اشتعلت الأوضاع الأمنية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أمس، في تطور وصفته حركة المقاومة الإسلامية «حماس» بأنه انتفاضة فلسطينية جديدة، داعية إلى تصعيدها، وذلك بعد تواصل عمليات الطعن التي يقوم بها فلسطينيون ضد جنود الاحتلال والمتطرفون اليهود، ورد المستوطنون بشن عمليات طعن مضادة بحق الفلسطينيين وعرب «48».
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية اعتقال يهودي طعن 4 أشخاص، بينهم 2 من عرب 48 وفلسطينيان اثنان في مدينة ديمونا جنوب إسرائيل، ويعتبر هذا أول هجوم بالسكين يقدم عليه يهودي ضد عرب منذ بدء موجة العنف مطلع الشهر الحالي. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن دوافع منفذ الهجوم «قومية».
وأدان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هجوم ديمونا، مؤكدا أن «إسرائيل دولة قانون ونظام».
وأوضح أن «أولئك الذين يستخدمون العنف لكسر القانون من أي من الطرفين يجب أن يخضعوا للقانون»، وتعهد نتنياهو بالتحرك «بتصميم» في مواجهة أعمال العنف لكنه أقر بأنه لا يملك «حلا سحريا» لمكافحتها.
وأصيبت شابة فلسطينية، الخميس، بالرصاص بعد أن حاولت طعن حارس في مدخل محطة الحافلات في مدينة العفولة شمال إسرائيل، وقالت الشرطة الإسرائيلية إن الحارس أطلق النار على الشابة فأصابها بجروح.
واستشهد شاب فلسطيني، الخميس، برصاص شرطة الاحتلال بعد أن طعن شرطيا إسرائيليا فأصابه بجروح خفيفة عند مدخل مستوطنة كريات أربع في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، وأصيب فتى يهودي، الخميس، بجروح طفيفة في عملية طعن جديدة في القدس، وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها اعتقلت مشتبها به فلسطينيا يبلغ من العمر 18 عاما بعد الطعن الذي وقع في شارع مجاور لتقاطع طرق يفصل أحياء اليهود المتطرفين عن الأحياء الفلسطينية.
وتأتي حوادث الطعن المتبادلة بعد يوم على إصابة 7 إسرائيليين في 4 حوادث طعن قام بها فلسطينيون واستشهاد فلسطيني، الأربعاء، على خلفية التوترات المتصاعدة بين الجانبين بسبب السماح لليهود بدخول باحة الحرم القدسي خلال الأعياد اليهودية. وذكرت الشرطة الإسرائيلية، الأربعاء، أن أشخاص جرحوا في عمليات طعن في القدس وتل أبيب وقرب مستوطنة كريات أربع في الضفة. واستشهد أحد المهاجمين واعتقل اثنان آخران. كما قتلت قوات الاحتلال فلسطينيا آخر في القدس الشرقية في صدامات مرتبطة بعمليات الطعن.
ووقعت 9 هجمات من هذا النوع منذ الثالث من أكتوبر، وأسفرت عن مقتل شخصين وجرح 13 من إسرائيليين أو مستوطنين يهود، واستشهاد 4 من منفذيها.
واندلعت مواجهات واسعة بين مئات الفلسطينيين في عدة مدن مع قوات الاحتلال، احتجاجا على الإجراءات القمعية الإسرائيلية والقيود المفروضة على المصلين في صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن إجمالي عدد الإصابات في المواجهات بين الفلسطينيين والقوات الاسرائيلية في الضفة الغربية والقدس «المحتلة» خلال الـ24 ساعة الماضية بلغ 351 إصابة، من بينها 25 بالرصاص الحي، و98 بالمطاطي، و217 بالغاز، و11 اعتداء بالضرب، بحسب وكالة الصحافة الفلسطينية، وذكر أن إجمالي الإصابات منذ بداية «الاعتداءات» منذ أكثر من أسبوع بلغ 1640 إصابة، بينها101 بالرصاص الحي، و442 بالمطاطي، و1066 بالغاز، و31 اعتداء بالضرب المبرح.