السفير السعودى.. لماذا يتجاهل مشاعرنا؟

صبري غنيم الأربعاء 30-09-2015 21:35

- بالله عليكم أى عيد وطنى سوف يهنأ به السفير السعودى بالقاهرة وجثث الأبرياء ضحايا حادث منى قد تحللت من «التفعيص»، كل من فُقد له أحد راح يقلب فيها لعله يصل إلى جثة ذويه.. معالى السفير يحتفل بالعيد الوطنى ولا يراعى مشاعر المصريين فى حزنهم على ضحاياهم الذين لايزالون جثثا على أراضيهم، وهو يعرف أن قلوب أهاليهم قد كواها الحزن والهلع على نهايتهم.

- ألم ير معالى السفير السعودى المناظر التى تتداولها المواقع وصفحات التواصل الاجتماعى فى شكل صور وفيديوهات عن ضحايا منى؟.. مناظر لا تضيع معالمها من مخيلة أى إنسان له إحساس ومشاعر، الجثث تكومت فوق بعضها.. جثث لا تعرف لها هوية وكأنها فى صالة عرض فى انتظار من يشاور عليها، والألسنة ساكنة عاجزة عن الكلام.. فعلا يا لها من فجيعة قاسية ومؤلمة.. أليست هذه المناظر كانت كفيلة بتأجيل حفل السفير؟!

- الذى آلمنى أن سفيراً فى مكانة السفير السعودى احتضنته مصر بالحب يفتقد الحس الإنسانى معنا، مع أننا كنا معه بأقلامنا فى جميع المواقف الصعبة لم نتخل عنه، وقد كان فى استطاعته أن يجاملنا على الأقل فى مشاعرنا ويخجل من أن يدعو مسؤولا إلى حفل يقيمه فى دار السفارة السعودية التى تطل على نيل القاهرة، ثم أى مسؤول مصرى سيقبل على كرامته أن يشارك فى احتفالية السفير مهما كانت الصداقة التى تجمع بينهما؟ أكيد أن رئيس الحكومة عندما تلقى دعوة السفير كان مجاملا فاعتذر اعتذارا دبلوماسيا دون أن يذكر له الأسباب، وإن كانت الشواهد تجعل السفير يستشعر الموقف من قائمة الاعتذارات التى تلقاها مكتبه.. فلأول مرة تحدث ظاهرة الاعتذارات بهذا الشكل- على حد تعبير المقربين منه- فقد كان واضحا أن معالى السفير لم يقرأ قوائم الاعتذارات قبل بدء الحفل الذى كان خاليا من الشخصيات والوزراء والسفراء، وأن معظم الذين جاملوه وحضروا هذه الاحتفالية إما أصدقاء له أو من أصحاب المصالح الذين تربطهم علاقات تجارية مع المملكة.

- المصيبة أن السفير أحمد قطان ليس غريبا عن مصر، وقد استبشرنا به خيرا فى أن يكون خير خلف لخير سلف للسفير السابق الوزير هشام بن ناظر، الذى ترك محبته فى قلوب المصريين، لقد تربى أحمد قطان فى مصر وتعلم فى مدارسها، ويُعرف بالهلع والجزع عندما تُصاب أسرة بفقدان عائلها.. يعرف أن أكثر من ٧٤ شهيداً تم التعرف عليهم بخلاف المائة المفقودين والذين يعتبرون فى عداد الموتى.. كنت أتمنى أن يستخدم حنكته ويؤجل هذه الاحتفالية لتشاركه مصر فيها كعادتها كل عام.. هو يعلم أن المملكة أجلت هذه المناسبة أكثر من مرة وفى ظروف غير طبيعية كثيرة، والتأجيل لم يؤثر على اسمها أو مكانتها.. ولا يستطيع أحد أن يزايد على مشاعرنا ناحية المملكة، فقد بُح صوتنا حبا وعشقا فى المملكة، ولأنه لا يحب أن يقرأ ما يُكتب عن المملكة فأكيد أنه لا علم له بآخر مقال كتبته منذ يومين تحت عنوان «المملكة مستهدفة.. فلماذا الصمت؟»، وكنت أعنى الذين يطالبون بإبعاد المملكة عن إدارة الحج، وطالبت الأمة الإسلامية كلها بأن تصدر بيانا رسميا تستنكر فيه هذا المطلب، لأن المملكة الأحق بالحج والعمرة، ويكفى ما تقوم به لخدمة الإسلام والمسلمين فى صيانة وعمارة الحرمين الشريفين، أقلامنا ليست لك يا أحمد قطان.. لكنها للمملكة التى أسسها الراحل العظيم عبدالعزيز آل سعود «طيب الله ثراه»، وترك تاريخا سيبقى عنوانا مشرفا للأجيال.. ولشعب المملكة.. وللأسرة الحاكمة.

- كنت أتمنى من معالى السفير باسمه واسم حكومته، التى نكن لها كل تقدير، أن تصدر تعزية لعائلات ضحايا «منى» من المصريين.. على الأقل يجفف دموعهم ويشاركهم أحزانهم، فالرجال مواقف، وهو أول الرجال الذى أحترم له موقفا رأيته فيه أكثر من مرة، وهو يقبل رأس المربية الفاضلة نوال الدجوى، تقديرا ووفاء لهذه المربية العظيمة التى علمته وجعلت منه رجلا ناجحا.. أتمنى ألا يغضب.. فقد تكون المواجهة مؤلمة لكن الحق، وأنت تدافع عن مصريتك، لا يعرف المجاملة حتى ولو دفعت الثمن وامتنع سيادته كسفير عن منحك تأشيرة دخول إلى السعودية.. فكرامتك كمصرى أغلى من هذه التأشيرة.

ghoneim-s@hotmail.com