شهدت انتخابات التجديد النصفي لمجلس النقابة العامة للأطباء والنقابات الفرعية بالمحافظات، الجمعة، إقبالاً ضعيفًا من الناخبين، وهو ما أرجعه البعض إلى اختفاء مرشحى جماعة الإخوان من المنافسه وعدم وجود عناصر لهم في هذه الانتخابات، التي تجرى تحت إشراف قضائي كامل.
وانتشرت الدعاية الانتخابية خارج اللجان وأمامها بشكل مكثف للمرشحين العشرة المتنافسين على مقعد النقيب العام، فضلاً عمن تضمهم 4 قوائم رئيسية على منصب العضوية، هي «الاستقلال، والحكمة، والتحرير والإصلاح».
وأحدث قرار اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات، الصادر ليلة الانتخابات، بأن الإدلاء بالأصوات سيكون بعلامة «صح» على المرشح في ورق الانتخابات، وعدم كتابة الناخب لاسم المرشح، لكن اللجنة تراجعت عن القرار وأكدت أن التأشير بالسلامة أو كتابة الاسم لا يبطل الصوت الانتخابي.
وتواجد أمام دار الحكمة قوات من الأمن لتأمين مقار اللجان، ووضعت حواجز حديدية بشارع قصر العيني وبطول دار الحكمة لمنع الازدحام، فيما شكا مرشحون من دفع وزارة الصحة أتوبيسات لنقل الناخبين والأطباء من مقر عملهم بالمستشفيات للإدلاء بأصواتهم لمرشحي الوزارة، لافتين إلى أن هناك إحجام من جانب شباب الأطباء للمشاركة في هذه الانتخابات، وهو ما اعتبرته «يصب في مصلحة قيادات وزارة الصحة ومرشحي قائمة (الحكمة) الذين ينتمون للوزارة».
وشهدت الانتخابات دعاية مكثفة لمرشحي الوزارة، فيما أكدت مصادر وجود ضغوط من مديري المستشفيات على الأطباء لانتخاب هذه القيادات، وشكا مرشحون من اعتبار المديريات الصحية أن تواجد الطبيب في يوم الانتخابات لدعم مرشحى الوزارة يوم عمل وليس غياب، فيما عاد مرشحي الحزب الوطني مرة أخرى للظهور ممثلين في الدكتور شريف عمر، رئيس لجنة التعليم في البرلمان أيام الحزب الوطني المنحل، على حد قولهم.
ودعمت قائمة الاستقلال، المنبثقة عن حركة أطباء بلا حقوق، الدكتور حسين خيري، العميد السابق لكلية طب القصر العيني، لمنصب النقيب العام، فيما خاض الانتخابات الدكتور خالد سمير، عضو مجلس النقابة الحالي، على المنصب نفسه مدعومًا بقائمة الإصلاح، التي قيل إنها «مدعومة من الأمن»، فضلاً عن ترشح الدكتور أحمد روؤف، على رأس قائمة الحكمة «المدعومة من وزارة الصحة»، كما خاضت قائمة من شباب الأطباء الانتخابات تحت قائمة التحرير، والمنطقة عن جمعية أطباء التحرير التي تكونت أيام ثورة 25 يناير.
وأكد الدكتور رشوان شعبان، رئيس لجنة انتخابات الأطباء، أن نسبة المشاركة والإقبال على الانتخابات بكافة المحافظات «ضعيف جدا»، مشيرا إلى أن كافة اللجان بدأت في موعدها لاستقبال الناخبين، دون حدوث أية اضطرابات أو مشاكل، وأن مشاركة الأطباء بشكل كثيف يعبر بشكل أكبر عن إرادتهم، نافيا وجود أي شكاوى، كما تم تخصيص لجنة للوافدين من الأطباء بمقر «دار الحكمة» لتسهيل عمليات التصويت والمشاركة.
وتوقع الدكتور ايهاب الطاهر، المرشح لمنصب عضوية مجلس النقابة العامة عن قائمة الاستقلال، وصول نسبة المشاركة إلى ١٥٪ من عدد الذين لهم حق التصويت، مرجعا ذلك «لحالة الإحباط والكسل التي تسيطر على الأطباء حاليا»، فيما رفض المرشح على منصب النقيب عن قائمة الاستقلال، الدكتور حسين خيري، الرد على اختفاء الدعايا الخاصة عقب ترشحه، نافيًا أن يكون قد أرغم على دخول الانتخابات وقال «لم أنسحب ولم أرغم دخول الانتخابات والدليل حضوري اليوم للتصويت».
وتابع بقوله «حديث اليوم ليس له معنى، وأنتظر حتى تظهر نتيجية الانتخابات«، واكتفى مؤيدوا خيري بالرد عنه والتأكيد على تاريخه المهني خلال عمله في القصر العيني هو ما يدعمه».
وأكد الدكتور شريف عمر، المرشح على مقعد النقيب العام، والمدعوم من قائمة الدعم القانونى، أن الترشح للانتخابات هو عمل تطوعى لخدمة الأطباء للوصول إلى حقوقهم، مشيرا إلى أنه لا يجد وجه للاعتراض على خوض مرشحين من وزارة الصحة للعملية الانتخابية مؤكدا أن لديهم عطاء سواء على الجانب الحكومى أو العام.
وأعتبر «عمر» ترشح العاملين بوزارة الصحة «شىء جيد»، لتقارب الفكر بين الوزارة والنقابة، على حد تعبيره، لافتا إلى أن الإقبال على عمليات الاقتراع حتى الآن نسبة جيدة، نافيا وجود أي عنف يعكر صفو العملية الانتخابية.