البلجيكية، فإن أندرلخت ينتظر عودة اللاعب، الأحد، بعد أن ينتهي من حل مشكلته مع التجنيد.
ولاشك أن جميع هذه المشاكل سوف تؤثر على مسيرة اللاعب في أوروبا، التي مازالت في بدايتها، خلال الفترة المقبلة، خاصة أن أندرلخت والصحف البلجيكية لا يبدون مسرورين للغاية بوضع اللاعب الحالي، وهو ما قد يعجل بعودة اللاعب إلى الأهلي في يناير المقبل أو بمجرد انتهاء الموسم الحالي على أقصى تقدير.