الفيلم الغائب عن اغتيال السادات بطل الحرب والسلام

سمير فريد الإثنين 05-10-2015 21:20

اليوم 6 أكتوبر أعظم يوم فى تاريخ مصر فى النصف الثانى من القرن العشرين، الذى أصبح أيضاً يوم وفاة الرئيس السادات بعد اغتياله فى الاحتفال بذكرى الحرب عام 1981.

لقد كتب السادات النص الذى أوصى بأن يُحفر على قبره بجوار قبر شقيقه الوحيد ضابط الجيش الطيار عاطف الذى استشهد فى الطلعة الجوية الأولى يوم 6 أكتوبر 1973، وأشرف السادات بنفسه على إقامة القبرين فى منزله الريفى بقرية ميت أبوالكوم، ورأيت ذلك بعينى صوتاً وصورة فى حواره مع مذيع التليفزيون الأمريكى الأشهر والتر كرونكايت.

أذكر أن النص كان «عاش ومات من أجل السلام»، وأذكر أنه كان يحب أن يوصف برجل الحرب والسلام، فهو قائد حرب أكتوبر التى انتصر فيها الجيش المصرى، والتى أعادت الروح إلى مصر بعد ست سنوات فقط من هزيمة 5 يونيو 1967. ولولا الانتصار فى هذه الحرب لما كان السلام مع إسرائيل عام 1977، الذى كانت بدايته مفاوضات الكيلو 101 بعد الحرب مباشرة بقيادة الجمسى، رئيس الأركان، الذى قال عنه موشيه دايان فى مذكراته: «كان يجب أن نخشى هذا الجنرال المصرى، فوزنه لا يزيد على 60 كيلوجراماً».

قال دايان فى مذكراته أيضاً إنه انتظر مكالمة من عبدالناصر بعد 5 يونيو يقر فيها بالهزيمة ويطلب الاستسلام، وكان من المنطقى أن يفعل عبدالناصر ذلك، وأعلن استقالته يوم 9 يونيو بالفعل، ولكن الشعب المصرى خرج بالملايين فى نفس الليلة يرفض الاستقالة ويرفض الاستسلام، واستجاب عبدالناصر وتفرغ لإعادة بناء الجيش ودفع حياته ثمناً لذلك، وتوفى عام 1970، واستكمل السادات إعادة بناء الجيش، وخاض الحرب وانتصر، ومن موقع القوة كان السلام.

كان من أهم أفلام مهرجان فينسيا فى سبتمبر الماضى الفيلم الإسرائيلى «رابين: اليوم الأخير» إخراج أموس جيتاى، وهو من كبار أنصار السلام الذين يؤمنون بحقوق الشعب الفلسطينى فى إسرائيل، وجاء الفيلم فى الذكرى العشرين لاغتيال رابين الذى وقَّع اتفاقية أوسلو للسلام مع الفلسطينيين. وعندما شاهدت الفيلم تذكرت الفيلم المصرى الغائب عن اغتيال السادات، ولكن هل يوجد فى مصر مخرج من أنصار السلام؟

samirmfarid@hotmail.com