دارت حرب القرم بين الإمبراطورية العثمانية والبريطانية والفرنسية من جانب وبين الإمبراطورية الروسية من جانب آخر، وانتهت في ١٨٥٦بتوقيع اتفاقية باريس وهزيمة الروس، ومما لا يعرفه البعض أن الأمير عمر طوسون له كتاب كامل عن هذه الحرب بعنوان «الجيش المصرى في الحرب الروسية المعروفة بحرب القرم»، وهو صادر في ،١٩٣٢ وهذا يضىء مساحة لدى من لا يعرف أن الجيش المصرى شارك في هذه الحرب.
وكان الأتراك قد دخلواالقرم في ١٤٧٥وأصبحت تابعة للإمبراطورية العثمانية، ولم تستمر ممتلكات القرم محصورة في دائرة حدود شبه الجزيرة، بل تخطتها وامتدت في أراضى الروس، إلى أن تاخمت موسكو، وفى ١٧٣٦ احتلت روسيا «القرم» احتلالًا موقوتًا، ثم استولت عليها نهائيًاعام 1771.
وفى ١٧٨٣، أدمجت القرم في الإمبراطورية الروسية، وقد كانت روسيا تتحين الفرصة وتطمع بأملاك للانقضاض على أراضى الدولة العثمانية، ولما رأى السلطان عبدالمجيد أن شبح الحرب يتهدد بلده طلب من الخديو عباس، والى مصر،دعمًا عسكريًا، فأمده عباس حلمى بأسطول مكون من اثنتى عشرة سفينة مزودة بـ٦٤٢ مدفعا و٦٨٥٠ جنديًا بحريًا بقيادة أمير البحر المصري، حسن باشا الإسكندرانى، فضلًا عن جيش بري قوامه ٢٠ ألفًا و٧٢ مدفعًا، بقيادة الفريق سليم فتحى باشا، وأعلنت الدولة العثمانية الحرب على روسيا رسميا «زي النهاردة» في الرابع من أكتوبر ١٨٥٣، وفى ٢٧ مارس سنة ١٨٥٤م انضمت فرنسا وإنجلترا إلى تركيا في الحرب ضد روسيا.
ويقول الدكتور أيمن فؤاد رئيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية أن الجيش المصري بين عهدي سعيد وعباس الأول شارك في أكثر من معركة لأناقة لمصر فيها ولاجمل ولكن من المدهش أن أبلي الجيش المصري بلاء حسنا ذلك أن سليمان باشا الفرنساوي وإبراهيم باشا أسسا جيشا قويا يتمتع بخبرة قتالية وكان هذا الجيش بعد أن شارك في حروب في الشام تحت الراية العثمانية تخلف بعد جنوده في الشام والأردن بعد إنهاء مهمته ولذلك تري أن بعض الناس في الأردن والشام مازالوا يحملون لقب «المصري».