تحل الذكرى الـ42 لانتصار أكتوبر العظيم فى الوقت الذى تخوض فيه مصر عدة حروب متزامنة، حيث تحارب الإرهاب، وتحارب من أجل إنقاذ اقتصادها المتآكل على مدار السنوات الخمس الأخيرة، وتحارب من أجل استعادة مكانتها فى منطقة تعج بالأحداث العاصفة والمنحنيات الحادة، وتحارب من أجل مستقبل أفضل فى شتى مناحى الحياة. وتستلزم كل هذه الحروب استحضار روح «أكتوبر» لاكتساب دفعة معنوية وفكرية قوية تحقق النصر الحاسم والسريع لمصر على كافة الجبهات. لذلك تنفرد «المصرى اليوم» بعرض أحدث كتاب إسرائيلى صادر عن حرب أكتوبر، يتناول عظمة مصر ودور الرئيس الراحل محمد أنور السادات فى هذا الانتصار الذى ما زال يدوى فى أرجاء إسرائيل منذ ذلك الحين.
يحمل الكتاب عنوان «جهاد السادات»، وهو من تأليف المؤرخ الإسرائيلى شمعون ميندس، الذى تنبع أهميته من أنه كان ضابطا بالاستخبارات العسكرية الإسرائيلية خلال الحرب.
يرى المؤرخ الإسرائيلى شمعون ميندس أن الرئيس محمد أنور السادات لم يبرز بعد ثورة يوليو 1952 احتراما لزعامة جمال عبدالناصر، بعد أن حال السجن بين السادات واستكمال مسيرته فى قيادة «الضباط الأحرار».
ويقول إن السادات تبنى سلوك قيصر روما الرابع، تيبريوس كلاوديوس نيرو (42 ق.م – 37 م)، الذى يوصف بأنه أجدر حاكم للإمبراطورية الرومانية واشتهر بدهائه وتواضعه وحبه لجنوده.
ولفت إلى أن السادات لم يطلب منصبا لنفسه يوما من عبدالناصر، وكان يقول له: «كلفنى أنت بمهام وأنا أنفذها». وأشار إلى أن عبدالناصر حين سئل عمن سيخلفه فى الحكم، قال: «السادات، لأنه السياسى الوحيد بين كل أصدقائى». وأضاف أن عبدالناصر لم يكن يذهب إلى منزل أى من أصدقائه أو أى من أعضاء مجلس قيادة الثورة، باستثناء منزل السادات فقط.
وعقب توليه رئاسة مصر فاجأ السادات خصومه فى لعبة مراكز القوى بتوجيه ضربات قوية لهم تحت لافتة ما وصفه بـ«سياسة الصدمات الكهربائية»، حتى تخلص منهم واحدا تلو الآخر. وأكد أن الرئيس الراحل كان يرى أن الله كلفه بإخراج مصر من أزماتها.
ويقر المؤرخ الإسرائيلى أن السادات كان يشبه رئيس الوزراء البريطانى وينستون تشرشل، بخروجه إلى حرب عادلة، حاملا خطة مرتبة ومنظمة تؤكد أن لهذه الحرب أهدافا سياسية، على رأسها استعادة كرامة مصر وتحرير أرضها المحتلة. ويقول ميندس إن السادات كان يؤمن فى قرارة نفسه بأن الله معه فى كل خطواته، لأنه كان إنسانا متدينا، وكان يرى نفسه زعيما إسلاميا قادرا على توحيد العالم العربى فى أوقات الأزمات وتحت قيادة مصر.
وأضاف أن السادات فى بداية حكمه كان بنظر الجميع شخصا باهتا، مجهول التاريخ والهوية، وكان يشبه فى ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلى ليفى أشكول فى مايو 1967، والذى كان الشعب يسخر منه ولم يحظ بثقة قادة الجيش الإسرائيلى، حتى نفذوا ما يشبه انقلابا عسكريا عليه.
وقال إن السادات كان مشهورا بأنه «ييس مان»، أى الرجل الذى يقول «نعم» على كل قرارات عبد الناصر، فضلا عن خلفيته القروية وشخصيته التى بدت خانعة جعلت إسرائيل لا تأخذ تهديداته بالحرب فى سنواته الأولى على محمل الجدية، حيث بدا فى لهجته رجلا مسالما لن يذهب للقتال أبدا، وكانت النتيجة أن كل ذلك عزز جهود السادات فى خطة الخداع الاستراتيجى التى نفذها ضد إسرائيل، بل والعالم كله خلال فترة ما قبل حرب أكتوبر.
وقال إن السادات درس إسرائيل جيدا، بل تلقى دروسا خصوصية فيها، من الناحيتين السياسية والعسكرية، وكان يرى أن شغله لمنصب الرئيس جاء لاستعادة الكرامة المصرية والأرض المحتلة، فأراد أن يكون القائد للعملية برمتها، وأن تكون المبادرة دوما بيده.
ويصف ميندس الرئيس السادات بأنه «كزعيم كان ذئبا منفردا، وفنانا متخصصا فى المفاجآت يجيد الصعقات الكهربائية». ويقول إن الرئيس لم يكن يشرك أحدا فى قراراته الصعبة، معتبرا أن ذلك كان «ميزة السادات» وسر تفوقه.
وأوضح أن السادات نفذ سياسة المفاجأة فى السلم كما فى الحرب، وأن زيارته للقدس فى نوفمبر 1977 صعقت إسرائيل بقياداتها السياسية والعسكرية والاستخباراتية، وكما أدت الحرب إلى تغيير مكانته فى مصر وفى الشرق الأوسط، بل وفى العالم كله، كان لخطابه فى الكنيست نفس الأثر وحقق له إنجازات دبلوماسية ضخمة، أسفرت عن تقديم إسرائيل تنازلات لم تكن تتخيل أنها ستضطر لتقديمها.
ولأن السادات كان شخصا مؤمنا مخلصا، كان يوقن بأن قضية مصر هى قضية كل العرب ونجح بالفعل فى تحويلها إلى قضية العرب أجمعين، عبر ايفاده ثلاثة مهندسين إلى دول الخليج العربى، وهم: مصطفى خليل، الذى أصبح رئيس الوزراء لاحقا، وصديقه الشخصى سيد مرعى، بالإضافة إلى الدكتور أشرف مروان، الذى يصفه المؤلف الإسرائيلى بأنه كان أقرب المقربين من الرئيس رسميا وعائليا. ويلفت إلى أن مروان كانت له علاقات خاصة ووطيدة مع رئيس الوزراء الليبى عبد السلام جلود، والملياردير السعودى كمال أدهم الذى كان شقيق زوجة الملك السعودى.
وقدم مروان فى هذا السياق ومن خلال علاقاته مع المسؤولين والشخصيات العربية النافذة خدمات دفعت السادات للقول إن «أشرف مروان قدم خدمات جليلة لمصر، أنا بجلالة قدرى لا أستطيع القيام بها». وبفضل علاقاته الشخصية نجح مروان فى إزالة كافة المعوقات أمام صناعة السلاح المصرى، وكان ينهى الكثير من اِلأمور بروح القائد، وبدون مراسم أو بروتوكول، وكان ذلك برأى السادات ميزة كبيرة، حيث كان ينقل رسائل السادات إلى القادة العرب لحثهم على تقديم الدعم لصناعة السلاح المصرى ودفع المجهود الحربى قدما.
ويشير الكتاب إلى أن الرئيس العربى الوحيد الذى كان يعارض حرب أكتوبر، هو رئيس تونس الحبيب بورقيبة، الذى كان يرى أن إسرائيل أقوى من مصر، وأن الإسرائيليين يحصلون على دعم أمريكى بلا حدود، وأن الجراح الناتجة عن هزيمة يونيو 1967 لم تلتئم بعد. ويقول المؤرخ الإسرائيلى: «لم يكن بورقيبة يعلم أن السادات أجرى اتصالات سرية مع الولايات المتحدة بواسطة أشرف مروان وهنرى كسينجر».
وأضاف أنه فى نهاية الأمر تلقت مصر وسوريا مساعدات فى المجهود الحربى من 9 دول عربية على الأقل، 4 منها ليست دولا شرق أوسطية.
فالعراق قدمت لمصر سرب طائرات من طراز «هانتر»، وأرسلت 18 ألف جندى إلى سوريا. أما ليبيا فقدمت لمصر سرب طائرات من طراز «ميراج». بينما أرادت الجزائر أن ترد الجميل لمصر التى ساعدتها فى حرب الاستقلال عن فرنسا، فسلمت مصر 3 أسراب طائرات، سرب طائرات سوخوى 7، وسرب طائرات ميج 21، وسرب طائرات ميج 17، بالإضافة إلى كتيبة مدرعة، و150 دبابة، ودفعت 200 مليون دولار للاتحاد السوفيتى تحت حساب صفقات سلاح لمصر وسوريا.
وأرسلت السودان 3500 جندى إلى مصر، فيما أرسلت المغرب 3 كتائب مشاة إلى مصر، و2500 جندى إلى سوريا.
الطريف أن المؤرخ الإسرائيلى يقول إن تونس أرسلت قوات إلى مصر يتراوح عددها بين مليون ومليونى جندى، بينما العدد الحقيقى يتراوح بين ألف وألفى جندى فقط، تمركزوا عند منطقة الدلتا، للمشاركة فى حماية ظهر الجيش المصرى خلال الحرب.
وينقل شمعون ميندس عن باحث ألمانى متخصص فى الحرب العالمية الثانية وخبير فى «عملية بارباروسا»، يدعى ميخائيل برونشتاين، قوله إن السادات اختار اسم «تحرير 41» ليكون كود المناورات العسكرية التى بدأها الجيش المصرى فى أول أكتوبر 1973، وانطلق منها مباشرة إلى الحرب ضد إسرائيل. وقال برونشتاين إن السادات اختار الرقم 41 للإشارة إلى خروج القوات الألمانية فى عملية برباروسا عام 1941 التى كانت تستهدف غزو الاتحاد السوفيتى، وسميت العملية باسم بارباروسا نسبة إلى الإمبراطور فريدريك الأول بارباروسا، حيث تقول الأسطورة إن بارباروسا سيستيقظ من سباته وينقذ ألمانيا حينما تحتاجه. ويربط الباحث الألمانى بين هذه الواقعة والسادات المعروف بثقافته الألمانية وحبه للعسكرية الألمانية.
ويقول ميندس إن السادات عكف على دراسة الهزيمة فى حرب يونيو 1967، سرا، من أجل استخلاص الدروس والعبر، لأنه كان يقول دوما «أن تعرف نفسك أمر لا يقل أهمية عن أن تعرف عدوك». وكانت استنتاجات السادات أن هزيمة 1967 نابعة من أسباب الهزيمة فى 1956 فى مواجهة العدوان الثلاثى، وكان يقول إنه كان ينبغى على وزير الدفاع عبدالحكيم عامر أن يستقيل من الجيش عقب 1956، لكنه استمر بسبب علاقته الخاصة بالرئيس جمال عبدالناصر آنذاك.
ويشير المؤرخ إلى عبارة قالها وزير الدفاع الإسرائيلى موشيه ديان حين كان رئيسا للأركان، فكان يقول إن «الملابس العسكرية لا تصنع جيشا، والرتب العسكرية لا تصنع قادة».
وقال إن أجهزة المخابرات فى عهد عبدالناصر كانت تعمل فقط من أجل الإبقاء على نظام الحكم، ولكن السادات حين وصل إلى سدة الحكم أمر بعودة المخابرات إلى مهمتها الأصلية وهى جمع المعلومات عن العدو وتحليلها. وأمر السادات بتجنيد كل الشباب المتعلم والمثقف من خريجى الجامعات والمدارس الثانوية للجيش، الأمر الذى رفع مستوى العنصر البشرى فى الجيش كله آليا. كما أمر باتباع مستوى عال من التدريبات الشاقة والمكثفة للجنود حتى تصل الجاهزية فى الجيش إلى مستويات لم يعرفها من قبل، كما قام السادات بتطوير القوات المدرعة والمدفعية والهندسية والمشاة.
ويقول ميندس إن السادات كان يكثر من قراءة الكتب التى تتناول الحرب العالمية الثانية، خاصة ما كتب عن الجنرال وأفيل أرشيبالد الذى كان أحد الأساتذة المؤسسين فى فن الخداع العسكرى الحديث.
كما أشار إلى أن السادات تأثر كثيرا بالفيلم الأمريكى «ذا إينيمى بيلو»، الذى كان يشاهده كثيرا قبل الحرب، ويتناول معركة بحرية صعبة بين مدمرة أمريكية وغواصة ألمانية فى المحيط الأطلنطى.
وفى الفيلم يملك قائدا الجانبين فكرا إبداعيا فى أساليب الحرب، فكان كل منهما يقرأ أفكار الآخر ويفعل عكس ما تقول به نظريات الحروب. ويقول إن هذا الفيلم منح السادات شحنة هائلة من فنون الحرب، وعرف الكثير عن تلك الحرب التاريخية الشهيرة.
ويقول إن وزير الخارجية الأمريكى هنرى كسينجر كان فى منزل السادات حين قال له إنه سييطلب من إسرائيل الانسحاب إلى مسافة 30 كيلومترا من أجل فصل القوات، لكن السادات أخبره بأنه سيستكفى بالانسحاب من مسافة أقل من ذلك بكثير. وبعد أن رحل كسينجر، سألته جيهان السادات عن سر رفضه لعرض كسينجر، فقال الرئيس: «تفكيرك زى تفكير بعض الناس إللى شغالين معايا، وزى ما بيفكر كل العرب، وده تفكير عقيم». وأوضح لها السادات أن من الأفضل التقدم ببطء، والمهم هى النتيجة فى النهاية وهو أن تعود سيناء كاملة لمصر.
ويشير ميندس إلى أن السادات قرأ كثيرا عن المفاجآت الاستراتيجية، مثل القصف اليابانى لميناء بيرل هاربر الأمريكى، والغزو الألمانى لروسيا فى «عملية بارباروسا» عام 1941. كما قرأ عن عبور الأنهار فى الحروب، مثل عبور نهرى الألب والراين فى الحرب العالمية الثانية، ودرس عبور المانش والهبوط فى نورماندى. ولكن أكثر ما جذبه كان عمل الاستخبارات العسكرية برئاسة تشرشل. كما توقف كثيرا عند الأسلوب السوفييتى القائم على استغلال مناورات عسكرية للخروج إلى الحرب.
ويؤكد ميندس أن السادات طبق هذه الأساليب بعد تكييف ظروفها على البيئة فى سيناء. ويقول إن نظرية الخداع الاستخباراتى تشمل نوعين فقط من الخداع، وهما: التضليل والإرباك، إلا أن السادات اخترع نوعا ثالثا وهو التخدير أو التنويم، والذى كان أفضل أسلوب لشل الجيش الإسرائيلى المتفوق عسكريا على مصر آنذاك.
وأشار إلى أن السادات بعد توليه الحكم اجتمع بقادة أركان الجيش المصرى فى أغسطس 1971 فى مقر إقامة السادات بالقناطر الخيرية. وقبل الاجتماع صادف اللواء عبدالغنى الجمسى، الذى كان قائدا لشعبة العمليات، وأصبح وزير الدفاع لاحقا، فسأله السادات عما إذا كان قد قرأ من قبل عن غزو نورماندى، فأجاب الجمسى بالإيجاب، عندئذ أعطاه السادات كتابا باللغة الإنجليزية، وقال له: «لازم تقرأه كويس لأنى أعتقد أن الكتاب ده هيفيدك أوى». وقرأه الجمسى عدة مرات، ولاحظ أن السادات وضع عدة إشارات عند مواضع وصفحات بعينها، وأجرى مقاربات بين نزول قوات الحلفاء فى نورماندى والعبور المصرى الذى تم تنفيذه لاحقا لقناة السويس.
وفى اجتماع عقده السادات بعد ذلك لقادة الجيش، حذرهم السادات من اتباع التفكير النمطى المعروف فى التخطيط العسكرى، قائلا «إن العدو يتوقع منا أن نفكر بأسلوب تقليدى». وأضاف: «أهم شىء هو أننا نفاجئ العدو، لأن مفاجأة العدو هى أهم قاعدة فى التخطيط العسكرى كله». ويقول المؤرخ الإسرائيلى إنه منذ تلك اللحظة بدأ التفكير فى أسلوب الخداع الذى نفذته مصر على أفضل نحو قبل حرب أكتوبر، منبها إلى أن الحديث يجرى هنا عن الخداع كخطوة تكتيكية، بينما تولى السادات بنفسه تنفيذ الخداع على المستوى الاستراتيجى. ويرى شمعون ميندس أن السادات استنسخ عدة أمور من رئيس الوزراء البريطانى وينستون تشرشل، لعل من أهمها ما يلى:
أولا: حمل السادات على عاتقه المسؤولية الكاملة عن الجيش، ولكن على عكس تشرشل قام السادات بتعيين نفسه قائدا أعلى للقوات المسلحة، لأن الواقع المصرى كان يستلزم ذلك. ويرى المؤرخ الإسرائيلى أن السادات سار فى ذلك على نهج النبى محمد عليه الصلاة والسلام والخلفاء الراشدين من بعده فى قيادة الأمور العسكرية بأنفسهم.
ثانيا: أنشأ السادات «مكتبا للمهام الخاصة»، يضم 40 شخصا، تكون مهمتها العمل فقط على ما يتعلق بخطة الخداع، وضم هذا المكتب على مكتبه.
ثالثا: قام السادات بتقسيم أنشطة الخداع إلى مستويين، كما فعل تشرشل، حيث تولى هو مهمة الخداع على المستوى السياسى الاستراتيجى، بينما ترك المستوى التكتيكى للمخابرات المصرية.
رابعا: قام تشرشل بتجنيد الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانبه فى الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا، فقام السادات بتجنيد سوريا إلى جانبه لخلق جبهتين أمام إسرائيل بهدف تشتيت قواتها وانتباهها.
خامسا: تولى السادات تنفيذ وإدارة الخداع الاستراتيجى بنفسه فقط، لكنه رفعها إلى مستوى قياسى غير مسبوق من خلال ابتكار نوع ثالث من الخداع كما أشرنا، وهو التخدير أو التنويم.
سادسا: يرى ميندس أن أشرف مروان لعب دور الجاسوس الشهير إليزا بازنا، وهو ألبانى من كوسوفو، كان يتجسس لصالح الألمان خلال الحرب العالمية الثانية وكان معروفا باسمه السرى «سيسيرو»، ونبعت خطورته من أنه كان يعمل بالسفارة البريطانية فى أنقرة بتركيا.
سابعا: حرص السادات خلال الحرب على ارتداء زيه العسكرى، بل ونقل مقر إقامته إلى دشمة عسكرية، ولم يخلع هذا الزى إلا فى اليوم الذى تم فيه التوقيع على فصل القوات بين مصر وإسرائيل عند الكيلو 101.