هنا، وقد انتهى موسم الأهلي رسميًا بدون بطولات، صار قرار إعفاء مدير قطاع الكرة بالنادي الأهلي، علاء عبدالصادق، قيد الإعلان الرسمي فقط، رحيل الرجل الذي يحمله قطاع كبير من جمهور الأهلي مسؤولية الموسم الكارثي 2014/2015، صار أمرًا واقعًا.
يقول الموقع الرسمي للأهلي عن «عبدالصادق»: «النجم الصادق الذي أعطى لقلعة الأهلي الكثير من الجهد والعرق طوال ربع قرن قضى منها 22 عامًا لاعبًا وثلاث سنوات مديرًا للكرة، ورحلة علاء عبدالصادق إبراهيم محجوب، سجلها التاريخ الشاهد الأمين بحروف من نور على جدران القلعة الحمراء وعلى قلوب عشاق الفانلة الحمراء بعد أن قدم أروع صور الانتماء للأهلي.»، ولكني أشك إن اتفق اثنين من جمهور الأهلي على تلك العبارات، خصوصًا بعدما تساءلوا عن أسباب غياب أحمد حجازي ورامي ربيعة عن المباريات الأخيرة، في ظل الأداء الكارثي من سعد سمير ومحمد نجيب.
ولكن، قبل ساعات معدودة من الإعلان عن إقالتك، عزيزي «عبدالصادق»، دعني أصطحبك في رحلة قصيرة إلى الماضي، تريك ما كان سيؤول له الأهلي حال استمرارك في منصبك، أو ما آل إليه بالفعل، وكيف سيكون الوضع في الأهلي إن كان بديلك بنفس كفاءتك.
دعنا نعود لصيف 2006، في ميت عقبة، وبالتحديد في نادي الزمالك، عندما تم تعيين رجل الأعمال الذي يقضي أكثر من نصف وقته خارج البلاد، لا ليس محمود طاهر، بل ممدوح عباس، رئيسًا للنادي.
هل تذكر تلك الأيام عزيزي علاء؟ كنت أنت مديرًا للكرة بنادي إنبي، بينما يكتسح الأهلي البطولات التي فقدها عندما كنت أنت مديرًا للكرة قبلها بعامين.
الزمالك في هذا الموسم خسر كل البطولات، خروج مآساوي أمام الهلال السوداني في دوري أبطال أفريقيا، بسيناريو شبيه لخروج الأهلي أمام أورلاندو، خسارة للدوري والكأس أمام الأهلي نفسه، الفيصلي الأردني في دوري أبطال العرب، فقط ليقرر ممدوح عباس ومجلسه القيام بـ«ميركاتو» يهتز له المنافسون في الجزيرة، هل يذكرك ذلك بشيء عزيزي علاء؟
صدقني، الجمهور يعرف من هي الصفقات الناجحة التي أنهاها مدير لجنة التعاقدات، مثل إيفونا الذي واجه أورلاندو وحده، وكذلك يعرفون الصفقات التي لن تقدم أكثر مما قدمه باسم على وحسين السيد وإسلام رشدي للأهلي، وهم أيضًا يعلمون من جلبها للجزيرة.
رحلتنا مازالت مستمرة، بعد نجاح الزمالك في حصد كأس مصر في العام التالي، نصل للموسم 2008/2009، أيام عظيمة في الجانب الأحمر من المدينة، وأيام تنتظر المجد في الجانب الأبيض، بعد صفقات من عينة أجوجو وريكاردو.
آه.. ريكاردو، هل تتذكر صفعات ريكاردو وجمال حمزة؟ تلك الأشياء التي لا تحدث في الأهلي ويفخر جمهوره بذلك، لكن في عهدك تلك الأشياء حدثت، وليس بين اللاعبين وبعضهم فقط، بل بين اللاعبين ومدرب الفريق، ومدير الكرة السابق أيضًا.
عزيزي علاء عبدالصادق، أعلم أن رحلتي تزعجك، لكن هل تعلم كيف خرج الزمالك من تلك العشرية السوداء التي تجلت كل ظواهرها في عهدك الذي يعد جمهور الأهلي الدقائق لانتهاءه؟ خرج بشراء فريق كامل وتعيين مدير للكرة يعلم كيف تدار فريق كرة قدم، أو على الأقل، يجلس مع الفريق على الدكة.
عزيزي علاء عبدالصادق، نعود من رحلتنا للحاضر، لقد قمت بعمل في قطاع الكرة في النادي الأهلي، لو قالوا لمرتضى منصور أن يفعله لما فعله بنفس الكفاءة، أخطائك يعلمها الجميع ولا داعي لسردها، كلمات مثل الاستهتار والتراخي والمجاملات والانفلات وهندريك وإيبي وجاريدو وميداليات كأس مصر والتجديد لجدو وعبدالفضيل وعدم قيد حجازي وربيعة وتدمير صورة الرجل المخلص فتحي مبروك أمام الجمهور بوضعه في مهمة لا طاقة له بها، قد تكون كافية لإشعال نار أي غضب قد يهدأ ضدك.
«شكرًا علاء عبدالصادق»، كلمة لن تسمعها سوى ممن تمنوا سقوط الأهلي.