«زي النهاردة».. حصل الروائى الألماني جونتر جراس على نوبل ٣٠ سبتمبر ١٩٩٩

كتب: ماهر حسن الأربعاء 30-09-2015 02:49

حققت «الطبل الصفيح» نجاحًا مدويًا لدلالتها الرمزية الكبيرة، وذلك عبر شخصيتها الرئيسية (القزم أوسكارماتسيرات)، الذي يقررأن يتوقف عن النمو حتى لا يصبح إنسانًاً «عاديًاُ»، وبالرغم من الجدل الشديد الذي أثارته الرواية وقت صدورها واتهامات كثيرين للكاتب بالإباحية والخلاعة والتهجم على المسيحية، فإن «الطبل الصفيح» كانت مفتاح جراس للشهرة العالمية التي رسخها بمواقفه التي منحته مصداقية كبيرة جعلت منه رمزًا أخلاقيًا.

اعترف «جراس» بأنه كان عضوًا في منظمة دموية وكانت خدمة جونتر جراس في الاستخبارات النازية في شبابه سرًا لأكثر من ستين سنة، حتى كشفها بنفسه مؤخرًا عبر لقاء تليفزيونى، فأثار ضجة مدوّية وردود أفعال كثيرة في أوساط النقّاد والمثقفين والقّرّاء أيضًا طالب البعض بسحب جائزة نوبل منه وطالبوا بمغادرته ألمانيا.

هذا هو جونتر جراس الروائى، والمسرحى، والشاعر والنحات. ولد في دانزيج بألمانيا عام ١٩٢٧وتلقى تعليمه الأولى والثانوى فيها ثم خدم في ١٩٤٤ كمساعد في سلاح الطيران وجرح في كوتبوس ونقل إلى المستشفى العسكرى حيث وقع أسيرًا للقوات الأمريكية بنهاية الحرب.

وبعد إطلاق سراحه عمل مزارعًاً ثم عاملًا في منجم للبوتاسيوم.

وفى ١٩٤٧ بدأ دراسة النحت في دوسلدورف وما بين عامى ١٩٥٣ و١٩٥٥ درس النحت، والجرافيك بأكاديمية الفنون الرفيعة بغرب برلين، وفى ١٩٥٦انتقل مع آنا راقصة الباليه إلى باريس حيث بدأ كتابة «الطبل الصفيح» التي ظهرت عام ١٩٥٩، وحققت له شهرة واسعة استغلها سياسيًا فيما بعد.

وبداية من الخمسينيات، كانت معظم أعمال جراس الأدبية مسرحيات لم تحقق نجاحًا وشهرة مماثلة وبعد فترة من انشغاله بالسياسة والتاريخ والقضايا الاجتماعية كرافد إبداعى أساسى اتسعت اهتماماته مع حلول السبعينيات، حيث بدأ يهتم بقضايا أخرى كالنسوية وعلم الأحياء.

سافر جراس إلى الهند عام ١٩٧٥ وعام ١٩٨٦ وكتب انطباعاته عن الزيارتين في كتاب صدر عام ١٩٨٨ تعرض فيه لمشكلة الفقر في دول العالم الثالث، وفقدان الأمل في تأثير الأدب في المجتمع وقدرته على التغيير في مواجهة كوارث العالم من فقر وجوع وهوس للتسلح النووى وإضرار بالبيئة «زي النهاردة» في ٣٠ سبتمبر ١٩٩٩.