في مثل هذه الأيام، عاش الزمالك سيناريو الأهلي الحالي؛ إقالة مدرب مصري والبحث عن بديل أجنبي؛ فهذا هو حال الأهلي اليوم، وكان نفسه حال الزمالك بالأمس.
ففي العام الماضي، وفي نفس الفترة تقريبًا، أقال الزمالك مدربه حسام حسن بعد الانطلاقة السيئة في الدوري، وقبلها خسارة السوبر لصالح الأهلي، وبدأ النادي في البحث عن مدير فني أجنبي، وعاشت جماهير الزمالك حالة من التوتر والترقب حتى إنها منعتهم من الاستمتاع بعيد الأضحى، في هذا التوقيت.
سباق قوي بين وكلاء اللاعبين لتقديم سير ذاتية لمدربين أجانب، أسماء تترشح عبر المواقع وصفحات الفيسبوك المنتمية للزمالك، أقوال تتردد عن اقتراب هيكتور كوبر مدرب منتخب مصر الحالي وأسماء عالمية أخرى كمواطنه كارلوس بيانتشي، صاحب الإنجازات الكبيرة مع البوكا، ومفاوضات مع بينتو، صاحب الأداء الرائع مع كوستاريكا في مونديال 2014 وصلت إلى مراحل متقدمة قبل أن تنسفها مخاوف زوجته من الأوضاع الأمنية في مصر، وأسماء لا ترضي أحلام الجماهير البيضاء كدوارتي، ومطالب جماهيرية بالتعاقد مع جورفان فييرا، مدرب الزمالك الأسبق.
واليوم تعيش جماهير الأهلي نفس الحالة مع ناديها الذي أقدم على إقالة مدربه المصري فتحي مبروك بعد الخروج الأفريقي المخيب للآمال بالهزيمة ذهابًا وإيابًا من أورلاندو الجنوب أفريقي، إلى جانب خسارة الكأس المحلية التي صادفت أيضًا خسارة الديربي أمام الزمالك.
وهناك أسماء كبيرة تتردد كتوماس شاف الألماني، وفيلبي سكولاري البرازيلي، وأسماء لا ترضي أحلام الجماهير الحمراء كبيسيرو، ومطالب جماهيرية بالتعاقد مع مانويل جوزيه مدرب الأهلي الأسبق.
ويؤكد هذا التشابه الكبير على ما تعانيه كرة القدم المصرية من سوء تخطيط وضعف للرؤية المستقبلية والتعجل بالحكم على المدربين لمجرد الفوز بمباراة أو تحقيق صحوة مع فريق كبير دخل في غيبوبة مؤقتة.
فعلها الزمالك بإعادته لحسام حسن وتفضيله وقتها على المدرب الفرنسي الكبير هيرفي رينارد، والذي حقق كأس الأمم الأفريقية الأخيرة مع كوت ديفوار بعد أن رفضه الزمالك والآن يقود فريق ليل في الدوري الفرنسي.
وفعلها الأهلي الذي أصر على بقاء فتحي مبروك على رأس الإدارة الفنية للسبب نفسه الذي جعل مسئولي الزمالك يمنحون الأولوية لحسام حسن، وهو نجاح مبروك في إفاقة الأهلي من الغيبوبة التي دخلها الفريق مع جاريدو إلى جانب نجاحه في الفوز على الزمالك حتى تعالت الأصوات المطالبة ببقائه والتي تغنت كثيرًا بنغمة «لو كان معنا فتحي من بداية الدوري لاستطعنا الفوز به»
ويتشابه الأهلي مع الزمالك أيضًا هنا في الرهان المخيب للآمال على المدرب المصري ومدى قدرته على قيادة فريق مدجج بالنجوم ومُطالب بالمنافسة على كافة البطولات محليًا وأفريقيًا، ولا يتبقى سوى إعلان الأهلي التعاقد مع البرتغالي جايمي باتشيكو حتى يُعاد سيناريو الزمالك الموسم الماضي بصبغة أهلاوية هذه المرة، خاصة أن باتشيكو قد أتى إلى الزمالك بتزكية من مانويل جوزيه نفسه.