طاهر الشيخ: الأهلي يبني فريقاً للبطولات.. ولابد من بعض التضحيات

كتب: إيهاب الجنيدي الخميس 01-10-2015 18:09

أعرب طاهر الشيخ، عضو مجلس إدارة النادى الأهلى، عن ثقته التامة في عبور الفريق الكروى الأول بالنادى عقبة أورلاندو بيراتس، بطل جنوب أفريقيا، في الدور قبل النهائى للبطولة الكونفيدرالية الأفريقية، ومواصلة مشوار الدفاع عن لقبه القارى.

وشدد على أن الفريق يمر بمرحلة إحلال وتجديد في الفترة الحالية لبناء فريق للبطولات في السنوات المقبلة، ولابد أن تكون هناك بعض التضحيات، وكشف عن موقف مجلس الإدارة من الجهاز الفنى الحالى، بقيادة فتحى مبروك، وماذا سيكون رد الفعل تجاهه لو خسر الفريق لقب البطولة الكونفيدرالية.

كما كشف عضو لجنة الكرة بالنادى عن الكثير من الأمور الأخرى المتعلقة بالفريق ومجلس الإدارة، في حوار حصرى لـ«المصرى اليوم» في جوهانسبرج، وإلى نص الحوار:

■ بداية: ما رأيك في خسارة الفريق أمام أورلاندو بهدف للاشىء في ذهاب الدور قبل النهائى للبطولة الكونفيدرالية، خاصة أنك كنت رئيساً لبعثة الفريق في جنوب أفريقيا؟

- الخسارة ليست قضية كبيرة، وليست أزمة، لأن الأهلى قادر على عبور أورلاندو في الإياب، خاصة أنه ليس فريقاً قوياً أو مخيفاً.

■ ولماذا خسر الأهلى أمامه إذن؟

- سوء توفيق ليس أكثر، خاصة أن الكرة التي اصطدمت بالعارضة في الشوط الأول لو نجح الفريق في تسجيلها لتغير سير المباراة، وكنت خرجت على الأقل متعادلاً، وفى الشوط الثانى سيطرنا تماماً على مجريات المباراة، واعتمد أورلاندو على الهجمات المرتدة السريعة وتمركز بشكل جيد دفاعياً، وهذا لا ينفى أنه كان هناك عدد من لاعبى الأهلى بعيدين تماماً عن مستواهم.

■ هل ترى أن الدفع بمحمد هانى كان مغامرة من الجهاز الفنى، خاصة أن اللاعب بعيد عن المشاركة منذ فترة؟

- ليست مغامرة، والنادى الأهلى لديه 25 لاعباً في القائمة يجب أن يكونوا دائماً جاهزين للمشاركة، ويجب أن يكون أي لاعب مقيد في قائمة الفريق بشكل عام قادراً على أن يؤدى في أي وقت حين الحاجة إليه، لأنه يمثل النادى الأهلى وليس أي نادٍ، لأن كل اللاعبين يتمرنون بشكل يومى، وعدم مشاركة اللاعب في المباريات يظهر تأثيرها في أول 10 دقائق، ولكن سرعان ما يندمج مع زملائه، وهذه هي سمة اللاعبين المحترفين.

■ وهل أثر غياب وليد سليمان وحسام غالى على الفريق؟

- بالطبع غيابهما أثر علينا بشكل كبير، ولو كانا موجودين كانت كفة الأهلى رجحت بشكل كبير، لأنهما من العناصر ذات الخبرات الكبيرة القادرة على قيادة الفريق داخل الملعب، كما أن لديهم حلولا مختلفة من خلال رؤيتهما الجيدة للملعب، والمهارات الفنية التي يتمتعان بها.

■ وهل ستؤثر الخسارة نفسياً على اللاعبين في مباراة العودة، خاصة أنها جاءت بعد خسارة أخرى أمام الزمالك في كأس مصر؟

- على مدار تاريخنا في الأهلى «ياما كسبنا» و«ياما خسرنا» مباراة وثلاثاً وأخذنا بطولات، والزمالك خسر من الأهلى في الدورى وعاد وفاز عليه، ومن الممكن جداً أن نفوز عليه في مباراة السوبر المقبلة، فخسارة مباراتين ليست نهاية العالم، ولكننا نتعلم من أخطائنا، وأقولها بكل ثقة الأهلى في نهائى الكونفيدرالية وسيقاتل للفوز باللقب.

■ ألا تشعر بالقلق على الفريق مثل الجماهير في ظل عروضه الأخيرة؟

- حقيقة كمتفرج قلقان على النادى الأهلى، ولكن كلاعب أعرف أن هذه ظروف وستمر، ونحن خسرنا بهدف للاشىء ولم نخسر 4 أو خمسة، وكان من العدل الخروج بالتعادل أمام بطل جنوب أفريقيا، والنتيجة النهائية للمباراة بعد شوطها الثانى في مصر ستكون فوز الأهلى.

■ ألا ترى أن هناك أخطاء في تشكيل الفريق في المباريات الأخيرة؟

- أولاً نحن كمجلس إدارة أو أعضاء في لجنة الكرة لا نتدخل في عمل الجهاز الفنى، وأعطيناه صلاحيات كاملة عقب تمديد تعاقده مؤخراً للموسم الجديد، والأهلى ناد جماهيرى كبير جداً وطموحات جماهيره كبيرة جداً ولا يريدون أن يتعادلوا في مباراة وليس الخسارة، ولكننى مؤمن أن الرياضة مكسب وخسارة، والفرق العالمية أحياناً تخسر، بدليل أن البرازيل خسر بسبعة أهداف على ملعبه في نهائيات كأس العالم، وعندما تقيم كل لاعب في تشكيلة «السامبا» تجده نجماً كبيراً جداً في فريقه الأوروبى وسعره بملايين الدولارات.

■ ولكن عددا كبيرا من جماهير النادى والنقاد الرياضيين غير مقتنعين بفتحى مبروك؟

- أنا شخصياً مقتنع تماماً بفتحى مبروك والجهاز الفنى الحالى، وأرى أنه مدرب متميز ويبذل مجهوداً كبيراً مع الفريق، ومنذ فترة كان مبروك «حدوتة» الجماهير، ووصفوه بالساحر خاصة بعد المباراة الكبيرة التي قدمها أمام الزمالك في الدورى وفوزه بثنائية نظيفة، ولكن من ينتقده حالياً لا يقيم الأمور بشكل صحيح.

■ تردد أن لجنة الكرة مددت تعاقد مبروك لعدم العثور على بديل أجنبى متميز، ما تعليقك؟

- بعد مباراة الزمالك الأولى لم يكن ممكناً أن نقول لفتحى مبروك لأ، في ظل الدعم الجماهيرى الكبير له، والتحسن الملحوظ في نتائج الفريق، ولكى تقوم بتغيير الجهاز الفنى لا يوجد آخر بديل موجود على الدكة.

■ وهل سيتم الإبقاء على مبروك أيضاً حال الخروج من البطولة الكونفيدرالية؟

- لا أستطيع أن أجزم برأى نهائى في هذا الأمر، ولكن كل الاحتمالات قائمة، ولا أستطيع أن أقول إن الأهلى سيظل يخسر، يخسر، يخسر، ولا نتصرف، ولكن لا يجب أن ننسى أن الأهلى يبنى حالياً فريقاً جديداً للمستقبل، والمهم الآن أن يجد الجهاز الفنى التوليفة المناسبة من اللاعبين الذين تكون «الكيمياء» بينهم متوافقة، على سبيل المثال إيفونا مرر كرة جميلة لمتعب سجل منها هدفاً جميلاً في كأس مصر، فهذه الكيمياء قد لا تتواجد بين إيفونا وأنطوى أو متعب وأنطوى وهكذا، فكرة القدم لعبة من 11 لاعباً إذا لم يكن التفاهم والتعاون بينهم على أعلى مستوى لن تجنى منهم شيئاً.

وعلى سبيل المثال سموحة كوّن فريقاً جديداً من اللاعبين الذين استغنت عنهم أنديتهم، ولكن محمد يوسف صنع منهم فريقاً قوياً جداً، أحرج الزمالك، وكاد أن يطيح به خارج كأس مصر.

■ وهل بعد كل هذه الفترة لم يصل الجهاز الفنى لهذه المجموعة من اللاعبين؟

- الأهلى حتى الآن لم يصل لتشكيلته الأساسية، ويجب على الأقل أن يكون لديك ثمانية أو تسعة لاعبين أساسيين في كل مباراة، ويكون التغيير في لاعبين فقط، وفقاً لمعطيات كل مباراة وقدرات المنافس.

■ وما رأيك في المهاجم الغانى جون أنطوى؟

- أنطوى مهاجم جيد جداً، ولديه قدرات هائلة، ولكنه في ظل تألقه، وبعدما سجل هدفاً في مرمى الترجى في تونس تعرض للإصابة وغاب لنحو شهر، ما أثر على مستواه.

■ وما تعليقك على الهجوم الحالى من البعض على علاء عبدالصادق، مدير قطاع الكرة، وتحميله مسؤولية تراجع النتائج وعدم الاستقرار في الأهلى وخسارة لقبى الدورى والكأس هذا الموسم؟

- بداية عبدالصادق رجل مخلص جداً يعشق النادى الأهلى، ويقوم بواجباته على أكمل وجه، و«فاهم قوى» أجواء الكرة في مصر، ومن يهاجمه لا شك شخص لا يحب القلعة الحمراء وحاقد على علاء شخصياً.

■ أو ليس مسؤولاً عن عدد من اللاعبين الفاشلين مثل الثلاثى الأجنبى النيجيرى إيبى والإثيوبى سعيدو والبرازيلى هيندريك؟

- لكى نفصل الأمر بشكل صحيح، من المسؤول عن اختيارات اللاعبين؟ إنها رؤية للجهاز الفنى واختيار مطلق له، ولا دخل لعبدالصادق أو لجنة الكرة بها، والنادى الأهلى على مدار تاريخه يحترم الجهاز الفنى، وقد اختار الإسبانى خوان كارلوس جاريدو هؤلاء اللاعبين، ولا شك أن جاريدو ورّط النادى الأهلى في الكثير من الأخطاء.

■ ولكن البعض يحمله أيضاً بعض الأخطاء الإدارية مثل التجديد لمحمد ناجى جدو وشريف عبدالفضيل اللذين يبحث النادى الاستغناء عنهما حالياً، وهو ما ترتب عليه أيضاً أزمة قيد الثنائى الجديد رامى ربيعة وأحمد حجازى؟

- الظروف فرضت علينا قيد شريف عبدالفضيل لعدم التوصل لاتفاق، خلال فترة تدعيم الفريق قبل غلق القائمة الأفريقية، مع مدافع متميز أو لاعب وسط مدافع بقدرات كبيرة، ثم جاءتنا فرصة جيدة للتعاقد مع قلبى دفاع منتخب مصر الأساسيين ربيعة وحجازى فلم نتردد في شراء اللاعبين، ولكن كان باب القيد الأفريقى قد تم غلقه فلم ينضما لقائمة الفريق في الكونفيدرالية، كما أن من يتحدث عن إهدار أموال في التجديد للاعبين لا ينظر إلى أننا تعاقدنا مع حجازى بلا مقابل وكنا سنتكبد ملايين لو اشتريناه من ناديه.

■ من وجهة نظرك وبعد هذه الصفقات هل يحتاج الأهلى للاعبين جدد؟

- هذه الصفقات سدت الكثير من الثغرات في هيكل الفريق بعد اعتزال عدد مميز من اللاعبين في الجيل السابق مثل أبوتريكة ووائل جمعة ومحمد بركات، ولكننى أرى أن الأهلى يحتاج فقط إلى مدافع قادر على صنع الهجمة، وأعتقد أن رامى ربيعة قادر على القيام بهذا الدور عقب قيده وعودته للمشاركة.

■ هناك أزمة تكررت في الفترة الماضية ممثلة في خروج بعض اللاعبين عن النص مثل حسين السيد وقبله مؤمن زكريا وحسام غالى وعبدالله السعيد وعدد كبير من اللاعبين، ما موقف لجنة الكرة للقضاء على هذه الظاهرة الجديدة على النادى الأهلى؟

- بداية نحن لا نتعامل مع ملائكة، كما أن عددا كبيرا من اللاعبين ليسوا من أبناء النادى الأهلى الذين تدرجوا في صفوفه منذ مراحل الناشئين المختلفة، ولكن اللاعب أحياناً يكون تحت ضغط كبير، خاصة في ظل الحصار الإعلامى الكبير مؤخراً للاعبى الأهلى بحكم جماهيريته الكبيرة، وأى خروج عن النص في الأهلى مرفوض ولدينا لائحة عقوبات لمعاقبة من يخطئ، واللاعب أحياناً يحزن لعدم المشاركة والضغوط التي يتعرض لها، ولكن تكرار الخطأ من بعض اللاعبين مرفوض تماماً.

■ ماذا كان رأى مجلس الإدارة تجاه تصرف علاء عبدالصادق في نهائى كأس مصر مع مرتضى منصور؟

- بداية لقد غادرت ملعب المباراة عقب صافرة النهاية مباشرة ولم أشاهد ما حدث بعينى، ولكن قبل تقييم موقف عبدالصادق من المسؤول عن توزيع الميداليات على لاعبى الأهلى، هل هو رئيس النادى المنافس! كما أن البروتوكول يقول إن الفريق صاحب المركز الثانى يصعد أولاً، واتحاد الكرة بوصفه المنظم هو الذي يلام في هذه المهزلة التي حدثت، لأنه لا يعرف كيف ينظم مباراة، وهذا الموقف يعكس ضعف الاتحاد، وأنا أتفق تماماً مع ما قام به عبدالصادق في ظل هجوم رئيس الزمالك غير المبرر على النادى في الفترة الماضية.

وقديما حين كنا نلعب كان جمال عبدالناصر هو من يسلم كأس مصر والميداليات على اللاعبين، ثم أصبح كبير الياوران مندوباً عن رئيس الجمهورية، وأى شخص آخر يكون غير ذى صفة، ولا يحق له التواجد على المنصة، وحتى اليوم كأس ملك إسبانيا يسلّمه ملك إسبانيا ورئيس اتحاد الكرة.

■ ما رؤيتك لبطولة الدورى في الموسم الجديد؟

- الدورى هذا الموسم سيكون قوياً جداً لأن جميع الأندية هذا الموسم سلحت نفسها بشكل جيد جداً، وانظر إلى صفقات الأهلى والزمالك أو حتى الإنتاج الحربى الوافد الجديد وسموحة، فحركة الانتقالات خلال الصيف الجارى عززت قدرات عدة أندية.

■ أخيراً ماذا تقول لجماهير الأهلى؟

- أقول لهم النادى الأهلى بخير، ونحن نثبت تشكيل الفريق من مباراة لأخرى، وستكتمل القوة الضاربة بعودة المصابين وحدوث انسجام كامل بين العناصر القديمة والجديدة، وتفاءلوا، كما أننا نبنى فريقاً للمستقبل وليس لهذا العام فقط، وطبيعى أن تكون هناك بعض التضحيات سواء على حساب لاعبين تم الاستغناء عنهم أو بطولات فقدناها.

■ ونصيحة لفتحى مبروك؟

- أقول له استمر في عملك ولا تلتفت للانتقادات الهدّامة، ونفذ ما تراه صحيحاً من وجهة نظرك، بعد أن منحناك الصلاحيات الكاملة والمجلس ولجنة الكرة خلفك ونتمنى لك التوفيق.