وشاركت في التصفيات المؤهلة له 198 دولة ، كما شهدت آخر استخدام لقاعدة الهدف الذهبى في المواجهات الحاسمة ، وهى آخر بطولة أيضا تأهل لها الفريق حامل اللقب مباشرة ، حيث اقتصر الأمر بعد ذلك على منظم البطولة فقط ، وتأهل إليها الفرسان السبعة الذين سبق لهم الفوز بالبطولة للمرة الأولى التي تشهد كل الكبار مجتمعين فى بطولة واحدة .. كما فازت بها البرازيل محطمة رقمها القياسى السابق ( 4 بطولات بعد عام 1994 ) لتحصد اللقب الخامس فى تاريخها ، والثاني لها مع الكأس الحالية .. وليستمر السحر البرازيلي العجيب الذي يجبر هذه الكأس العالمية على الخضوع له لتكون طوع أمره.
وتظهر أسماء للمرة الأولى في تلك البطولة مثل الصين ، الإكوادور ، سلوفينيا والسنغال ، بل وزلزلت الأخيرة كأس العالم منذ اليوم الأول بعد أن هزمت "حامل اللقب – فرنسا" فى الافتتاح 1/0 ثم تعادلت مع الدنمارك وأوروجواى لتتأهل في أولى مشاركاتها إلى الدور الثاني.
ولم تتوقف السنغال عند هذا الحد ، بل هزمت السويد فى دور الـ 16 بالهدف الذهبى وتتأهل للمرة الأولى لها أيضا إلى دور الثمانية مكررة ما حققه المنتخب الكاميرونى الرائع فى عام 1990 ... ولم تكن السنغال وحدها هى مفاجأة البطولة ، لأن المنظم الأول للبطولة ( كوريا الجنوبية ) تمكن من المرور حتى الدور قبل النهائى بعد أن هزمت "إيطاليا" بدور الـ 16 فى قنبلة كروية من العيار الثقيل، وتمر بعدها من "أسبانيا" فى دور الثمانية بركلات الترجيح (5/3) عقب التعادل السلبى الذى أثار غضب الأسبان بشدة من الحكم المصري "جمال الغندور" وحملوه الهزيمة لعدم احتسابه هدفين .. كما ظهرت تركيا فى المركز الثالث محققة مفاجئة هى الأخرى وأفضل مراكزها على الإطلاق في المونديال!
شهدت البطولة خروج الأرجنتين من الدور الأول مثلما حدث مع فرنسا ، ولكن الأخير حقق لقب أسوأ حامل لقب في التاريخ بعد نتائجه الهزيلة وعدم تسجيله ولو هدف واحد فقط في النهائيات!.
وتقابلت البرازيل وألمانيا ( وهما الأكثر وصولا إلى المباراة النهائية ) وجها لوجه فى نهائى البطولة ، ليحرز "رونالدو" هداف البطولة هدفين فى مرمى "أوليفر كان" يقود بهما منتخب بلاده إلى الفوز الخامس بالكاس العالمية محققا الأفضلية الكبرى على كل دول العالم.
وللمرة الثانية تستضيف ألمانيا بطولة كأس العالم ، وبنفس عدد الدول تقريبا فى التصفيات 198 ، تأهل فقط 31 فريق بعد قرار الفيفا بتأهل المنظم فقط مباشرة وأن على حامل اللقب خوض التصفيات .. والطريف أن ثمانية دول ظهرت لأول مرة فى تلك البطولة ، منها 4 فرق إفريقية من أصل 5 مقاعد تضع بصمتها فى مجلد كأس العالم ( كوت ديفوار ، غانا ، أنجولا وتوجو ) !
خرجت تلك البطولة بشكل كلاسيكى للغاية ، عكس ما حدث فى البطولة السابقة من تأهل فرق لأول مرة إلى دور الثمانية وقبل النهائى ، حيث لم يتأهل أى فريق من خارج القارتين الأوروبية والأمريكية الجنوبية إلى دور الثمانية ، بل وشهد قبل النهائى لأول مرة منذ سنوات طويلة أربعة فرق أوروبية فقط ، مثلما كان يحدث قديما ، فى بطولات 1934 ، 1966 ، 1982 ... كما لم تشهد البطولة معدلات تهديفية عالية سواء بالنسبة للفرق حتى التي تأهلت للنهائى أو أى لاعب فى أى فريق آخر ، حتى أن عدد كبير من الأهداف تم تسجيله من قبل مدافعين ولاعبى وسط ...
وبالرغم من مشاركة فرق إفريقية جديدة لأول مرة في النهائيات، إلا أنه قدمت مباريات جيدة ، وظلمت كوت ديفوار كثيرا ( مثل البطولة الحالية 2010 أيضا ) بوضعها في مجموعتها الثالثة النارية والتى ضمت معها الارجنتين وهولندا وصربيا ، و خسرت أمام الثنائى الأول بنفس النتيجة (2/1) بصعوبة بالغة وفازت فى مباراتها الأخيرة 3/2 على صربيا .. ولم تتأهل إلى الدور الثاني ، كما قدم الباقون اداء جيد ، إلا أن "غانا" فى مشاركتها الأولى تمكنت من المرور إلى الدور الثاني ، بعد أن تواجدت في المجموعة الرابعة لتخسر في البداية أمام إيطاليا 1/2 ، ثم تنطلق لتفوز على التشيك 2/0 وأمريكا 2/1 وتتاهل إلى الدور الثاني ، إلا انها تصطدم بالبرازيل وتخسر 0/3 ..
وشهد دور الثمانية خروج الأرجنتين أمام ألمانيا بركلات الترجيح ، كما سحقت إيطاليا المنتخب الأوكرانى بثلاثية نظيفة .. فى حين خرجت البرازيل بعد الخسارة من فرنسا 0/1 ، وتأهلت البرتغال بالفوز على إنجلترا بركلات الترجيح.
ووصلت الفرق الأربعة الأوروبية كما ذكرنا إلى الدور قبل النهائى ، حيث فازت "إيطاليا" على منظم البطولة "ألمانيا" 2/0 و اكتفت "فرنسا" بهدف وحيد فى مرمى "البرتغال" لتدفع بها للقاء الألمان الذين حققوا المركز الثالث بالفوز 3/1 وسط جماهيرهم التى كانت تحلم باللقب الذى حصدته ( إيطاليا ) للمرة الرابعة فى تاريخها والثانية لها أيضا مع تلك الكأس الحالية بعد تغلبها على فرنسا فى النهائى الشهير الذى شهد طرد اللاعب "زين الدين زيدان" فى آخر ظهور له برداء المنتخب الفرنسى وكرة القدم عامة ( ركلات الترجيح 5/3 ، بعد تعادل 1/1 ).