كان يوم حبك أجمل صدفة!

وسيم السيسي الجمعة 09-10-2015 20:51

كان يوم حبك أجمل صدفة! فهل صحيح أننا نقع فى الحب صدفة؟! مدرسة فرويد تقول إنه شكل الأم! ولكن ثبت خطأ هذه النظرية عند دراسة التشابه بين الأمهات والزوجات، فكانت النسبة ضئيلة جداً، ثم جاء العالم Alferd Binet بنظرية جديدة وهى الـFetishism ومعناها الاهتمام بالشىء حتى يكاد الشخص يجعله معبوداً! قد يكون مشيتها أو شعرها أو نظرة عينيها أو قوس حواجبها أو موسيقى صوتها أو البارفان الذى تضعه، هذا التقديس يبدأ من الطفولة ويظل كامناً فى اللاشعور حتى يلتقى بها أو تلتقى به فيحدث أنهما يسيران فوق السحاب، ويقولان لبضعهما: يا اللى جمالك أجمل صدفة، وهى صدفة فى اللاشعور منذ أن كان رضيعاً أو طفلاً.

ماذا عن الصدفة عند ألبرت أينشتين؟! إنها 99٪ عرق، 1٪ إلهام، وإنها لا تصادف إلا من يستحقها، وإن من يستحقها يتصف برغبة حارقة فى الوصول! فهذا ألكسندر فلمنج يكتشف موت بكتيريا قاتلة عندما وقع عليها فطر البنسلين الذى دخل حجرة معمله من زجاج شباكها المكسور! وعندما أخذ جائزة نوبل، وانتقل إلى معامل سانت مارى الفخمة، سأله مساعده فلورى: ماذا كنا نكتشف لو كنا هنا منذ وقت طويل؟ كان الرد الجميل: لولا الزجاج المكسور ما كنا اكتشفنا البنسلين!! كان فلمنج متواضعاً لدرجة أنه كان يقول: لماذا تحتفون بى هذا الاحتفاء كله؟! لقد خلق الله البنسلين، وأنا اكتشفته!!

إدوارد جنر Jenner يلاحظ مصادفة أن بائعات اللبن اللواتى يحلبن الأبقار لا يصبن بالجدرى الذى كان يحصد الملايين من البشر، فاستنتج أن إصابة هؤلاء النساء بجدرى الأبقار Cow Pox الذى لا يقتل أو يشوه الوجه أو الجسد، هو الذى يحميهن من الجدرى القاتل Small Pox، فأرسل لأستاذه فى إنجلترا John Hunter يسأله الرأى فى التطعيم بجدرى الأبقار لحماية الناس، فكان رد أستاذه: لا.. أعرف ولكن جرب!!

ملحوظة: كان يطالعنى تمثال جون هنتر كل يوم وأنا مقيم فى كلية الجراحين الملكية بإنجلترا طوال ستة أشهر، هذا التمثال فى مدخل الكلية 1728م، كان جراحاً ومؤسس علم Clinical Pathology، أخذ إدوارد جنر من بثور جدرى الأبقار وطعَّم بها طفلاً جميلاً سليماً عمره 12 سنة، وبعد بضعة أسابيع جاء إدوارد بأيد مرتعشة يصيب الطفل بإفرازات من بثور الجدرى القاتل Small Pox وهو يعلم أنه قد يقضى على هذا الطفل، فلم يحدث شىء وأصبح الجدرى من أوبئة الماضى، التى تم القضاء عليها.

وهذا باستير مكتشف البكتيريا، هل كانت صدفة حين ذهب إليه بائع النبيذ بزجاجتين، إحداهما نبيذ أحمر، والأخرى خل! يسأله: هذا الخل كان أصلاً نبيذاً فما الذى حدث حتى أصبح خلاً؟

عكف باستير على الميكروسكوب البدائى فاكتشف وجود كائنات دقيقة فى الخل، واستنتج أنها وراء هذا التحول، وإذا قتلنا هذه الكائنات الدقيقة حافظنا على النبيذ واللبن، ومن هنا كانت البسترة من باستير، أى تعقيم اللبن!

سخر بارنارد شو من باستير حين أعلن أن الأمراض بسبب هذه الميكروبات، قائلاً: إنما المرض هو الذى يصيب الإنسان أولاً فتتولد منه هذه الميكروبات!!

هل كان اكتشاف قانون الجاذبية «نيوتن» صدفة؟! وتكوين الذرة «إغفاءة بوهر»، ورؤيته الشمس والنجوم تدور حولها فى مدارات 1902 صدفة؟!

هل كان اكتشاف البروستا جلاندين بعد جماع رجل أفريقى بزوجته أثناء الولادة حين توقف انقباض الرحم، فعادت الانقباضات وتمت الولادة، ومن هذا الكشف وصلنا لأعظم مسكن «مضاد البروستا جلاندين أو الفولتارين» صدفة! الحب جميل، والعلم جميل وكلاهما ليس صدفة!!

waseem-elseesy@hotmail.com