أؤيد مرتضى منصور، رئيس نادى الزمالك ورئيس لجنة الأندية، فى رفضه أن ينال التليفزيون المصرى مجانا حق البث الفضائى لمباريات الدورى المصرى ويكتفى فقط بالبث الأرضى مجانا مقابل شارة البث.. وفى نفس الوقت أعارض مرتضى منصور تماما حين يطالب بإذاعة مباريات الدورى على كل الشاشات المصرية وألا يقتصر حق العرض فقط على قناتى الحياة وتن بعدما اشترت بروموميديا هذه الحقوق من شركة بريزنتيشن.. فنحن الآن أمام خيار من اثنين.. إما أن نجرى ونحاول قدر استطاعتنا اللحاق بهذا العالم الذى سبقنا فى كل شىء من كرة القدم إلى الديمقراطية والعلم والإعلام.. أو نبقى كما نحن بنفس فوضويتنا وعشوائيتنا وارتجالنا حيث قوانيننا وقراراتنا وليدة اللحظة بحساباتها ومصالحها ومصادفاتها.. وبهذا المنطق الواحد أؤيد مرتضى منصور وأعارضه أيضا.. فهو على حق تماما فى أن التليفزيون ليس من حقه البث الفضائى المجانى.. وليس من حقه أيضا البث الأرضى مجانا لكنه يحصل عليه مقابل تكاليف النقل التليفزيونى.. ففى العالم حولنا سقطت تماما حكاية تليفزيون الدولة الذى يحتكر كل الحقوق ويستند إلى قوانين قديمة جدا يخشى الجميع الاقتراب منها ومراجعتها.. وتقتضى الأمانة والصراحة مع النفس والغير أنه على الذين يطالبون بذلك.. استنادا لما يجرى فى العالم.. أن يدركوا أيضا أنه ليست هناك دولة أوروبية واحدة أو لاتينية أو آسيوية يتم فيها بيع حقوق بث المباريات المحلية إلى أكثر من شاشة.. إنما دائما تفوز بهذه الحقوق الشاشة التى تعرض سعراً أعلى من الشاشات الأخرى.. وليس هناك فى هذا العالم الذى سبقنا حكاية الطبق الذى لابد أن يأكل منه الجميع.. وليست هناك دولة واحدة تمتلك أكثر من استوديو تحليلى لنفس المسابقة المحلية كما يجرى حاليا فى مصر.. ونحن الآن نملك الحق فى الاختيار.. إما أن نكون مثل العالم ونسايره ونلحقه أو نبقى بحالتنا شديدة الخصوصية.. وفى هذه الحالة لن يبقى من حق أى أحد أن يحدثنا عن العالم وما يجرى فيه أو المنطق وما يلزمنا به.. فى هذه الحالة أيضا ليس من حق أى أحد أن ينتقد حالة التليفزيون الرسمى وما يناله من حقوق وامتيازات ومكاسب لا ينالها أى تليفزيون آخر فى أى بلد آخر.. فمشكلتنا الدائمة فى مصر.. سواء فى كرة القدم أو أى مجال آخر.. أننا نريد انتقاء ما يستهوينا من هذا العالم حولنا ونتجاهل الذى لا يوافق مصالحنا ويهدد مكاسبنا وما اعتدنا عليه.. وفى حقيقة الأمر نحن احترفنا منذ زمن طويل جدا مسألة تمصير كل شىء فى هذا العالم، فأصبحنا نريد ديمقراطية مصرية لا يعرفها أحد غيرنا وأحزابا مصرية وبرلمانا وجيشا وتعليما وإعلاما وكرة قدم وأندية ومسابقات وروابط مشجعين مصرية أيضا.. ولا شىء من ذلك كله يشبه نظيره فى العالم من قريب أو بعيد.. وتصبح النتيجة هى حالة الفوضى الموجعة والمربكة التى نصنعها نحن بأيدينا أولا ثم نجلس بعدها على أرصفة أيامنا نشكو الفوضى وإحباطنا وهزائمنا وجروحنا.