اشتعلت الأوضاع الأمنية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، أمس، وأطلق الفلسطينيون ما يُمكن وصفه بـ«انتفاضة السكاكين» وشنوا عدة هجمات طعن ضد المستوطنين المتطرفين وجنود الاحتلال، الذى أطلق العنان لقواته بإطلاق الرصاص الحى والمطاطى والغاز المسيل للدموع على المحتجين، مما أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين، فى تطور وصفته حركة «حماس» بأنه انتفاضة فلسطينية جديدة. واستُشهد شاب فلسطينى، أمس، برصاص الاحتلال بعد أن طعن شرطياً إسرائيلياً فأصابه بجروح عند مدخل مستوطنة كريات أربع فى الخليل، وأصيب فتى يهودى، أمس، بجروح طفيفة فى عملية طعن جديدة فى القدس، واعتقل الاحتلال المهاجم، وأصيبت شابة فلسطينية، أمس، بالرصاص حاولت طعن حارس فى مدخل محطة الحافلات فى مدينة العفولة شمال إسرائيل، وطعن يهودى 4 أشخاص، بينهم 2 من عرب 48، وفلسطينيان اثنان فى مدينة ديمونا جنوب إسرائيل.
واندلعت مواجهات واسعة بين مئات الفلسطينيين وقوات الاحتلال فى عدة مدن احتجاجاً على الإجراءات القمعية الإسرائيلية والقيود المفروضة على المصلين بالمسجد الأقصى، أسفرت خلال الـ24 ساعة الماضية عن إصابة 351 فلسطينياً، مما يرفع إجمالى الإصابات منذ أسبوع إلى 1640 مصابا.
وخرجت مسيرات واسعة فى قطاع غزة تضامناً مع الضفة والقدس المحتلة، واندلعت مواجهات دامية بين الفلسطينيين والاحتلال قرب الحدود فى منطقة الشجاعية وشرق خان يونس، ورد الاحتلال على المحتجين بإطلاق الرصاص مباشرة، مما أسفر عن استشهاد 6 فلسطينيين هم 5 شبان وطفل، وإصابة 25 آخرين.
واعتبر نائب رئيس المكتب السياسى لـ«حماس»، إسماعيل هنية، أن المواجهات مع الاحتلال فى الضفة والقدس «انتفاضة» فلسطينية جديدة. وحث هنية فى خطبة الجمعة فى غزة على تصعيد المواجهة مع إسرائيل «لأن الانتفاضة هى الطريق الأوحد نحو التحرير». وحيا هنية «أبطال السكاكين والعمليات الفردية»، وقال، نقف «بكل احترام للنماذج الفردية التى تصنع تاريخاً من البطولات، أفراداً وشباناً يدافعون عن القدس والمسجد الأقصى وينتقمون لعائلات دوابشة وأبوخضير وغزة».
وقال المتحدث باسم الوزارة، المستشار أحمد أبوزيد، فى بيان صحفى «إن وزير الخارجية سامح شكرى أجرى اتصالًا هاتفًيا، مساء الخميس، مع نظيره الأردنى ناصر جودة، للتشاور والتباحث حول الأوضاع المتدهورة فى القدس الشرقية والضفة الغربية». وأوضح أن «الجانبين ناقشا الأسلوب الأمثل للتعامل مع الأحداث واحتواء تداعياتها على الصعيدين السياسى والأمنى».