في إطار اهتمامه الدائم والمستمر بعقد لقاءات واجتماعات بمختلف القوى السياسية والشباب، التقي عمرو موسي، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، رئيس لجنة الخمسين لتعديل الدستور 2014، بخريجي الجامعات الأجنبية T20، حيث أكد سعادته بالتواصل معهم خاصة مع تصاعد دورهم في الوزارات المختلفة، مثل وزارة التخطيط والنقل والاستثمار وغيرها.
وأكد «موسى» أن ثورة ٢٥ يناير غيَّرت وجه الحياة في مصر، حيث إنها قامت على عدة مبادئ مهمة تحفظ حقوق المواطنين ولكنها أفرزت حكمًا لا يؤمن بأي من متطلبات تلك الثورة العظيمة مما أدى إلى تدهور الأوضاع أكثر ودفع الملايين من المصريين إلى الخروج للشارع واندلاع ثورة يونيو ٢٠١٣، مشيرًا إلى أنه كان ولا يزال من المؤيدين لخارطة الطريق.
وأوضح «موسي» أن لجنة الخمسين نجحت في وضع دستور على مستوى عال بروح القرن الحادي والعشرين ويليق بمكانة مصر، حيث إنه منح المرأة حقوقًا وامتيازات غير مسبوقة على مر التاريخ ولم يضع قيودًا على عملها، بل منحها ميزة تولي المناصب المهمة في الدولة، كما أن الدستور حدد عمر الطفل بمن هو أقل من ١٨ عامًا لمنع زواج القاصرات ومواجهة ظاهرة تشغيل الأطفال، وألغى الـ«٥٠٪ عمال وفلاحين» في مجلس النواب، مشيرًا إلى أنه لابد من مشاركة جميع فئات وطوائف المجتمع في الانتخابات البرلمانية واختيار الأصلح حتى يكون البرلمان فعالا ويعكس الطبيعة الفتية للمجتمع، كما أكد دور البرلمان التشريعي والرقابي ووضع القوانين المكملة والمنفذة للدستور يعمل بها لتحقيق سيادة القانون.
وقال «موسي» إنه متفائل بمستقبل مصر، وإن الشباب هم قاطرة التنمية، مشيرًا إلى وجود مؤشرات تؤكد أن الأيام القادمة سوف تكون أفضل.
وأشار «موسي» إلى أن قناة السويس تعتبر أهم ممر مائي دولي، لأن نسبة كبيرة من حركة التجارة الدولية تمر منها، وساهم مشروع تطوير القناة وإضافة المجرى الملاحي الجديد في دعم تسويق مرور مزيد من السفن العابرة ومواجهة منافسة متصاعدة متوقعة، مؤكدا أن تنمية محور قناة السويس وإنشاء منطقة تجارة حرة سوف يخلق رواجًا كبيرًا لتلك المنطقة، وسوف يوفر الآلاف من فرص العمل وبناء مدن جديدة شرق القناة وهذه ستكون البداية لتعمير سيناء بفضل تنفيذ هذا المشروع الاقتصادي التنموي العملاق.
وأضاف أن مصر حاليًا تستعيد مكانتها على المستويين الإقليمي والدولي بعد الاهتمام الكبير من جانب الرئيس بالتواجد في مختلف المحافل الدولية والإقليمية والأفريقية التي تناقش القضايا التي تهم مختلف دول العالم ومجتمعاته، مثل تغيير المناخ والتنمية المستدامة والإرهاب، مشيرًا إلى أن نظرة الدول تغيرت الآن كثيرًا بالنسبة لمصر على اعتبار أن مصر دولة محورية وأحد الأعمدة الأساسية للمجتمع الدولي، وجميع الدول تحاول حاليًا مساعدة مصر لاستعادة دورها الرائد في المنطقة العربية وأفريقيا.
وأوضح أن الإسلام المعتدل الوسطي لا يفرق بين شيعي وسني، كما أنه لا يفرق في المواطنة بين مسلم ومسيحي، لأننا جميعا نعيش في وطن واحد وهذا هو الإسلام الذي نريده لبناء مصر الجديدة التي تقوم على العدالة والمساواة، وهذه هي رسالتنا للعالم على أساس أن الدين الإسلامي هو دين التسامح والمحبة.
وأكد «موسي» أن إسرائيل ترتكب جريمة كبرى في حق الشعب الفلسطيني، ولكن هناك أيضًا أخطاء فلسطينية، أولها وأخطرها الانقسام ولابد من وجود مبادرة جريئة ومصالحة فلسطينية شاملة، لأن الأعداء لا يخشون إلا صفا فلسطينيا واحدًا وحاولت مصر كثيرًا طوال الـ١٠ سنوات الماضية الوصول لمرحلة الصلح بين مختلف الفصائل الفلسطينية، مشيرًا إلى أنه لن يكون هناك حل للقضية الفلسطينية دون المصالحة بين جميع الفصائل والقوى السياسية.
وأشار إلى الدور المصري المنتظر على المستوى الإقليمي في إيجاد حلول للصراعات التي تدور في بعض الدول العربية ومواجهة الطموحات الإقليمية والتعاون المثمر والبناء مع دول الخليج، وعلى رأسها السعودية والإمارات والكويت للحفاظ على الهوية العربية، بالإضافة إلى مواجهة الإرهاب.