لست أدرى أيهما أخطر على شبابنا: إرهاب التطرف الدينى، أم الانحراف الذى يتعمد السبكى أن ينشره من خلال أفلامه؟.. الجيش مشغول بالحرب فى سيناء، بينما السبكى فى الداخل لا يجد من يحارب إرهابه!.. هذا الرجل يصر على أن السينما ليست أكثر من دكانة جزارة، ومثلما يقوم بتعليق اللحم البتلو على مدخل الدكان يقوم بعرض لحم الممثلات فى الأفلام.. لا أحد يستطيع أن ينكر أن الثقافة والتحضر السلوكى يسيران جنبا إلى جنب، ومهما الأيام تعمل فيهم ما بيستغنوش عن بعضيهم.. من النادر أن تجد مثقفا بجد يتعامل معك بقلة ذوق.. لذلك أتعجب جدا عندما أجدهم يرفضون الرقابة على الأفلام بدعوى حرية الرأى، وأغلب الظن أنهم لا يشاهدون أفلام السينما حاليا، وبالتالى هم لا يعلمون مدى الإسفاف الذى وصلت إليه، وغالبا أيضا أنهم لا يدركون أنهم بدعاواهم الفارغة بحماية حرية الرأى والتعبير إنما ينخرون فى جدار التحضر، ويساهمون فى تدهور ثقافة وسلوك المجتمع أكتر ما هى متكعورة!..
مرتين فى حياتى تركت السينما أثناء عرض الفيلم، المرة الأولى كان فيلم «ليلة البيبى دول» حيث أصابنى الغثيان من مشاهد التعذيب المقززة فخرجت مسرعة، والمرة الثانية منذ يومين!.. والله يا حمادة أنا ليس لى فى الجديد لا مطربين ولا أغانٍ ولا أفلام، لكن لأننى لم أسافر فى العيد فمكثت فى المنزل فوقعت فريسة الفضائيات المتخلفة، حيث اكتشفت أن المحطات الفضائية من شدة أزمتهم المالية عملوا جمعية على الأفلام التى سيعرضونها فى العيد، واتفقوا على 4 أو 5 أفلام ومسرحيات بعينها تدور على كل محطة، فيعرضوها بالتناوب، هذا طبعا غير فيلمى «أرض النفاق» و«صغيرة على الحب» اللذين يعرضان على المحطات بالتناوب طوال العام قبل الأكل وبعده!.. ومن ملل تكرار الأفلام العربية إلى صدمة تكبيرات العيد الخليجية الغريبة المختلفة تماما عن تكبيراتنا المصرية والتى يبدو أيضا أن المحطات عملوا جمعية واشتروها من واحد خليجى فلم يذيعوا غيرها فزادت من شعورى بالقرف!.. أين تكبيراتنا بتاعة زمان؟.. أين الأذان بأصوات الشيوخ محمد رفعت ومصطفى إسماعيل وعبدالباسط عبد الصمد؟..
لماذا هذا التمسح اللزج فى الخليجيين؟.. ما علينا، لهذا عزيزى القارئ قررت أضحى وأذهب مع ابنى للسينما وأهى خروجة والسلام.. دخلت أحد أفلام السبكى، وكان قصدى أننى أدخل دار سينما وليس كباريه درجة خمستاشر!.. لم أحتمل هذا الكم من الألفاظ البذيئة والتعليقات الجنسية الصريحة، ناهيك عن الرقص المبتذل الذى يجعلك تتأكد أن سامية جمال ستدخل الجنة من أوسع أبوابها! فقررت أن أترك السينما حفاظا على برستيجى أمام ابنى!.. لكن تعالى بقى يا حمادة وتساءل أين الرقابة على الأفلام وستفاجأ بأن المثقفين هم الذين يهبون دفاعا عن تلك البذاءات ويقولولك إنهم يدافعون من حيث المبدأ!!.. الله يخرب بيت ده مبدأ!.. ثم يهب مثقفون آخرون يدافعون عن سينما الواقع!. وهل الواقع لا يقع إلا فى الكباريهات وعلى أثداء الراقصات؟.. الأحياء الراقية واقع وملأى بالحكايات.. ألم تكن جميع قصص إحسان عبدالقدوس واقعا من الأحياء الراقية ومصايف العائلات؟.. مش كفاية قرف بقى؟!.. ألم تكن علامات السينما المصرية أفلاما من الريف أو عن الطبقة الوسطى دون كلمة إسفاف واحدة؟.. لماذا هذا الإصرار على الانحدار لما تحت القاع؟.. مش نطلع فوق بقى؟.. لماذا لا نعلم شباب الأحياء الشعبية كيف يتحدث الشباب الراقى؟.. لماذا لا نقدم المثال الراقى للبنات الشعبيات؟.. هو ما تنفعش البنت تبقى شعبية إلا إذا شتمت ولعنت؟!.. هل كنا نسمع زمان تلك الشتائم فى الأحياء الشعبية؟.. يبدو لى أن الأفلام لا تنقل الواقع بل تفسده.. كنت من فترة قد وجهت نداء لأحد وزراء الثقافة السابقين وطالبته بأن يجلس مع السبكى، ويحاول إقناعه بتغيير منهجه، لكنى بعدها رأيت السبكى لأول مرة فى حوار تليفزيونى ورأيت «طريقة كلامه» فتأكدت أنه من المستحيل أن يقلع عما هو فيه.. فطريقة كلامه هى نفس طريقة كلام أبطال أفلامه وربما تتشابه البيئات أيضا!.. هناك إرهاب أخلاقى يقدمه السبكى فى أفلامه وإذا لم تتحرك الدولة وساندها المثقفون فلنتوقع أن شبابنا لو فلت من التطرف الدينى فسيتحولون لبلطجية، أما بناتنا فهيشتغلوا رقاصات- إن شاء الله!.
www.facebook.com/ghada sherif