2 مليون جنيه جوائز و18 دولة عربية و672 عملاً تنقسم إلى 187 عملاً إذاعيًا و485 عملاً تليفزيونيًا و83 محكمًا عربيًا و88 محكمًا مصريًا يشكلون معًا 23 لجنة تحكيم، 14 منها لتحكيم الأعمال التليفزيونية و8 لتحكيم الأعمال الإذاعية. أرقام تؤكد بما لايدع مجالاً للشك أهمية مهرجان القاهرة للإعلام العربى والدور الذى ينبغى أن يلعبه فى الارتقاء بالإعلام المصرى خصوصا، والإعلام العربى عمومًا.
وعلى الرغم من أهمية ذلك المهرجان إلا أن هناك العديد من السلبيات تحيط بعملية تنظيمه، وهو ما قد يعوقه فى تحقيق أهدافه التى أنشئ من أجلها، وبالإضافة لذلك قرر عدد من صناع الدراما مقاطعة المهرجان اعتراضًا على عدة أمور تتعلق بتنظيمه. «المصرى اليوم» تنشر بعض السلبيات التى تم رصدها، وكذلك آراء المقاطعين للمهرجان، كما حرصنا على نشر ردود إدارة المهرجان على كل ما سبق.
غموض فى «المسائل المالية» و«تسكين الضيوف».. وتقديم موعد حفل الختام.. وشباب ينافسون شيوخاً فى مسابقة «نجيب محفوظ»
تنطلق اليوم فعاليات الدورة الرابعة عشرة لمهرجان القاهرة للإعلام العربى الذى بدأ التحضير له منذ أكثر من شهرين، ورغم ذلك يعانى من العديد من السلبيات التى قد تفقده مضمونه والهدف الذى يفترض أنه يسعى إليه.
الأرقام تؤكد أن 672 عملاً منوعا »485 عملاً تليفزيونياً و 187 عملاً إذاعياً« تشارك فى المهرجان هذا العام، وتم تحصيل 450 دولاراً عن كل عمل يشارك فى المهرجان بالإضافة إلى المبالغ التى تحصلها إدارة المهرجان من رسوم حجز الأجنحة فى السوق الملحقة بالمهرجان ورسوم الحجز فى المعرض الملحق بالمهرجان أيضاً والتى تصل 120 دولاراً للمتر الواحد، وبرغم كل هذا إلا أن رئيس المهرجان نفسه لا يعرف رقم الميزانية التقديرية للمهرجان ـ حسب تصريحاته فى المؤتمر الصحفى الذى أقامه أمس الأول ـ كما لا يعرف حجم التكاليف والإيرادات على وجه التحديد.
الغموض ليس فقط فى المسائل المالية المتعلقة بالمهرجان بل فى مسألة تسكين الضيوف، ففى حين تم تسكين بعضهم فى فندق »هيلتون دريم« تم تسكين البعض الآخر فى فندق »موفنبيك« فى محافظة 6 أكتوبر، وتم تسكين فريق ثالث فى أحد فنادق القاهرة.
وعلى الرغم من أن لائحة المهرجان تنص على ألا يزيد عدد الندوات على 3 خلال فترة المهرجان، إلا أن عبداللطيف المناوى أمين الإعلام والصحافة والندوات فى المهرجان قرر عمل 6 ندوات بما يخالف اللائحة، واللافت للنظر أن المحاور الأساسية للندوات الست كان من الممكن اختزالها فى 3 فقط نظراً لتشابهها.
وأثناء اختيار الأعمال المشاركة فى المسابقات الإذاعية بالمهرجان حدثت ملابسات عدة بخصوص عدة أعمال كان من المتوقع مشاركتها فى حين أن المسؤولين عن اختيار أعمال الإذاعة قرروا إقصاءها عن المشاركة بالمهرجان لأسباب غير مفهومة، ومن الأعمال التى تم إقصاؤها مسلسل »قلب برىء« للكاتبة منى رجب ومسلسل »يا محنى ديل العصفورة« للكاتب أسامة أنور عكاشة، وبعد استبعادهما تقرر ضمهما من جديد للمسابقة الإذاعية مما أوحى بأن صناع تلك الأعمال قاموا بالضغط على إدارة المهرجان من أجل تلبية مطالبهم وضم أعمالهم للمسابقة، والأمر فى النهاية يعد سلبية تحسب على المهرجان الذى لم تعلن إدارته بشكل واضح عن الأعمال المشاركة والأعمال المستبعدة.
وعلى الرغم من تأكيدات رئيس المهرجان بأنه قام بتغيير عدد كبير من النقاد الذين يشاركون فى لجان تحكيم المهرجان إلا أنه من الملاحظ تكرار أكثر من 50 اسماً من بين 88 محكماً مصرياً يشاركون فى لجان التحكيم هذا العام مع 83 محكماً عربياً.
التسابق على جائزة نجيب محفوظ لم يكن بعيداً عن هذا الجو المرتبك، حيث لوحظ دخول مؤلفين شباب فى حلبة منافسة مع مؤلفين تجاوزوا السبعين عاماً مما يعنى أنها ستكون منافسة ظالمة، لأن لجنة التحكيم ستضع فى اعتباراتها التاريخ والخبرة اللتين يتمتع بهما المؤلف كبير السن، وسيكون هذا على حساب فرصة المؤلف الشاب فى الفوز بالجائزة!!
وبالإضافة لكل ما سبق قررت إدارة المهرجان هذا العام إلغاء النظام الذى اتبعته العام الماضى بخصوص مسابقة المسلسلات التليفزيونية والتى كانت مسابقة واحدة، ثم تم تقسيمها هذا العام إلى 3 مسابقات للعمل التاريخى والكوميدى والاجتماعى، وهو التقسيم نفسه الذى كان متبعاً فى كل الدورات الماضية باستثناء العام الماضي!
ومن أجل سفر أنس الفقى، وزير الأعلام، قرر أحمد أنيس، رئيس المهرجان، إلغاء يوم كامل من الفعاليات وهو اليوم الأخير بحيث يقام حفل الختام يوم 15 أى قبل سفر الوزير حتى يتسنى له تسليم الجوائز على الرغم من أن هذا يخالف أعراف كل مهرجانات العالم التى تحترم مواعيدها ولا تقوم بتعديلها لتتماشى مع ظروف أى شخص، حتى لو كان ذلك الشخص هو وزير الإعلام.
إدارة المهرجان
ردا على السلبيات التى رصدتها «المصرى اليوم» بخصوص عملية تنظيم الدورة الرابعة عشرة لمهرجان القاهرة للإعلام العربى أكد إبراهيم العقباوى أمين عام المهرجان أن عملية تسكين الضيوف لا تخضع لمنطق «الخيار والفقوس» وأن إدارة المهرجان قامت بالحجز فى 6 فنادق كلها على نفس الدرجة «5 نجوم».
وأوضح: كنا نتمنى أن يتم الحجز فى فندق واحد لكن مع الأسف لم نجد فندقاً فارغاً بالكامل حتى نحجزه كله للمهرجان، وأقرب فندق للمدينة هو فندق «موفينبيك» الذى تصل طاقته إلى 400 سرير ورغم ذلك لم نجد به أماكن فارغة سوى 90 غرفة فقط فاضطررنا إلى الحجز فى أربعة فنادق أخرى بمدينة 6 أكتوبر كما حجزنا بفندق آخر يقع فى القاهرة، وتم تخصيصه لضيوف الندوات.
وعن زيادة عدد الندوات على 3 ندوات بما يخالف لائحة المهرجان أكد عبداللطيف المناوى المسؤول عن تنظيم الندوات أن لائحة المهرجان لا تمنع أن يزيد عدد الندوات على 3 ندوات وإنما نصت على أن تكون الندوات خلال 3 أيام فقط، وقد التزمنا بهذا وقررنا عمل 6 ندوات موزعة على 3 أيام طبقاً للائحة، ومن ير أننى مخالف فليحاسبنى!
وعن الغموض الذى يحيط بالمسائل المالية قال أحمد أنيس رئيس المهرجان: لا نستطيع تحديد مبالغ محددة كتكاليف للمهرجان لأن الإنفاق لايزال مستمراً كما أنه من الصعب تحديد حجم الإيراد لأن هذا يخضع لعمليات تسويق فى السوق الملحقة بالمهرجان، ولا نستطيع التنبؤ بها قبل حدوثها، وكل الأرقام ستكون جاهزة بعد انتهاء المهرجان، لكن بصفة عامة تحرص إدارة المهرجان على تقليل النفقات وتعظيم الإيرادات قدر المستطاع.
ورداً على إبلاغ المكرمين فى موعد متأخر قال أنيس: هذه الضجة سببها تصريح من الإعلامية ملك إسماعيل وأعتقد أنه سوء تفاهم والحقيقة أننا أبلغناها رسمياً بتكريمها قبل موعد انعقاد المهرجان بفترة، وأكدت لنا أنها ستحضر ومعها زوجها وأبناؤها.
وعن تقديم موعد حفل الختام يوماً كاملاً قال أنيس: اضطررنا لذلك لسفر وزير الإعلام الذى يحرص على تسليم الجوائز بنفسه وهذا لم يؤثر على فعاليات المهرجان ولكن كثفناها حتى يستوعب يوم 15 نوفمبر حفل الختام.
المقاطعون: الجوائز تمنح وفقاً لقاعدة واحدة.. «الترضية»
سلبيات مهرجان الإعلام العربى لم تقف عند حد التنديد به والشكوى من كثرة مشاكله، لكنها تعدت ذلك ووصلت إلى مرحلة الانسحابات فأكثر من اعتذار قدمه كبار صناع الدراما المصرية عن عدم المشاركة فى الفعاليات، لأنهم تأكدوا - حسب كلامهم - من أن المجاملات تسيطر على لجان المشاهدة والتحكيم، ومن ثم لا تذهب الجوائز إلى مستحقيها.
الكاتب أسامة أنور عكاشة أكد أنه لا توجد أى قواعد أو معايير يتم على أساسها اختيار الأعمال المشاركة فى مهرجان الإعلام العربى فاختيار أو استبعاد الأعمال يتم حسب الأهواء الشخصية للقائمين على المهرجان، وقال: لا أعرف حتى الآن سبب استبعاد مسلسلى الإذاعى «يا محنى ديل العصفورة»، فقد تم اختياره، وفجأة رجعوا فى قرارهم، ولهذا لا يوجد أى تنظيم فى المهرجان، فما هو إلا مهزلة تحدث كل عام، وليس لها تأثير فعال على مستوى الدراما المصرية التى يتدنى مستواها من عام إلى آخر، ويجب أولاً قبل أن ننظم مهرجاناً أن نهتم بتطوير مستوى الأعمال التليفزيونية التى ننتجها.
وقال «عكاشة»: إن لجنة المشاهدة فى المهرجان لا يؤخذ برأيها وأمانة المهرجان هى التى تتدخل فى كل كبيرة وصغيرة فى المهرجان، ولذلك ظهرت المجاملات والمهازل لدرجة أن المهرجان تحول إلى حفل يقام سنوياً، ويتم استضافة الفنانين العرب فيه، وتوزيع «ملبس عليهم» والنتيجة - حسب قول عكاشة - أننا ننفق ملايين الجنيهات سنوياً على مهرجان لا يسمن ولا يغنى من جوع فى الوقت الذى يعانى فيه الكثير من الشعب المصرى من صعوبة الحصول على رغيف العيش.
وأضاف «عكاشة»: الغريب أن إدارة المهرجان تعطى كل الدول العربية جوائز، قد تكون جائزة تأليف أو إخراج أو تمثيل أو إنتاج إلخ، المهم ألا تخرج أى دولة مشاركة من مصر إلا بعد حصولها على جائزة، ولذلك فالمهرجان يعمل بمنطق «منزعلش حد مننا حتى لا يقاطعوا المهرجان»، وهو الأمر الذى لا يوجد فى أى مهرجان فى العالم ولذلك فقد مصداقيته، مشيراً إلى أن الأمر غير مقصور على الإخوة العرب، الذين تم تغيير اسم المهرجان من أجل إرضائهم، فقد تم تنظيم المهرجان طوال 13 سنة باسم مهرجان الإذاعة والتليفزيون ثم أصبح مهرجان القاهرة للإعلام العربى.
وأكد «عكاشة» أن هناك مهازل أخرى تحدث فى تقسيم جوائز المهرجان، فبسبب تولى إبراهيم العقباوى منصب أمين عام المهرجان لابد أن تحصل أعمال شركة «صوت القاهرة» على عدد من الجوائز، وبسبب تولى راوية بياض مسؤولية رئاسة اللجنة الفنية بالمهرجان لابد أيضاً أن تحصل الأعمال التى أنتجها قطاع الإنتاج على عدد من الجوائز والأمر نفسه ينطبق على مدينة الإنتاج الإعلامى بصرف النظر عن مستوى الأعمال، التى تنتجها تلك الهيئات وبالتأكيد فإن الجوائز التى تحصلها عليها الدول العربية تأتى على حساب الأعمال الجيدة المشاركة بالمهرجان، وبالتالى بُنى المهرجان على المجاملة والمحسوبية، واقترح «عكاشة» أن يحول اسمه إلى «مهرجان التهريج العربى».
وقال: من الغريب أيضاً أن يتم تقسيم مسابقة المسلسلات التليفزيونية إلى ثلاث مسابقات، وهى: التاريخى والاجتماعى والكوميدى وكل واحدة منها لها جوائزها الخاصة، ولا يوجد أى سبب فى هذا التقسيم وزيادة عدد المسابقات إلا زيادة عدد الجوائز، وبالتالى يكسب الكل «علشان ماحدش يزعل مننا» خاصة أنه لا يوجد أى سبب وراء هذا التقسيم لأن الأعمال الدرامية واحدة ولا يوجد فرق بين التاريخى والاجتماعى وغيره، ولذلك يجب على أنس الفقى، وزير الإعلام، تشكيل هيئة خاصة من النقاد والمبدعين على درجة كبيرة من الثقة والخبرة، لتتولى مهام المهرجان ولإعادة تنظيمه حتى يبعد تماماً عن المجاملة والمحسوبية بدلاً من الاعتماد على مسؤولى ماسبيرو وبعض الصحفيين.
المؤلف يسرى الجندى أكد أنه طوال الدورات الماضية لمهرجان الإعلام العربى لم يتم التوقف والنظر فى أخطائه ومراجعة سلبياته، حتى يتم إعادة تنظيمه ليستمر فى تحقيق أهدافه التى نشأ من أجلها وبالتالى أصبح هناك خلل فى أساس المهرجان، وهدفه والنتائج التى يرمى لها.
وأضاف: هناك عدم رضا تام على مستوى لجان تحكيم المهرجان ونتائجها، ولا أقصد بذلك عداء أو محاربة المهرجان، فنحن أكثر حرصاً على استمراره من القائمين عليه، وسبق لى أن حصلت على 8 جوائز من هذا المهرجان غير راض عنها، نظراً لما أشاهده من سلبيات فى المهرجان كل عام، ولذلك انسحبت هذا العام من المشاركة بجائزة التأليف فى مسلسل «نسيم الروح»
وكذلك انسحبت شركة إنتاج مسلسل «ناصر» عن المشاركة به رداً على حجب المسلسل من العرض على التليفزيون المصرى، فإدارة المهرجان ليس لديها استعداد لتجديده وتطويره ووزير الثقافة سبق أن شكل لجنة برئاسة فوزى فهمى بعضوية ومحفوظ عبدالرحمن ومحمد صفاء عامر وأسامة أنور عكاشة وفتحية العسال وممدوح الليثى ولم يأخذ بها، واللجنة تناقشت فى أربعة محاور، محورها الأخير كان يناقش سلبيات المهرجان، ووضع كل منا بحثاً لتطويره
وكان المفترض تطبيقها فى فعاليات هذه الدورة، ولم ينظر إلى الجهد الذى بذلناه رغم أن اللجنة شكلت بقرار من الوزير، فلماذا شكل الوزير هذه اللجنة طالما أنه لم يتم الأخذ برأيها؟ رغم أن طلباتها لم تكن صعبة حتى يتجاهلها المسؤولون والخطير أن دول الخليج ستفعل فى الدراما، مثلما فعلت فى السينما، وستبدأ فى إنشاء مهرجانات خاصة بالأعمال التليفزيونية، وستكون خطراً حقيقياً على مهرجاننا.
المنتج محمد فوزى أكد أنه قاطع المهرجان ورفض المشاركة بمسلسل «الدالى»، لأن لجان التحكيم فى المهرجان لها اعتبارات أخرى فى اختيار الأعمال الفائزة دون النظر إلى طبيعة العمل الفنى.
وقال: تعرضت لظلم شديد فى الدورة الماضية، بسبب عدم حصول الجزء الأول من مسلسل «الدالى» على أى جائزة رغم النجاح الكبير الذى حققه، وأيقنت أن الجوائز ليس لها علاقة بطبيعة العمل المنتج فكيف لا يأخذ نور الشريف جائزة عن هذا العمل؟! مشيراً إلى أن لجنة تحكيم المهرجان فسرت عدم حصول المسلسل على جائزة بأن نور الشريف سبق أن حصل على جائزة أفضل ممثل فى الدورات السابقة،
وأضاف: بسبب عدم وجود شفافية فى أعمال اللجنة اعتذر الكاتب محفوظ عبدالرحمن عن استكمال عمله فى رئاسة لجنة التحكيم العام الماضى بعدما رفض منح جوائز لغير مستحقيها، كما أن سلبيات المهرجان حرمت الكثيرين من المشاركة مما أثر على هدفه وأعمال القطاع الخاص وأعمالى تحديداً لم تأخد حقها فى الجوائز نظراً لالتهام القطاعات الحكومية معظم الجوائز كنوع من المجاملة.