«المصري اليوم» مع قافلة تعمير سيناء: يدٌ تبني وأخرى تحمل السلاح (صور)

«نسور الجو» المحاربون للإرهاب: مستمرون في مهمتنا حتى آخر نفس
كتب: داليا عثمان الجمعة 09-10-2015 12:51

في الوقت الذي تحتفل خلاله مصر بمرور 42 عامًا على ذكرى حرب أكتوبر، تشهد سيناء رحلة إعادة تنمية بعد انتهاء المرحلة الأولى لعملية «حق الشهيد» التي تهدف إلى تطهيرها من براثن الإرهاب وأسفرت عن تصفية 535 إرهابيًا، ومع انطلاق المرحلة الثانية للعملية رافقت «المصرى اليوم» قافلة القوات المسلحة لإعادة تنمية وتعمير سيناء من القاهرة إلى العريش، في رحلة استغرقت 24 ساعة، شاهدنا خلالها مراحل التنمية بداية من قناة السويس الجديدة والمشروعات التي ستقام حولها وحتى مثلث «العريش- الشيخ زويد- رفح».

«يد تبني والأخرى تحمل السلاح وابتسامة دائمة على وجهى العامل والجندي».. كان هذا هو المشهد الذي رصدته «المصري اليوم» طوال الجولة، التي كان على رأسها اللواء كامل الوزيري، رئيس أركان الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، المشرف على مشروعات التنمية بسيناء، انطلقت الرحلة من قناة السويس الجديدة، وبدأت مشاهد التنمية تتراءى هنا وهناك للمشاركين بها، وبعد العبور قابلنا الطريق العرضي 1 «بورسعيد- شرم الشيخ»، والذي يشهد حاليًا أعمال الرصف.

شرح «الوزيرى» أثناء تحرك القافلة مراحل التنمية ووضع البنية التحتية في سيناء، وقال إن التنمية تتم في مجالات الرعاية الصحية والتعليم وتوفير المياه، وأن القافلة تحمل الكثير من الاحتياجات اللازمة، حيث قامت هيئة الإمداد والتموين للقوات المسلحة وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية بتجهيز الاحتياجات الطبية اللازمة لتشغيل عدد 3 وحدات صحية بمناطق لحفن وبئر العبدوالعبور، وعدد من الأجهزة الطبية المتطورة لدعم مستشفى العريش المركزي شملت جهازًا لقسطرة القلب وجهاز الرنين المغناطيسي وجهاز تحليل فيروس سي لدعم القطاع الطبي والعلاجي بشمال سيناء، وإعداد وتجهيز 8 آلاف عبوة من المواد الغذائية والتموينية واللحوم و4 آلاف بطانية، لتوزيعها على 4 آلاف أسرة من المستحقين من أبناء العريش ورفح والشيخ زويد بمحافظة سيناء.

مرت القافلة على مدينة الإسماعيلية الجديدة التي ظهرت بشائر تعميرها بمبانٍ خرسانية يجري العمل على قدم وساق على الانتهاء منها، وحينما وصلت إلى منطقة الرويسات، حيث أيادٍ وسواعد المصريين تعمل ليلاً ونهارًا، سواء من المدنيين أو من رجال القوات المسلحة، جميعهم تعلو وجوههم الابتسامة رغم عناء العمل ويرحبون بالمشاركين في القافلة هنا سيارات وآلات التنمية تسير إلى جوار المدرعات التي تحرسها، الجندي بجوار العامل يحميه ويشد أزره، وكان هذا هو الحال حتى وصول القافلة إلى مطار الميلز، الذي يتم إنشاؤه حاليًا بطريقة عالمية، وبه 3 وصلات فرعية لربط الممر المدني بالممر العسكري.

ما إن شاهد المهندسون المدنيون القافلة، حتى هرولوا للترحيب بالمشاركين فيها، معربين عن سعادتهم بالعمل في هذا المشروع، وشكروا القوات المسلحة على حمايتهم أثناء القيام بمهامهم في دفع عجلة التنمية.. وبعد حديث قصير معاهم، كانت المفاجأة التي جهزها اللواء «الوزيرى» للمشاركين في الرحلة، حيث حضر أبطال نسور الجو الذين ساهموا في إنجاح العمليات العسكرية في سيناء لتطهيرها من الإرهاب، والذين أكدوا أن هذا واجبهم تجاه وطنهم وشعبهم، وسيستمرون في الحفاظ على تراب الوطن في جميع الاتجاهات الاستراتيجية حتى آخر نفس في حياتهم.

عند مدخل العريش، كانت سواعد رجال القوات المسلحة والشرطة متأهبة لحماية المدينة التي ارتوت بدماء شهداء الوطن في حرب أكتوبر، والحرب على الإرهاب.. قرأ المشاركون في القافلة الفاتحة على أرواح الشهداء، بينما كان أسود الكتيبة 101 في أتم استعدادهم للتصدى لأى أخطار.. استقبلونا بروح معنوية عالية، وبدت الشجاعة والإقدام عنوانهم، ولم يختلف الحال كثيرًا عند وصول القافلة إلى مدينة رفح والشيخ زويد، التي تشهد تكثيفًا أمنيًا من رجال القوات المسلحة والشرطة بعد تطهيرهما من الإرهاب.

«قف وإلا الرصاص يخترق».. عبارة وجدناها مكتوبة على الحواجز الأمنية، وأوضح معناها أحد القادة قائلاً إن الخطة الأمنية في سيناء مشددة جدًَا وتعليمات القيادة العامة للقوات المسلحة للقوات أن من تشك في هويته ولا يتوقف يتم إطلاق النار عليه فورًا، مؤكدًا أن المقاتل في سيناء هو مقاتل فولاذي.

وخلال تحركات القافلة، قال «الوزيرى» إن: «قافلة تعمير سيناء التي سيرناها، أمس، إلى مناطق العريش ورفح والشيخ زويد يتم تنفيذها بعد الانتهاء من المرحلة الأولى من عملية حق الشهيد، التي كان الهدف منها أساسًا القضاء على الإرهاب الذي يعوق ويعرقل التنمية في سيناء، فعلى سبيل المثال توقف العمل في معظم المشروعات التنموية التي كانت تنفذها القوات المسلحة وأجهزة الدولة في هذه المناطق مثل إنشاء 1200 وحدة سكنية بمنطقة المساعيد بالعريش، أو تطوير طريق العريش- رفح، أو إنشاء مستشفيات مركزية في كل من رفح ونخل وبئر العبد، أو فرش وتشغيل 3 وحدات صحية بدعم إماراتى في مناطق العبور ولحفن وبئر العبد، وكذلك إنشاء مدينة رفح الجديدة».

وتابع: «كل هذه الأعمال توقفت لقيام الإرهابيين بتهديد المقاولين والعمال القائمين بتنفيذ هذه المشروعات بالاغتيال أو هدم منازلهم أو حرق معداتهم وهذا كان يتم فعلاً، ولذلك توقفت الأعمال التنموية فكان لزاماً على الدولة والقوات المسلحة القضاء على هذا الإرهاب لدفع عجلة التنمية في سيناء بالكامل والتى تبلغ مساحتها حوالى 61 ألف كيلومتر مربع، أي حوالى 6% من مساحة مصر، وتصل مساحة هذا المثلث إلى حوالى 400 كيلومتر مربع، بنسبة حوالى 1% من مساحة سيناء، والمستهدف هو تنمية سيناء بالكامل سكانياً وزراعياً وصناعياً وسياحياً واجتماعياً».

وذّكر «الوزيري» المشاركين في القافلة بأن قناة السويس الجديدة التي افتتحها الرئيس عبدالفتاح السيسى وملوك ورؤساء العديد من دول العالم في 6 أغسطس الماضى نفذت بأياد ومعدات مصرية يتعدى نسبة مشاركة أهالى سيناء فيها أكثر من % من الأفراد والمعدات، مشيرا إلى أنه يجرى حاليا إنشاء مشروع مدينة الإسماعيلية الجديدة، ثم مشروع تطوير طرق سيناء بالكامل وطرق «شرق بورسعيد- شرم الشيخ»، «الإسماعيلية- العوجة»، «العريش- رفح»، كما يجرى تطوير منطقة شرق بورسعيد في إطار مشروع تنمية منطقة قناة السويس الذي يقع معظم مشروعاته في سيناء، ويشمل ميناء يتكون من أرصفة بطول 5 كيلومترات، ومنطقة صناعية بمساحة 40 مليون متر مربع، ومنطقة لوجيستية بمساحة 20 مليون متر مربع، و1000 وحدة سكنية على مساحة 4 ملايين متر مربع للعاملين بالمنطقة، ومناطق للاستزراع السمكى، ومطار دولى وسط سيناء بمنطقة المليز.

وأوضح رئيس أركان الهيئة الهندسية للقوات المسلحة أن المشروعات المخطط استكمالها والبدء في تنفيذها في مثلث «العريش- رفح- الشيخ زويد»، الذي تزوره القافلة، هو إنشاء مدينة رفح الجديدة، استكمال إنشاء 1200 وحدة سكنية بمنطقة المساعيد بالعريش، واستكمال إنشاء 3 مستشفيات برفح ونخل وبئر العبد، ورفع كفاءة 2 مستشفى عام هما العريش والشيخ زويد، وتوفير الأجهزة الطبية اللازمة، ورفع كفاءة 9 مدارس، ومعهد أزهرى، وتجهيز وفرش 3 وحدات صحية، واستكمال أعمال تطوير وتوسعة طريق «العريش- رفح»، وتنفيذ أعمال الإنارة وأعمال تأمين وسلامة المرور للطريق الدائرى بالعريش، ودعم أجهزة محافظة شمال سيناء لرفع كفاءة شبكات المرافق من كهرباء ومياه وصرف الصحى، ومشروع حفر الأنفاق أسفل قناة السويس، لربط سيناء بباقى أرض الوطن، منها نفقان للسيارات، ونفق للسكة الحديد.

وشرح «الوزيرى» تفاصيل مشروع مدينة الإسماعيلية الجديدة، الذي تقرر تسليمه مع أعياد تحرير سيناء المقبلة، وتهدف المدينة إلى تحقق التنمية العمرانية لمحور قناة السويس، من خلال توفير المسكن الملائم الذي تتوافر به متطلبات الحياة الحديثة، كما روعى في تصميمها أن تكون مناسبة لظروف إعاشة ذوى الاحتياجات الخاصة، وتقع المدينة على مساحة 2828 فدانا، ويوجد بها حضانات ومدارس ومساجد وكنيسة، ومجمع خدمات ونقطة إسعاف ونقطتا شرطة وإطفاء، ومستشفيات، ومقر للمحافظة ومجمع محاكم ومعاهد تعليمية ومبان إدارية وتجارية وكنيسة، ومخطط البدء في المرحلة الثانية وتشمل 46 ألف وحدة سكنية، وناديا اجتماعيا ورياضيا يراعى في تصميمه تكامل المقومات السياحية والرياضية والترفيهية، والاستغلال الأمثل للطبيعة على الشاطئ الشرقى لقناة السويس الجديدة.

وتابع أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة قامت بإعداد وتجهيز ودفع المعدات الهندسية ومواد البناء اللازمة للبدء في إنشاء مدينة رفح الجديدة واستكمال التشطيبات النهائية، والتى توفر الحياة الكريمة لأهالى سيناء، وتضم 626 عمارة سكنية تشمل متطلبات الحياة الحديثة لتعويضهم عن المعاناة من الإرهاب والحرمان من التنمية، ولاستيعاب الكثافات السكانية المنتظرة نتيجة المشروعات التنموية المخطط تنفيذها، تضم 10 آلاف و16 وحدة سكنية بمساحة 120 مترا مربعا، و400 منزل بدوى، وخدمات مركزية وفرعية تضمم محالا تجارية وحضانات ومدارس، وتم التخطيط لتنفيذها على مرحلتين، كما يجرى تنفيذ مشروعات تنموية مثل «استصلاح الأراضى، والاستزراع السمكى، والتنمية الصناعية، وتطوير بحيرة البردويل، وتأمينها من التعديات وأعمال الصيد الجائر».

قافلة التنمية والتعمير فى رحلتها لسيناء

انطلاق قافلة تعمير سيناء

انطلاق قافلة تعمير سيناء

انطلاق قافلة تعمير سيناء

انطلاق قافلة تعمير سيناء

انطلاق قافلة تعمير سيناء

انطلاق قافلة تعمير سيناء

انطلاق قافلة تعمير سيناء

انطلاق قافلة تعمير سيناء

اللواء كامل الوزيرى يتحدث لـ«المصرى اليوم»

انطلاق قافلة تعمير سيناء